31 December, 2012آل قاروني… ذكريات الغربة الطويلة
بلكنة عراقية محببة، يستقبلك هذا السمهري البشوش، وقد خط المشيب رأسه، وأنت تهم بالدخول إلى داره التي تكدست فيها أوراق قديمة وبضعة كتب وخرائط لأشجار نسب عتيقة. تطالعك على جدار غرفة الجلوس صورة باسمة للزعيم العربي الأسمر جمال عبدالناصر. وبترحاب قدم لي مضيفي وثائق تاريخية مهمة. ربما كان شغفه بتاريخ العائلة باعثاً لهذا التجاوب الكريم، لكن المؤكد أن أريحيته السمحة تنم عن كرم أصيل.
تحمل ذاكرة سيدعبدالوهاب القاروني المولود في المحمرة العام 1929 م الكثير من التجارب التي شكلتها سنوات الهجرة الطويلة بعيداً عن الوطن، وتجسد روح المثابرة التي تحلى بها أهل البحرين في مواجهة مشاكل الغربة وعوائق التكيف مع البيئة الجديدة.
يقول سيدعبدالوهاب نجل السيدحمزة القاروني (ت 1942) الذي وُلد بدوره نائياً عن وطنه الأم، ولم تكتحل عيناه برؤية ترابه حتى توفي في النجف الأشرف، يقول إن العائلة بدأت رحلة العودة إلى الوطن في العام 1951، إلا أن بقايا وفروع العائلة لاتزال تعيش في المحمرة وأصفهان والبصرة والنجف وكربلاء وبغداد، ومنهم أحفاد المحدث والمفسر السيدهاشم القاروني الملقب بالتوبلاني البحراني، وتذكر دراسات تاريخية أن أولاد السيدهاشم البحراني (توفي 1695) وأحفاده قد استقر بهم المقام في أصفهان بإيران.