(700 عام) على رحيل الشيخ ميثم بن علي بن ميثم البحراني (636 – 681هـ)
هو شيخ المشايخ ذو المقام الشامخ ومن له في كل علم قدم راسخ، الحكيم المتأله العارف المتكلم، فقيه الفلاسفة فيلسوف الفقهاء أستاذ العلماء، كثير المناقب متعدد المواهب، العالم الرباني والعارف الصمداني، كمال الدين الشيخ ميثم ابن الشيخ علي ابن الشيخ ميثم ابن المعلّى البحراني.
مولده ووفاته:
مولده ووفاته:
ولد في سنة 636هـ كما ذكر الشيخ سليمان الماحوزي، واختلف في سنة وفاته فقد ذكرت أكثر المصادر أنه توفي سنة 679هـ، وهو خطأ كشف خطأه تاريخ فراغ الشيخ ميثم من كتابه الشرح الصغير للنهج سنة 681هـ، ولا شك أن الأولى بالتشكيك تأريخ الوفاة، دون تأريخ الفراغ من تأليفه لكتابه، يقول الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه الأنوار الساطعة: لكن التاريخ مخدوش لأن فراغ ابن ميثم من الشرح الصغير لنهج البلاغة كان في 681هـ فالصحيح من تاريخ وفاته هو ما ذكره صاحب كشف الحجب وهو 699 ظاهرا.
وذلك لاحتمال حدوث تصحيف السبعين عن التسعين في الحروف، وبمقتضى هذا التاريخ يكون عمره 63 سنة.
أما إذا قلنا بأن تاريخ وفاته سنة 679 فذلك يقضي بأن يكون عمره 43 سنة.
وذكر بعض من ترجم له أنه توفي سنة 689هـ من غير ذكر مستند عليه سوى استبعاد التاريخ الأول بعد اكتشاف عدم صوابيته.
لكن القدر المتيقن أنه توفي بعد سنة 681هـ.
وكذلك جرى الإختلاف في مكان مرقده، فمنهم من قال دفن في (الدونج) إحدى قرى الماحوز ومنهم من قال في (هرته) من قرى الماحوز وتفرد الكفعمي في وفيات العلماء بالقول أنه مات في دار السلام بغداد وهو مستبعد حيث لا يوجد له قبر أو مزار، وفي هرته هو الأشهر عند أكثر المترجمين له لوجود عدة قرائن، ولذهاب أكثر المترجمين له بالقول أنه دفن في الماحوز وإنما التردد حاصل بين قرى الماحوز، والمشهور هو هرته.
ويبدو أن مردّ الإختلاف والإلتباس في موضع مرقده بين الدونج وهرته هو وجود قبر جده الشيخ ميثم بن المعلى في الدونج في مقبرة تسمى (مساجد عنان) الى جانب مرقد الشيخ سليمان الماحوزي "ره"، حيث يحتمل وقوع بعض من ترجم له في الخلط بينهما.
فالغالب على الظن أنه ولد في الماحوز لوجود قبر أبيه وجده فيها، وأنه دفن فيها في قرية هرتا لوجود قبره فيها.
يقول الشيخ يوسف البحراني رحمه الله وأسكنه الفسيح من جناته في كتابه لؤلؤة البحرين 261: وقبر الشيخ المذكور الآن في بلادنا البحرين في قرية (هلتا) المقصود بها (هرتا) من إحدى القرى الثلاث من (الماحوز) المتقدم ذكرها وقبر جده مثيم في قرية (الدونج) وقد قبر شيخنا الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني صاحب الرسالة المذكورة، في قربه لأنه من قرية الدونج كما تقدم ذكر ذلك في صدر الإجازة عند ذكر ترجمته، ونقل بعض أن قبره في نواحي العراق والأول أشهر.
الفيلسوف المتكلم:
يلحظ المتصفح في كتب التاريخ الاسلامي ومن له اطلاع بتاريخ الفلسفة أن الفلسفة قد ازدهرت في البلدان الإسلامية في القرن السابع وراجت بضاعتها، وبرع فيها في ذلك الوقت مجموعة لا بأس بها من العلماء أمثال الفخر الرازي (ت 606هـ)، و نصير الدين الطوسي (ت 672هـ)، وابن سعادة البحراني، وكمال الدين علي بن سليمان الستري، والشيخ ميثم.
ويعتبر الشيخ ميثم فيلسوفا متكلما وعارفا من الطراز الأول، مزج بين المفاهيم الفلسفية والقواعد الكلامية من خلال مصنفاته وأفكاره وآرائه التي نقض بها آراء ونظريات الكثير من الحكماء والفلاسفة لا سيما كتابه شرح نهج البلاغة الذي اقترن باسمه واحتل مكانة عظيمة في الفكر الاسلامي على مر القرون.
وهو الناقد والباحث والمبدع الذي استطاع ان يبدع في شتى العلوم كالفلسفة والعرفان والأدب والمنطق والكلام، وصارت كتبه أنموذجا وأصلا من أصول تلك العلوم و تداولتها أندية العلم شرحا وتحقيقا وتحشية وتدقيقا.
كتبه:
وعرف بالعالم الرباني كما عرف بالفيلسوف والمتكلم لاشتهار آرائه الحكمية والكلامية، ولما تفوّق به في مناقشة المفكرين والمتكلمين من أصحاب المذاهب الأخرى وقوة بيانه وسطوع برهانه في كل كتبه:
1. شرح النهج.
2. غاية المرام.
3. شرح المائة كلمة لأمير المؤمنين عليه السلام.
4. النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة.
5. المعراج السماوي.
التي تشهد له بالتبرّز والتميّز والإحاطة بآراء العلماء وأقوال المذاهب، كما كان له أسلوبه الخاص المحكم في النقض والإبرام، والذي عادة ما يعتمد بشكل أساسي على القسمة المنطقية والأسلوب العقلي حيث يذكر كل الوجوه المحتملة في المسألة موضوع البحث ويبطلها ويعيّن الوجه الصحيح منها، و يستعرض أدلة المذاهب بشيء من التفصيل ثم يردها ويفنّدها الدليل تلو الدليل بالأسلوب الكلامي والأدلة العقلية والنقلية، الأمر الذي ينم عن إحاطته بمختلف الآراء وموارد الإجماع ونقاط الإختلاف وقد قيل: إن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس، كما تدل على عمق فكره ونضوج رأيه.
ومما يدلل على براعة قلمه وقيمة تصنيفاته وآرائه اهتمام كبار العلماء بها وتداولها في الأوساط العلمية والمراكز الدراسية بالشرح والتعليق والإختصار والتحقيق، فإن كتابه شرح نهج البلاغة الكبير اختصره العلامة الحلي وكذلك نظام الدين الجيلاني باسم أنوار الفصاحة.
أما شرحه الوسيط أو الصغير والذي أسماه اختيار مصباح السالكين فقد شرحه الفاضل المقداد السيوري (ت 826هـ).
أقوال بعض العلماء في الشيخ ميثم البحراني:
يقول الشيخ سليمان الماحوزي في السلافة البهية: وفي الحقيقة من اطلع على شرح نهج البلاغة الذي صنفه للسلطان خواجة عطا ملك الجويني، وهو عدة مجلدات، شهد له بالتبريز في جميع الفنون الإسلامية الأدبية والحكمية والأسرار العرفانية. اه
ويقول المحدث ابن أبي جمهور الاحسائي: وكذلك الشيخ كمال الدين ميثم البحراني عطر الله مرقده فإنه في تحقيق حكمة الفلاسفة ونحوها أجلّ شأنا من أفلاطون وأرسطو ونحوهما من أساطين الحكماء، ومن طالع شرحه الكبير على كتاب نهج البلاغة علم صحة هذا المقال.
وأما ما ذكر من التأويلات التي ينطبق ظاهرها على لسان الشريعة فإنما هي في ظاهرالمقال أو عند التحقيق حكاية لأقوال الحكماء والصوفية ومن قال بمقالاتهم، وليس هو قولا له في تلك التأويلات البعيدة.
كما ولع آل الجويني بشرحه للنهج فطلبوا منه أن يعمل له شرحا ثانيا ثم ثالثا وهما عبارة عن اختصار للشرح الكبير.
هذا الكتاب كتاب لا نظير له في بحث أمثاله في سائر الكتب
فكان كالروض ضاهى عُرفها أبدا عُرْف الغواني معان فيه كالضرب
وكان تحسر عنه العين إن نظرت ولا شبيه له في العجم والعرب.
كما أن كتابه (قواعد المرام في علم الكلام) أصبح من أهم الكتب الكلامية التي تدرس في المدارس العلمية، ومن العلماء الأجلاء الذين درسوا هذا الكتاب كما يذكر المؤرخون هو العلامة الفذ الشهيد الأول رحمه الله.
يقول عنه صاحب أنوار البدرين: وهو كتاب عجيب محكم الأدلة.
أما كتابه (أصول البلاغة) فقد أثنى عليه الشريف الجرجاني على جلالة قدره في هذا العلم.
أساتذته:
ومما يدلل على مكانته العلمية أيضا تتلمذه على أيدي أساتذة عظام كمثل :
1. نصير الدين الطوسي.
2. والشيخ جمال الدين علي بن سليمان الستري.
3. والشيخ محمد بن جهم الأسدي الحلي.
4. والحكيم المتأله الشيخ أحمد بن سعادة.
تلامذته:
كما تتلمذ على يديه عدد من العلماء الأفذاذ:
1. الخواجة نصير الدين الطوسي (ره).
2. العلامة الحلي "ره" (ت 726هـ).
3. السيد عبد الكريم بن طاووس ره (ت 699هـ).
الشيخ مثيم والتسامح المذهبي:
لقد كان الشيخ ميثم رجل تقريب ووحدة، وقد عرف بالتسامح المذهبي والإعتدال في الطرح، ويستشف ذلك من خلال طريقته في ذكر أئمة المذاهب ومناقشة أفكارهم، فحينما يذكرهم ويستعرض آراءهم كان يذكرهم باحترام وتقدير، وحينما يطرح أفكارهم فإنه يطرحها بدقة وأمانة ويناقشها بحيادية وموضوعية تامة دون أدنى إساءة أو جرح، على سبيل المثال فهو حينما يذكر الفخر الرازي مثلا كان يقول: قال الإمام رحمه الله، وكما يقول الباحث مصطفى الشيبي: " فإن ميثما البحراني هو أول من اقتبس من حجة الإسلام الغزالي من بين علماء الشيعة.
حتى أن بعض علماء الشيعة انتقد شرحه على نهج البلاغة لإكثاره الإقتباس من المجاميع الحديثية السنية.
ويبدو أن التسامح المذهبي كان ظاهرة وسمة لتلك الفترة نتيجة لغياب التعصب المذهبي في تلك الفترة.
وربما يكون السبب في ذلك هو انهيار الدولة العباسية سنة 655هـ /1257م على يد المغول وهجومهم الواسع على حواضر الدولة الإسلامية من غير تمييز بين مذاهبها مما استدعى أن يتوحد المسلمون أمام هذا العدو الغاشم ولو بنحو غير مرسوم ومنظّم في بعض البلاد الإسلامية والذي ساعد بدوره إلى ذوبان الكثير من التشنّج الطائفي السابق.
وربما كان لإسلام وتشيع بعض ملوك التتر بعض الأثر في ميلان المسلمين الى التسامح وذوبان حالة التعصب المذهبي في تلك البلدان.
فامتاز القرن السابع الهجري ومن بعده القرن الثامن وربما جزء من التاسع بحالة الإعتدال المذهبي الى حد ما في بعض البلدان الإسلامية، حتى أن الكثير من علماء تلك الفترة لا سيما في إيران والعراق لا يعرف حقيقة مذهبهم، وانتشرت رؤية (التسنن الشيعي) _ إذا صح التعبير _ في تلك البلدان حتى أن بعض العلماء كالملا حسين كاشفي صاحب كتاب (روضة الشهداء) رمي بالتسنّن في سبزوار بينما رمي بالتشيع في هرات.
ونتيجة لذلك فقد صُنفت في تلك الفترة الكثير من الكتب والرسائل المستقلة وغير المستقلة في مناقب أهل البيت والأئمة الاثني عشر عليهم السلام، ككتاب (شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد المعتزلي (ت 655)هـ، وكتاب (وفيات الأعيان) لابن خلكان المعروف بتعصبه الذي لم يمنعه من الترجمة للأئمة عليهم السلام في كتابه (ت 681هـ)، وكتاب (الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة) لابن صباغ المالكي (ت 855هـ).
وهذه الرؤية لم تقتصر على المصنفات والكتب بل تعدتها الى نقوش المباني، ففي ايران لا زالت بعض النقوش على بعض المساجد والآثار التي تضم اسماء الخلفاء الى جانب أسماء الأئمة الاثني عشر ماثلة للآن، وفي الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة لا زالت هذه التركيبة من الأسماء بوصفه أثرا باقيا منذ العصر العثماني.
وهذا ينطبق أيضا على أساتذة وتلامذة بعض فقهاء الطائفة في تلك الفترة حيث يذكر في أحوال العلامة الحلي (ت 726هـ) والشهيد الأول (ت 786هـ) والشيخ البهائي (ت 1030هـ) أنهم وغيرهم قرأوا وتتلمذوا على يد بعض علماء السنة، كما تتلمذ على أيديهم عددا من علماء السنة ولبعض علمائنا الإجازة في رواية صحاحهم ومسانيدهم.
إهداء الكتب والمصنفات الى العلماء والأمراء:
قد أهدى الشيخ ميثم كتابه للوزير عطا ملك الجويني بطلب من الأخير المعروف بحبه للعلم ورعايته للعلماء.
و هذه العادة كانت شائعة عند علمائنا فيما مضى لا سيما في زمن الصفويين وآل الجويني، حيث نجد الكثير من مصنفاتهم وفي تصديرها يشيرون الى انهم صنفوها تلبية لطلب الحاكم والأمير الفلاني، وحاشاهم أن يريدون بذلك التملّق والتزلّف لهم طمعا في الدنيا، وإنما رعاية لبعض المنافع العامة كحصولهم على ما يشبه الإجازة بانتشار الكتاب، أو جلبا لقلوبهم لنشر مذهب أهل البيت عليهم السلام، كما أن بعض هذه الكتب ألفت بإيعاز وطلب من بعض الأمراء حيث يطلبون من بعض العلماء المعاصرين لهم بكتابة كتاب في موضوع معين يحتاجون الى معرفته، علاوة على ذلك أن القراء في تلك الأزمان كان أغلبهم من الأمراء والأغنياء الى جانب العلماء، بينما معظم الناس العاديين لا يعلمون القراءة والكتابة الا القليل منهم.
ويزاد عليه أن أولئك الأمراء كانوا على مذهب أهل البيت عليهم السلام مثل ملوك الصفوية والامراء والوزراءا من آل الجويني وآل بويه، كما عرفوا بتقريب العلماء وتعظيم شأنهم.
وإلا فحال الشيخ ميثم في الزهد والتقشّف معروف وكتبه طافحة بهذا المعنى، وقصته مع علماء الحلة أكبر شاهد على ذلك.
لقاؤه بالطوسي:
ربما نستطيع من خلال بعض المعطيات التاريخية الضئيلة التي وصلتنا حول حياة هذين العلَمين أن نحدد فترة اللقاء بينهما، وهي ما بين الفترة 662هـ إلى 672هـ.
وذلك نستفيده من أن عام 672 هـ هو سنة وفاة المحقق الطوسي، فلا بد أنه التقى به قبل هذا التاريخ.
والأمر الثاني، أن المحقق الطوسي في أيام وزارته لهولاكو من سنة 655 هـ كان ملزما بمرافقة هولاكو الى ايران بعد سقوط بغداد في قبضة المغول سنة 656هـ، وبدأ المحقق الطوسي ببناء المرصد الفلكي الشهير في مراغة بأذربيجان سنة 657هـ، ثم أنه كما جاء في الحوادث الجامعة: في سنة 662 وصل الى بغداد لتصفح الأحوال والنظر في أمر الوقوف والبحث عن الأجناد والمماليك ثم انحدر إلى واسط والبصرة وجمع من العراق كتبا كثيرة لأجل الرصد.
والأمر الآخر، أن الشيخ ميثم زار العراق أثناء ولاية علاء الدين عطاء الملك الجويني التي بدأت سنة 661هـ وأهداه كتابه (شرح النهج الكبير) سنة 677هـ.
فلا بد أن يكون التقاؤهما في غضون العشر سنوات الممتدة بين 662 و672هـ. حيث أن المحقق الطوسي في هذه المدة كان يتنقل بين العراق وإيران، وربما يكون في هذه الفترة أيضا حدثت تلك الحادثة التي جمعت الطوسي بالمحقق الحلي، حينما حضر ذات يوم حلقة درسه بالحلة فقطع المحقق الحلي درسه تعظيما له فالتمس الطوسي منه إتمام الدرس فجرى البحث في مسألة التياسر للمصلّي بالعراق..الخ.
فيكون عمر الشيخ ميثم سنة 662 هو 36 سنة، وعمر المحقق الطوسي 65 سنة.
ولذلك يستغرب بل ويستبعد البعض أن يكون المحقق الطوسي قرأ الفقه على الشيخ ميثم وذلك بالنظر الى الفارق الكبير في السن بينهما، وهو 39 سنة تقريبا، اللهم إلا أن يكون العكس، أي أن الشيخ ميثم قرأ الفقه على المحقق الطوسي، أو يكون للشيخ ميثم طرق رواية ليست للمحقق وأراد أن يتبرك بها منه.
ولا يستبعد بأن المحقق هو الذي قرأ الفقه على الشيخ ميثم، لأن المنقول عن المحقق الخواجة نصير الدين الطوسي أنه برع في الحكمة والرياضيات وعلم الهيئة أكثر منه في الفقه كما هو الواضح من قائمة مصنفات الخواجة رحمه الله الى جانب ما عرف به الخواجة نصير الدين من التواضع والأخلاق العالية.
مؤلفاته:
وكان شيخنا رحمه الله من المصنفين المرموقين البارعين المبدعين في مختلف الفنون والعلوم، وبالرغم من تعدد مواهبه وتشعّب اهتماماته العلمية الا أنه استطاع ان يبدع في شتى العلوم والمعارف التي كتب فيها، ومؤلفاته صارت مدار بحث وشرح ودراسة لدى العلماء والباحثين حتى يومنا هذا، وهي ذاخرة بالفوائد اللطيفة والتعليقات الدقيقة، أو كما وصفها صاحب أنوار البدرين: مشبوعة بالتحقيق والتدقيق وحسن التحبير والتعبير. وهي:
1. مصباح السالكين، وهو الشرح الكبير لنهج البلاغة. طبع مؤخرا في بيروت، دار الثقلين الطبعة الأولى 1420هـ /1999م.
2. اختيار مصباح السالكين، وهو الشرح الوسيط أو الصغير لنهج البلاغة، طبع في مشهد المقدسة سنة 1408هـ، تحقيق وتعليق الشيخ الدكتور محمد هادي الأميني.
3. قواعد المرام في علم الكلام، ويسمى (مقاصد الكلام) فرغ منه في 20 ع1 676 هـ.
4. البحر الخضمّ، في الإلهيات.
5. المعراج السماوي، في علم الكلام، ينقل عنه السيد علي خان المدني في تصانيفه كثيرا.
6. النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة، فرغ من كتابته 17ذي الحجة 652 هـ ، طبع مؤخرا في سنة 1417 هـ بقم المقدسة تحقيق الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي.
7. استقصاء النظر في إمامة الأئمة الاثني عشر.
8. شرح الكلمات المائة، للإمام علي عليه السلام جمع الجاحظ، ويسمّى ب(منهاج العارفين)،ألفه للوزير شهاب الدين مسعود بن كرشاسف، وصفه الشيخ الماحوزي في السلافة: وهو شرح نفيس لم يعمل في فنه مثله. وقيل هو الشرح الثالث للنهج.
9. تجريد البلاغة، في المعاني والبيان، ألفه لنظام الدين أبي المظفر منصور بن علاء الدين عطا ملك الجويني.
الرسائل:
1. رسالة في الوحي والإلهام والفرق بينهما.
2. رسالة في شرح حديث المنزلة.
3. رسالة في آداب البحث.
4. شرح الإشارات. وهو شرح كتاب (إشارات الواصلين) في الكلام والحكمة لشيخه الشيخ كمال الدين (جمال الدين) علي بن سليمان الستري.
وصفه الشيخ سليمان الماحوزي بقوله: وقد أجاد فيه وطبق المفصل وهو عندي قال بعض مشايخنا المعاصرين: لو لم يكن له إلا هذا الكتاب لكفاه دليلا على كمال تبحره.
5. الدر المنثور.
أهم كتبه:
1. كتابه شرح نهج البلاغة الموسوم بـ(منهاج السالكين). وقد مر الكلام عنه تحت عنوان (المتكلم الفيلسوف).
2. النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة.
وهو كتاب يشتمل على أبرز المسائل المتعلقة بموضوع الإمامة وشؤونها المختلفة، في مقدمة وثلاثة أبواب تضمنت: تعريف الإمامة ومذاهب الناس فيها، الشرائط المعتبرة في الإمامة، تعيين الإمام بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وهو أمير المؤمنين عليه السلام والإئمة من ولده عليهم السلام، ورد على شبهات الطوائف الأخرى واستعرض الآراء المختلفة في كل مسألة وناقش المخالفين استدلاليا يعرض الوجوه المحتملة فيها ويعين الصحيح منها ويعززه بالبراهين العقلية والنقلية.
3. غاية المرام في علم الكلام.
4. رسالة في شرح حديث المنزلة. قال عنها صاحب الأنوار: رسالة عجيبة في شرح حديث المنزلة وأنه وحده كاف في خلافة أمير المؤمنين عليه السلام لم نحتج الى غيره وهو قوله صلى الله عليه وآله في الصحيح المتفق عليه: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي) وما هو بمعناه فأثبت النبي صلى الله عليه وآله له جميع المنازل التي لهارون من موسى عليه السلام ولم يستثن الا النبوة ومن جملة منازل هارون الخلافة يقينا بنص القرآن هو قوله تعالى (اخلفني في قومي).
قصته مع علماء الحلة:
هذه القصة ذكرها أكثر من ترجم له، ونحن نذكرها لما فيها من الفوائد التي يمكن من خلالها معرفة جوانب مهمة من شخصية هذا العلم الفذ وسنسلط الضوء على بعضها بعد سردها، كتب له بعض فضلاء أهل الحلّة يلومونه على انزوائه عن الناس: العجب منك مع شدة مهارتك في جميع العلوم والمعارف وحذاقتك في تحقيق الحقائق وإبداع اللطائف قاطن في ظلول الإعتزال ومخيم في زاوية الخمول الموجب لخمود نار الكمال..
فكتب في جوابهم هذين البيتين:
طلبت فنون العلم ابغي بها العلى فقصّر بي عما سموت به القل
تبين لي أن المحاسن كلها فروع وأن المال فيها هو الأصل
فلما وصل إليهم الكتاب، كتبوا إليه: إنك أخطأت في ذلك خطأ ظاهرا وحكمك بأصالة المال عجب. فكتب في جوابهم هذه الأسطر وهي لبعض الشعراء:
قد قال قوم بغير علم ما المرء إلا بأصغريه
فقلت قول إمرء حكيم ما المرء إلا بدرهميه
من لم يكن درهم لديه لم تلتفت عرسه إليه
وضل في بيته وحيدا يبول سنوره عليه
ثم إنه (ره) لما رأى أن المراسلات لا تنفع عزم العراق لزيارة الأئمة عليهم السلام وفي أحد الأيام لبس أخشن ثيابه وأرثها ودخل بعض المدارس المشحونة بالعلماء فسلم عليهم فرد عليه بعض ولم يجبه آخرون، فجلس في صف النعال ولم يلتفت إليه أحد.
فدار بين العلماء البحث عن مسألة عويصة ومشكلة كانت من مزالّ الأقدام فأجاب عنها بتسعة أجوبة دقيقة جميلة، فتوجه إليه بعضهم مستهزءا وقال له: يا خليلك أخالك طالب علم ؟!
ثم بعد ذلك أحضروا الطعام ولم يطعموه بل أردوا له بشيء قليل من الطعام في صحن وإجتمعوا هم على المائدة.
فلما انقضى المجلس قام وعاد في اليوم التالي إليهم وقد لبس ملابس فاخرة بهية لها أكمام واسعة وعلى رأسه عمامة كبيرة فلما قرب منهم سلم عليهم، فقاموا تعظيما له واستقبلوه تكريما به واجتهدوا في توقيره وأجلسوه في صدر المجلس المشحون بالعلماء والأفاضل والمحققين.
ولما شرعوا في البحث تكلم معهم بكلمات عليلة لا وجه لها فقابلوا كلماته العليلة بالتحسين وأذعنوا له على وجه التعظيم.
ثم حضرت المائدة فبادروا إليه بأنواع الطعام باحترام وأدب، فالقى الشيخ (قدس الله روحه) كمه في ذلك الطعام وقال: كُل يا كمي كُل يا كمّي !
تعجب واستغرب الحاضرون من فعله هذا ثم استفسروه عن معنى ذلك الخطاب، فقال (ره): إنكم أتيتموني بهذه الأطعمة النفيسة لأجل أكمامي الواسعة لا لنفسي القدسية اللامعة، وإلا فأنا صاحبكم بالأمس لم أر منكم تكريما ولا تعظيما مع إني جئتكم بهيئة الفقراء وسجية العلماء، واليوم جئتكم بلباس الجبارين وتكلمت بكلام الجاهلين فقد رجحتم الجهالة على العلم والغنى على الفقر، وأنا صاحب الأبيات التي في أصالة المال وفرعية الكمال التي أرسلتها وعرضتها عليكم فقابلتموها بالتخطئة وزعمتم إنعكاس القضية.
فاعترفت الجماعة بالخطأ في تخطأتها إليه واعتذرت بما صدر عنها من التقصير في شأنه.
ما يستفاد من قصته مع أهل الحلة:
1. زهد الشيخ ميثم:
نستفيد من قصته السالفة أنه كان على درجة كبيرة من الزهد والعفة والتقشّف وجشوبة العيش والإبتعاد عن أضواء الشهرة ومظاهر الأبهة رغم قربه من الوزير من قِبل التتر علاء الدين الجويني ومن عائلة الجويني التي توارثت الوزارة في عهد المغول، لدرجة أنه كان معروفا بصفة الإنطواء والعزلة عند العلماء، والذي يبدو أيضا أن هذه القصة حدثت بعد انتشار كتبه القيمة كشرح النهج والنجاة يوم القيامة وقواعد المرام بحيث اشتهر وطار صيته وعُرف بتلك الصفات مما جعل علماء الحلة يستغربون منه هذا الخلق على رغم جودة قلمه وعمق فكره ودقة نظره وعلو منزلته العلمية.
كما نستطيع أن نقرأ من خلال هذه القصة إن صفة العزلة والإنطواء لدى الشيخ ميثم لم تكن بسبب الجهل والضعف والخمول _ كما يظن لأول وهلة _ وإنما بسبب الإنقطاع إلى العلم والتحقيق، وكذلك الاستيحاش من الواقع المعاش آنذاك بسبب النظرة السائدة لدى الناس واحترامهم لأصحاب الثروة وذوي المناصب واغترارهم بمظاهر الأبهة والبذخ، لدرجة أن هذه النظرة لم تقتصر على عوام الناس بل سرت الى شريحة العلماء وطلبة الحوزة، فرأى أن العافية في العزلة، تطبيقا لقول أمير المؤمنين عليه السلام: يأتي زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس وواحد في الصمت.
2. الفقيه العلامة:
كما نستفيد من القصة السالفة علو مرتبته العلمية وغزارة علمه وعمق فهمه بحيث يجيب على مسألة عويصة ومشكلة معقّدة تزل فيها أقدام العلماء الأعلام وتضطرب فيها دقائق الأفهام فيجيب عنها بتسعة أجوبة دقيقة ارتجالا.
لذلك لا نستغرب تتلمذ المحقق نصير الدين الطوسي بعظمته على الشيخ ميثم في الشرعيات رغم فارق السن بينهما فلكل واحد تخصصه وخصوصيته.
3. الشيخ ميثم المصلح:
ماذا يعني أن يتجشّم الشيخ ميثم عناء السفر في ظل وسائل المواصلات البدائية القديمة، ويتكبّد المشاقّ ويترك صومعة العلم والمطالعة والتحقيق التي طالما صرف فيها أحلى سني عمره وانشغل بها عن الدنيا ومخالطة الناس ؟
من أجل إثبات حقيقة واقعية مهمة، أو من أجل تلقين الطلبة درسا عمليا في الأخلاق.
إن هذا الموقف العظيم والكبير في مضامينه يوضح مدى استعداد هذا الرجل للإصلاح في المجتمع والأمة من خلال الأساليب العلمية المقنعة والطرق العملية المؤثرة، ولعل له مواقف أخرى لم يرصدها التاريخ.
لساني عن إحصاء فضلك قاصر وفكري عن إدراك كنهك حاسر
جمعت من الأخلاق كل فضيلة فلا فضل إلا عن جنابك صادر
كما ذكر له موقف آخر يصب في هذا المعنى حيث أنه طلب من نصير الدين الطوسي "ره" المساعدة المادية لدعم المتعلمين بصفته وزير هولاكو آنذاك.
وهذا شأن الكثير من أساتذة العلماء الأجلاء حيث يحرصون على دعم طلبتهم وتوفير وسائل العيش لهم لضمان استمراريتهم في طلب العلوم الشرعية والتفرغ والإجتهاد في تحصيلها، كما ذكر في أحوال بعض أجلة علماء الطائفة كالشيخ نور الدين علي الميسي (ت 938هـ) شيخ الشهيد الثاني فقد ذكر أنه كان يحتطب بنفسه ليلا له ولتلاميذه، وكذلك الشيخ عبد الله الستري (ت 1267هـ) الذي علم طلابه صناعة المديد، وكما ذكر عن العلامة الشيخ محمد بن ناصر آل نمر العوامي (ت 1348هـ) حيث أوقف نخيله لإعاشة طلابه من أهالي العوامية.
حسن أخلاقه:
وعرف الشيخ ميثم بمكارم أخلاقه وطيب معشره وحسن ترحيبه وبشاشته يشهد في حقه المؤرخ الفيلسوف عبد الرزاق بن أحمد بن محمد المعروف بـ(ابن الفوطي) (642_723هـ) بعد أن ذكره بلقبه كمال الدين ووصفه بالأديب الفقيه، وقال: قدم مدينة السلام وجالسته وسألته عن مشايخه، كتبت عنه، وكان ظاهر البُشر، حسن الأخلاق.
مراتب الشيخ ميثم:
وكل مرتبة من المراتب الأربع مبدأ لما بعدها، والأولتان من المراتب مجبولتان في الفطرة الإنسانية، بل في الفطرة الحيوانية أيضا، ولذا لم يدع الأنبياء عليهم السلام إليهما، مع أنهما لو توقّفا على الدعوة لزم الدور، لأن صدقهم مبني على معرفة أن هاهنا صانع للخلق أرسلهم، بل الذي دعا إليها الأنبياء عليهم السلام هي المرتبة الثالثة وما بعدها، وهي الواردة في كلمة الإخلاص بقوله صلى الله عليه وآله: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، ثم لما استعدّت أذهانهم لما بعدها من المراتب قال عليه السلام: من قال لا إله إلا الله خالصا دخل الجنة.
وحينئذ فيجوز أن يراد من المعرفة في قوله عليه السلام (أول عبادة الله معرفته) المرتبتان الأولتان، ويجوز أن يراد المعرفة الكاملة، لأنها العلة الغائية، وهي متقدّمة في التصوّر.
تاريخ عمارة المرقد:
يعود بناء الضريح إلى القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، وقد جدّد بناء المسجد بشكله الحالي على الطابع المعماري العربي البحريني التقليدي في الفترة ما بين العام 1987م إلى 1989م، حيث قام بإعداد تصاميمه المعمارية والإنشائية المهندس العالمي يوسف داود الصائغ.
وتقوم إدارة الأوقاف الجعفرية بمتابعة إحتياجات المسجد والمقبرة من ناحية أعمال الصيانة والترميم وغيرها من أمور تشغيلية، وذلك بهدف تهيئتها لخدمة الزوّار، بالإضافة إلى إدارة أوقافه المكوّنة من مبنى سكني بمنطقة السلمانية، وكذلك عقار بمنطقة الجفير وآخر بالماحوز وعدد من مصائد الأسماك (حظور)، وذلك من ناحية تأجيرها وصيانتها وتطويرها.
وتبلغ مساحة الأرض الخاصة بمسجد الشيخ ميثم 2095 متر مربع، أما مساحة مبنى المسجد فتبلغ 418 متر مربع عبارة عن صالة الضريح مقسّمة للرجال والنساء، وكذلك صالة صلاة ملحقة للرجال، وتستوعب جميع تلك الصالات حوالي 275 مصلي ومصلية تقريبا.
وقيل أن أول من بنى مقام الشيخ ميثم هو الشيخ جعفر أبو المكارم في بدايات القرن العشرين وقد كان فيما قبل مجرد قبر مبني فبنى له ضريح ومسجد، وحدثت معه تلك الحكاية المشهورة بعد البناء، قيل: بعد أن فرش المكان بسجاد من الأسل وكان كلما يأتي للصلاة والزيارة يفقد تلك السجاجيد وتكرر ذلك مرات، يقول الشيخ ابراهيم المبارك ره: سمعت من بعض الملازمين له أنه زار مرقد الشيخ ميثم قبل وفاته ببرهة، فلما دخل عنده وجد فراش المسجد قليلا، فقال لمن معه من أهل الماحوز: مالكم أخليتموه من الحصران ؟
فقالوا: إنا كلما فرشناه جاء السرّاق فسرقوها، فاحتد الشيخ جعفر وقال مخاطبا للشيخ ميثم: أفي مثل هذا يكون للحلم موضع ؟ فسوف ترى إذا جاورناك.
فما مضت الأيام حتى دفن الشيخ جعفر هناك، فكأنه إلهام قدسي وفيض إلهي.
مجاوري الشيخ ميثم من العلماء:
وقد دفن في جواره في حجرة بالقرب من مرقده: العالمان الجليلان الشيخ أحمد بن صالح بن طعان، والشيخ جعفر بن الشيخ محمد أبو المكارم، وقد مرت عليك ترجمتاهما.
مما قيل في الشيخ ميثم:
1. المؤرخ الفيلسوف عبد الرزاق بن أحمد بن محمد "ره" (ابن الفوطي) (642_723هـ): ذكره بلقبه كمال الدين ووصفه بالأديب الفقيه، وقال: قدم مدينة السلام وجالسته وسألته عن مشايخه، كتبت عنه، وكان ظاهر البُشر، حسن الأخلاق.
2. فخر الدين بن محمد علي الطريحي "ره" (ت 1085هـ) قال في مجمع البحرين في مادة مثم: ميثم بن علي البحراني شيخ صدوق ثقة له تصانيف منها شرح نهج البلاغة لم يعمل مثله، وله كتاب القواعد في أصول الدين، وله كتاب استقصاء النظر في إمامة الأئمة الاثني عشر لم يعمل مثله، وله كتاب الإستغاثة في بدع الثلاثة حسن جدا، وله رسالة في آداب البحث وهو شيخ نصير الدين في الفقه وله مجلس عند المحقق الشيخ نجم الدين (ره) ومباحثه وأقرّا له بالفضل وشيخنا أبو السعادات رضوان الله عليهم أجمعين.
3. المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي "ره" (ت 1104هـ): كان من الفضلاء المدققين متكلما ماهرا.
4. الشيخ سليمان الماحوزي "ره" (ت 1121هـ): هو الفيلسوف المحقق، والحكيم المدقق، قدوة المتكلمين، وزبدة الفقهاء والمحدثين، العالم الرباني، كمال الدين ميثم البحراني، غواص بحر المعارف، ومقتنص شوارد الحقائق واللطائف، ضم إلى إحاطته بالعلوم الشرعية، وإحراز قصبات السبق في العلوم الحكمية والفنون العقلية ذوقا جيدا في العلوم الحقيقية والأسرار العرفانية. كان ذا كرامات باهرة ومآثر ظاهرة، ويكفيك دليلا على جلالة شأنه، وسطوع برهانه، اتفاق كلمة أئمة الأمصار، وأساطين الفضلاء في جميع الأعصار، على تسميته بالعالم الرباني، وشهادتهم له بانه لم يوجد مثله في تحقيق الحقائق وتنقيح المباني والحكيم الفيلسوف سلطان المحققين، وأستاذ الحكماء والمكلمين، نصير الملة والدين، محمد الطوسي، شهد له بالتبحر في الحكمة والكلام، ونظم غرر مدائحه في أبلغ نظام، وأستاذ البشر، والعقل الحادي عشر، سيد المحققين الشريف الجرجاني على جلالة قدره _ في أوائل فن علم البيان من شرح المفتاح _ قد نقل بعض تحقيقاته الأنيقة، وتدقيقاته الرشيقة، وعبر عنه ببعض مشايخنا ناظما لنفسه في سلك تلامذته، ومفتخرا بالإنخراط في سلك المستفيدين من حضرته، المقتبسين من مشكاة فطرته، والسيد السند الفيلسوف الأوحد، مير صدر الدين الشيرازي أكثر من النقل عنه في حاشية شرح التجريد، سيما في مباحث الجواهر والأعراض، والتقط فرائد التحقيقات التي أبدعها_ عطر الله مرقده _ في كتاب (المعراج السماوي) وغيره من مؤلفاته التي لم تسمح بمثلها الأعصار، ما دام الفلك الدوار.
5. السيد محمد باقر الخوانساري "ره" (ت 1313هـ): الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني كان من العلماء الفضلاء المدققين متكلما ماهرا له كتب منها شروح نهج البلاغة كبير ومتوسط وصغير وشرح المائة كلمة.
6. السيد علي أصغر بن السيد محمد شفيع البروجردي (ت 1313هـ): الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم، هو العلامة المشهور الفيلسوف المحقق والحكيم المدقق، قدوة المتكلمين وزبدة الفقهاء والمحدثين، غوّاص بحر المعارف، ومقتنص شوارد الحقائق واللطائف، كان ذا كرامات باهرة ومآثر زاهرة.
7. المولى ملا حبيب الله الشريف الكاشاني "ره" (ت 1340هـ): كمال الدين، ومفيد الدين، وهو ميثم بن علي بن ميثم البحراني، شارح (نهج البلاغة)، كان فيلسوفا، حكيما محققا مدققا وفضله أشهر من أن يذكر، ولكنه كان خاملا غير طالب للشهرة والرياسة.
8. العلامة السيد حسن بن السيد هادي الصدر "ره" (ت 1354هـ): ومنهم الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني المعروف بالعالم الرباني، له التبرّز في جميع الفنون الإسلامية والأدبية، والحكمة والكلام، والأسرار العرفانية، اتفقت كلمة الكل على إمامته في الكل.
9. الشيخ عباس القمي "ره" (ت 1359هـ): ميثم بن علي بن ميثم. عالم رباني فيلسوف محدث محقق وحكيم متأله مدقق جامع معقول ومنقول أستاذ الفضلاء الفحول.
المصدر(بتصرف): الاوقاف- المزارات في البحرين – محمد باقر الناصري
صورة نادرة لمقام ومزار الشيخ ميثم (البناء القديم)
صورة المسجد والمقام الحالي
بحث سماحة العلامة الدكتور السيد محمد بحر العلوم في الذكرى السبعمائة لوفاة الفيلسوف الكبير الشيخ ميثم البحراني اكتوبر 1999
الشيخ ميثم البحراني (1238 – 1299 م)
الفقيه والفيلسوف والمؤلف
بقلم: د. السيد محمد بحر العلوم
حين نستمع إلى التاريخ وهو يحدثنا عن عراقة البحرين، أصالتها الفكرية، وإنها كانت ممصرة قبل الميلاد بثلاثة آلاف عام، وكانت تشمل في السابق الإحساء والقطيف، وأوال – وهي اليوم البحرين – . نستطيع الجزم بأن من الطبيعي أن نسمع بعض أبناء البلاد العربية الأصيلة عرفوا بالعلم والفضيلة والأدب والتاريخ، أو أي جانب آخر من المعرفة الإنسانية.
وإن من أنباء هذا البلد الشامخ بالعمر والثقافة، ومن الذين عرفهم التاريخ الإسلامي للأمة العربية والإسلامية بمراجع المعرفة العلمية هو: الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، وقد وصفته المصادر بأنه: “الفيلسوفُ المحقق، والحكيمُ المدقق، قدوةُ المتكلمين، وزبدةُ الفقهاء والمحدثين العالمُ الرباني” .
وحين نرجع إلى المصادر المترجمة للشيخ البحراني، وهي تنعته بأبلغ الصفات وأوسع النعوت، وخاصة حين حددته بالفقيه والمتكلم والفيلسوف كما وصفه العالم الفقيه الثبت الشيخ يوسف البحراني – صاحب الموسوعة الفقهية الإمامية الكبيرة، المعروفة بـ “الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة” – بالفقرة المتقدمة، وكذلك بعض معاصريه، كالخاجة نصير الدين الطوسي، والذي شهد له “بالتبحر في الحكمة والكلام” .
ولم تشر مصادر ترجمة الشيخ ميثم إلى أساتذته، ومن تخرج عليه إلا في حدود مختصرة، فمثلاً ذكرت أنه تتلمذ على:
– الشيخ جمال الدين علي بن سليمان البحراني، ووصف بأنه الفيلسوف الكبير.
– والشيخ أبي السعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد الأصفهاني، ووصفه بأنه كان عالماً فاضلاً محققاً.
– ونصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، المحقق الشهير بالخاجة نصير الدين الطوسي، وعرفته بأحد أعلام الكلام. وقالت بعض المصادر: إن الشيخ ميثم تلمذ على نصير الدين في الحكمة، كما تلمذ نصير الدين على الشيخ ميثم في الفقه .
وكذلك الأمر فيمن تلمذ عليه وروى عنه، فذكرت المصادر أسماءً معدودةً منهم:
– السيد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس المتوفى عام 693 هـ، وهو شخصية علمية معروفة .
– العلامة الحلي الحسن بن ويوسف بن المطهر ، أحد أركان الحوزة العلمية في الحلة ومن شيوخ حوزتها المبرزين.
– والشيخ نصير الدين الطوسي، المار ذكره.
– والشيخ محمد بن جهم الأسدي الحلي، تراجع ترجمته.
– والشيخ عبد الله بن صالح البحراني ، ترجمته……….
وهو إلى جانب ما تقدم مؤلف شهير ترك من مصنفاته التي يعتز بها ما تزيد على العشرة مؤلفات في مختلف المواضيع – وسوف نستعرضها عندما يصل الحديث إليها – ومن أبرزها “نهج البلاغة” للإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام، والذي يقع في عدّة مجلدات، وطبع عدّة طبعات.
إذاً فنحن – على ضوء ما تقدم – أمام شخصية علمية جمعت بين الفقاهة والكلام، والفلسفة. والفرق بينهما، أن علم الكلام يبحث في العقائد الإيمانية، والاعتقادات المذهبية. والفلسفة يُبحث فيها عن حقائق الأشياء والعمل بما هو أصلح .
وقد ترك للمكتبة الإسلامية مؤلفات متنوعة في المعرفة الإسلامية تعكس شخصية شيخنا صاحب الدراسة، ومدة اهتماماته الفكرية، وفي ضوءها نستطيع أن نستجلي توجهه العلمي الرئيسي، والتعرف على قابليات الشيخ الفكرية والفقهية منها والفلسفية والكلامية وغيرها من العلوم ضمن رسائل ودراسات سنصنفها في الفصل الذي يتناول التقييم العلمي.
لقد قدمنا صورة موجزة لحياة الشيخ ميثم البحراني تلم حسب ………… بأغلب جوانب حياته الهامة، وهناك وقفات تتعلق بملاحظات تعكس شخصية مترجمنا الكبير، والتي سنتناولها في الفصل القادم وبإيجاز أن شاء الله.
الفصل الثاني:
شخصيته العلمية وعلاقاته مع العلماء
بعد أن قدمنا موجزاً لترجمة شيخنا ميثم البحراني بقيت جوانب بحاجة إلى توضيح لعلاقتها بشخصية مترجمنا العلمية، وسوف نتناولها باختصار:
أولاً – أساتذة الشيخ ميثم:
إن هذه الشخصية العلمية الكبيرة، والتي اشتهرت في الأوساط العلمية البحرانية لم تذكر المصادر المترجمة له أساتذته في البحرين عدى:
– الشيخ جمال الدين علي بن سليمان البحراني الذي وصفته المصادر بالفيلسوف الحكيم .
– كذلك اشتهر بأنه تلمذ على الشيخ أبي السعادات أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني المتوفى سنة 635 هجرية .
– كذلك اشتهر بأنه تلمذ على الخاجة نصير الدين الطوسي في الحكمة، وتلمذ عليه الطوسي في الفقه .
ومما لا شك فيه أن لقاء الشيخ ميثم بالشيخين الجليلين أبي السعادات الأصفهاني، والخاجة الطوسي كان في بغداد ضمن زيارته للعتبات المقدسة في العراق: النجف وكربلاء والكاظميين وسامراء، وقد ضمت هذه المدن ستة مراقد مطهرة من أئمة الهدى من آل بيت المصطفى عليهم السلام، ثم زيارة الحوزة العلمية في الحلة بناء على دعوة وجهت إليه من أعلام الحوزة العلمية في الحلة، وإن أغلب القرائن تدل على أن زيارة الشيخ ميثم إلى العراق كانت في النصف الأول من القرن السابع الهجري، بدليل أنه التقى بالشيخ أبي السعادات أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني، وأن هذا الشيخ توفي سنة 635 .
ومما تقدم نخلص إلى أن المصادر المترجمة له لم تعطي صورة واضحة عن أساتذة الشيخ ميثم بما يساعد الباحث على التوجه العلمي لتأثره الفقهي بمن كان، كما هو واضح بالنسبة لدراسته في الحكمة والكلام، وانعكاس تأثره بالعلماء الثلاثة وكلهم اشتهروا بالفلسفة والحكمة، خاصة شيخه البحراني جمال الدين علي بن سليمان الموصوف بالفيلسوف الحكيم أيضاً ، والذي يظهر هو أستاذه الأول في البحرين.
ثانياً – تلامذة الشيخ ميثم:
وهكذا الأمر بالنسبة إلى تلامذته، ففي الرواية تذكر عدداً لم يتجاوز الخمسة وقد تقدم ذكرهم، ثلاثة منهم من أركان الحوزة العلمية في الحلة، وهم: العلامة الحلي الحسن بن يوسف المطهر، والسيد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس، والشيخ محمد بن الجهم الأسدي الحلي، وواحد من أهالي البحرين وهو الشيخ عبد الله صالح البحراني، والخامس الشيخ نصير الدين الطوسي، واضطربت الرواية في هؤلاء، فبعضهم نسب لهم التلمذة، وآخر نسب لهم الرواية، ومعلوم أن التلمذة غير الرواية. فالرواية استجازة من الآخر الموثق الأسبق في صحة رواية الحديث الشريف متسلسلاً إلى المصدر الأول للحديث.
وإذا رجعنا إلى تاريخ وفيات هؤلاء الخمسة فقد تساعدنا على قبول الادعاء باعتبارهم تلامذة عدى الشيخ نصير الطوسي الذي اعتقد أنها كانت بينهما “مباحثة”، وهي منتشرة بين أهل العلم، كما هو الحال بين الشيخ ميثم والمحقق الحلي الذي ذكرت المصادر أن للشيخ “ميثم مجلساً عند المحقق الحلي الشيخ نجم الذين ومباحثة له” .
ثالثاً – زيارته إلى العتبات المقدسة والتلاقح الفكري مع علماء الإمامية في العراق:
الشيخ ميثم من أعلام القرن السابع الهجري، فقد حددت وفاته بعام 679 هـ كما هو معروف عند أغلب المترجمين له، أو 699 كما توصل إليه المرحوم الطهراني تبعثه الرغبة إلى التشرف بزيارة مراقد الأئمة الأطهار في العتبات المقدسة: علي والحسين والجوادين والعسكريين عليهم وعلى جدهم النبي أفضل الصلاة والسلام.
رابعاً – التلاقح الفكري بلقاء العلماء الأعلام والمراجع العظام في بغداد:
والشيخ ميثم واحد من أولئك العلماء، وطلاب المعارف الذين تراودهم فكرة زيارة العراق لتحقيق أهداف عديدة تعيش في نفوسهم، ومن أهمها: زيارة العتبات المقدسة – كما أشرنا إليه – والالتحاق بالجامعة العلمية الإمامية أينما كانت، كما هو شأن غالب علماء المسلمين الشيعة، خاصة من أمثال الشيخ ميثم ممن عرفهم المجتمع العلمي البحراني، ولمعت مكانتهم في الأوساط العلمية العراقية، وهي رغبة علماء الحوزة العلمية البحرانية وعلمائها في الانتقال إلى العراق كرغبة الآخرين من إخوانهم أهل الفضل وطلاب المعرفة من العالم الإسلامي للاندماج بالفكر العراقي، وقد كان ذلك مطمحاً لطلاب العلوم المسلمين الشيعة سواء أكان في بغداد عاصمة الدولة، أو النجف عاصمة العلم العلوي الإمامي، أو الحلة – مركز الحوزة العلمية حينذاك -.
المحطة الأولى – بغداد:
وكانت المحطة الأولى لمسيرته العلمية – إفادة واستفادة – هي بغداد، وهي تضم حينذاك أمثال الشيخين: أبي السعادات أسعد الأصفهاني، والشيخ نصير الدين الطوسي، وفيه رفد لتوجهه العلمي بما هو حي في العقل البشري من معاصريه كالشيخين المار ذكرهما من الأعلام المبرزين في القرن الذي يمكن أن نصفه بـ “عصر العلم والفضيلة في العراق”، وكانت المدن الثلاث: بغداد والنجف الأشرف والحلة، المحطات الرئيسة في خضم سفرته، وهي تزخر بحركة علمية رائدة، شجعت طلاب العلم والفضيلة المسلمين الشيعة في خارج العراق إلى التوجه لها للاستفادة والإفادة من أعلام القرن في الفكر الإمامي، وكذلك علماء غالب البلاد الإسلامية والعربية الذين يهمهم التطلع الفكري في شتى العلوم الدينية، والمعرفة العامة لدى شيوخ مدرسة العلم العراقية، وقد سجل التاريخ له وجوده العلمي الذي ربطه ربطاً وثيقاً بالشيخين الجليلين المذكورين، وتطورت إلى الدرس والتدريس في الحلقات العلمية الأمامية، وإن كانت الأخبار في هذا الصدد ضئيلة، ولكن على كل حال كانت الصلات بالخط المتقدم من العلماء في بغداد وثيقة.
المحطة الثانية – الحلة:
وأكدت هذه الرغبة الشخصية في الانتقال إلى العراق للاطلاع على الحوزة العلمية المركزية في الحلة دعوة علمائها له لزيارتهم، فالحوزة العلمية في الحلة تكامل أوجها في عهد المحقق الحلي نجم الدين جعفر بن الحسن المتوفى عام 676 وكان مجلسه – كما ذكرت المصادر – يضم قرابة أربعمائة مجتهد .
وجه علماء الحلة للشيخ ميثم دعوة لزيارة حوزتهم العلمية، وكان زعيمها حينذاك الشيخ نجم الدين جعفر بن الحسن الحلي، المعروف بـ “المحقق الحلي”، وألحّوا عليه بالتوجه للاستفادة والإفادة، وأكدوه له بـ “أنّه لا يحسن بك الانزواء والاعتزال مع مهارتك في تحقيق مطالب العلوم، ودعوه إلى مهد العلم، وأحد مراكزه في ذلك اليوم فاعتذر، وكرروا الدعوة فأجاب . وقصد العراق، ثم قصد الحلة والتقى بعلمائها، وكان له معهم لقاءات علمية أشارت لها بعض المصادر، وخاصة مع زعيمها الديني المحقق الحلي، حيث كان له مجلس عند المحقق الشيخ نجم الدين رحمه الله ومباحثة له . ويظهر أنه أقام فيها زمناً التف حوله طلاب العلوم وجهابذة الحوزة، وتلمذ من تلمذ عليه، واستجازه في رواية الحديث الشريف من رغب بذلك، والمؤسف أن المصادر المترجمة لشيخنا المشار إليه لم تذكر مدة بقائه في الحلة، ولكن المعروف أنه كان في عهد المحقق الحلي المتوفى 676 وكذلك العلامة الحلي المتوفى 726 أو 746.
المحطة الثالثة – النجف:
لقد تأسست الحوزة العلمية في النجف الأشرف كمركز علمي يضاهي الجامعات العلمية الدينية في الوطن الإسلامي الكبير كجامعة القرويين في المغرب، والزيتونة في تونس، والأزهر في القاهرة، والنجف الأشرف في العراق منذ انتقال الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي من بغداد إليه عام (449-1059) على أثر الفتنة الطائفية الهوجاء التي اجتاحت بغداد حينذاك بين المسلمين السنة والشيعة، بسبب قطع الخطبة للقائم العباسي، وخُطب للمستنصر الفاطمي على منابر بغداد والعراق كله، فاستجار القائم بأمر الله العباسي بـ (طغرلبك التركي السلجوقي، أول ملوك الدولة السلجوقية)، وكان مركزه قريب من بخارى، فجمع جيشه وزحف على بغداد، ودخلها عام 447 هـ وقوّض حكم البويهيين وأوقع القتال في الشيعة وراح ضحيتها آلاف العراقيين من المسلمين الشيعة، وطالت الحملة على الشيخ الطوسي فأحرقت مكتبته الخاصة وداره، مما اضطر الشيخ أن يترك بغداد متجهاً إلى النجف ليكون مركزاً لحركته العلمية .
والملاحظ أن شيخنا المترجم ميثم البحراني لم يكن له وجود شاخص في النطاق الضيق في الجامعة النجفية، كلقاء مع علمائها أو إقامة فترة فيها تمثل اهتمامه بالاطلاع على الشخصيات العلمية الذين بقوا فيها، ولم ينتقلوا مع الحليين إلى بلدتهم الحلة ليكوّنوا حوزة علمية كما أشرنا إليه، وإنما فضّلوا البقاء فيها كي لا تتفرغ النجف من وضعها الحوزوي .
رابعاً – علاقة الشيخ بالسلطة الرسمية في بغداد:
ومن خلال ملاحظتنا لما كتبه المترجمون له نرى أن علاقات قوية نشأت له في بغداد مع علمائها والسلطة الرسمية، ويوضح ذلك صلته العلمية بالعلمين العملاقين: الشيخ أبي السعادات أسعد الأصفهاني، والشيخ نصير الدين الطوسي، والذي كان لهما وجودهما الشاخص في الساحة العلمية الإسلامية، وبلغ الحال إلى حد الأستاذية والتلمذة – كما أشرنا إلى ذلك خلال البحث -.
ثم توسعت العلاقة إلى الاتصال بالسلطة الرسمية المتمثلة بذلك التاريخ بعطاء الملك علاء الدين بن بهاء الدين وزير هولاكو خان، وابنيه بهاء الدين محمد الجويني وشقيقه ، يستفاد ذلك من إهداء كتابه “شرح نهج البلاغة” إليهم.
وقد كان الكثير من الوزراء الذين تعاقبوا على السلطة في كثير من العهد العباسي في بغداد ينتمون إلى مذهب أهل البيت، ويهتمون بشأن علماء الشيعة في العراق بدافع عقائدي، وتصوري أن اتصال الشيخ ميثم وأمثاله بالسلطة الرسمية، واحتضان المسؤولين لعلماء الشيعة بسبب الانتماء المذهبي. بدليل العبارات التي قدم بها كتابه المذكور للوزير عطاء الملك وولديه توضح هذا التوجه، قوله: “صاحب ديوان الممالك السالك إلى الله أقرب المسالك علاء الحق والدين عطا الملك بن الصاحب المعظم، والمولى المكرم، الفائز بلقاء ربّ العالمين، ومجاورة الملائكة المقربين، بهاء الدنيا والدين محمد الجويني، ضاعف الله جلاله، وخلد إقباله، وحرس عزّه وكماله، وأيّد فضله وإفضاله، وفسح في مد عمره، وأمده بتوفيقه، وشدّ أزره بدوام عزّ صنوه وشقيقه، الذي فاق ملوك الآفاق بعلو القدر …” .
هذا اللون من التقديم المحفوف بالتقدير والتبجيل لو لم يكن مصحوباً بقناعة تامة بالأشخاص الرسميين وسلطانهم ما كانت تصدر من مثل هذا العالم الجليل والحكيم المتبحر، وزبدة الفقهاء والمتحدثين، ذي التصانيف العديدة، والمناقشات العلمية مع أقرانه وأخدانه.
ولست مستبعداً أن أساس توثيق هذه العلاقة الرسمية بين الشيخ والسلطة كانت نتيجة العلاقة الحميمة مع الشيخ نصير الدين الطوسي وهو الشخصية المقربة للسلطة الرسمية في بغداد حينذاك وكان لها أكبر الأثر في تركيز شخصية الشيخ ميثم في عالم بغداد من جهة، والعلاقة والوثيقة مع علماء العصر في الحلة، وفي مقدمتهم المحقق الحلي والعلامة الحلي والسيد ابن طاووس، وهم من أبرز مراجع الحوزة العلمية في الحلة، وبقية العلماء الذين عاشوا ذلك العهد وشدوا صلته بالحوزة العلمية الحلية، وكان له من هذا وذاك المكانة الجليلة في العراق، ويجب أن لا نغفل بأن مكانة الشيخ ابن ميثم العلمية كان لها الأثر الكبير في بناء العلاقات مع الآخرين.
الفصل الثالث:
التقييم العلمي
حين تحدثت عن حياة شيخنا ابن ميثم من أغلب جوانبها الحياتية وعلاقاته، كان بودي أن أقيّم مكانته العلمية من خلال مؤلفاته المتنوعة، ولكن رأيت من الصعب أن أتوصل إلى تحقيق ما أريده بهذه العجالة التي مُنحت لي للتحدث عن شخصية علمية لها شهرتها في عدّة علوم، ولكن لاحظت أنه من الممكن أن أشير إلى ملامح عامة يمكن أن نخرج بانطباع عام عن توجهاته العلمية. فعندما نستعرض قائمة مؤلفاته يمكننا أن نقسمها إلى خمسة علوم، نشير إليها بإيجاز، وهي:
أولاً – المعرفة العامة:
وفي هذا الحقل يُصنف:
1- كتابه القيّم “شرحه لنهج البلاغة”، وفي الواقع ثلاثة شروح للنهج:
الأول – الشرح الكبير، وسمّاه “مصباح السالكين”، وهو كتاب ممتع وشيّق مشحون بدقائق العلم والحكمة، يطفح من غرر حقائقها أعلاها، ونوادرها أغلاها، … دعاه إلى تأليفه ما رآها من تشوّق علاء الدين عطا ملك بن بهاء الدين محمد الجويني إلى كشف حقائق نهج البلاغة . وقد فرغ من تأليفه عام 677 هـ. وقد طُبع هذا الشرح بعدّة أجزاء، وعدّة مرات.
وقد اختصر العلامة الحلي يوسف بن الحسن المطهر المتوفى عما 726 هـ هذا الشرح، ويقول الشيخ الطهراني: لم أعثر على نسخة منه .
كما اختصره نظام الدين علي بن الحسن الجيلاني، وسماه “نور الفصاحة وأسرار البلاغة” وقد أضاف إليه بعض الزيادات من شرح ابن أبي الحديد … يقع في عدّة مجلدات فرغ المؤلف من المجلد الأول يوم الاثنين ربيع الأول 1053 هـ .
الثاني – الشرح الصغير، وهو ملخص الشرح الكبير، وقيل اسمه “اختيار مصباح السالكين” لخصه بإشارة علاء الدين لولديه نظام الدين أبي منصور محمد، ومظفر الدين أبي العباس علي. فرغ من تلخيصه في شوال سنة إحدى وثمانين وستمائة .
الثالث – الوسيط، وذكرت بعض المصادر بأنه له ولم نسمع من أحد يدّعي الظفر به . وقال الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي المتوفى سنة 1121: “سمعت من بعض الثقاة أن له شرحاً ثالثاً على كتاب نهج البلاغة الكبير” .
2- منهج العرافين في شرح كلام أمير المؤمنين عليه السلام، وهو شرح “المائة المختارة” والتي جمعها أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، وسماها “مائة كلمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب” .
قال الحسيني: “اختار الشريف الرضي جملة منه، وأثبتها في “النهج”، وقال أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر صاحب أبي عثمان الجاحظ: كان الجاحظ يقول لنا زماناً إن لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب مائة كلمة كل كلمة منها تفي بألف كلمة من محاسن كلام العرب، قال: وكنت أسأله دهراً بعيداً أن يجمعها لي، ويمليها عليّ، وكان يعدني بها ويتغافل عنها ضناً بها، قال: فلما كان آخر عمره أخرج جملة الكلمات المائة هذه ثم ذكرها” .
وقد طبع هذا الكتاب عدّة مرات، “والكتاب قيّم بكل معنى الكلمة، وكل بحوثه مبنية على أسس علمية، وقواعد فلسفية، وأصول حكمية” .
ثانياً – في علم الكلام:
وفي هذا الحقل تُصنف مؤلفاته التالية:
1- استقصاء النظر في إمامة الأئمة الاثني عشر، ذكر إنه لم يعمل مثله .
2- قواعد المرام في علم الكلام، وقد يُسمى “القواعد الإلهية في الكلام والحكمة” ، كتاب جامع في علم الكلام، ذكره الفقيه الشهيد الإمام أحمد بن علي العاملي: إنه قرء ذاك الكتاب على السيد الحسن بن السيد جعفر الموسوي الكركي العاملي .
3- النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة، ذكره وحكى عنه الشيخ الفاضل علي بن محمد بن الحسن الشهيد في كتابه “الدر المنثور” . وذكره الطهراني: “نجاة القيامة في أمر الإمامة” ألفه لعزّ الدين أبي المظفر عبد العزيز بن جعفر النيشابوري، وأنه لما ورد نيشابور (في إيران) مجتازاً، اتصل به وأكرمه، وأشار إليه بتأليف كتاب في الإمامة، فاعتذر منه بمشقة السفر وما يستلزمه من تشعب الذهن ومفارقة الأهل والولدان، لكنه امتثله أداءً لحقوقه .
4- منهج (المنهاج) الإفهام في علم الكلام، قال عبد الله الأفندي: رأيت قطعة منه، ولعله بعينه ما قاله في المتن “ورسالة في الكلام” .
5- رسالة في الوحي والإلهام . لم يذكر المصدران الذين نقلا اسم هذا الكتاب موضوع الكتاب، ولكن موضوعه كما أفهمه لم يخرج عن إطار علم الكلام، لأنه ظاهراً يبحث عن علم النبي بواسطة الوحي أو الإلهام.
6- شرح المنزلة . جاء ذكر هذا الكتاب في ترجمة كتاب قواعد المرام، ولم يشر كاتب الترجمة لموضوع الكتاب. وأعتقد أن موضوع الكتاب يتعلق بشرح الحديث الشريف: “يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي” وهو بحث يؤكد على إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام.
ثالثاً – في الفلسفة:
ورغم أن الشيخ ميثم عرف بالفيلسوف، وأنه من أقطاب الحكمة فلم نجد في ثبت مؤلفاته إلا ثلاثة كتب أو رسائل، هي:
1- شرح الإشارات، وهي شرح لإشارات أستاذه العالم قدوة الحكماء، وإمام الفضلاء الشيخ السعيد الشيخ علي بن سليمان البحراني، وهو في غاية المتانة والدقة على قواعد الحكماء المتألهين . ولكن يظهر أن مكانته الفلسفية – رغم ندرة تأليفه في هذا المضمار – معروفة لدى أعلام الحكمة كالشيخ نصير الدين محمد بن محمد الطوسي، حيث شهد له بالتبحر في الحكمة، وكذلك صدر المتألهين محمد بن إبراهيم الشيرازي المعروف بـ “صدر الدين الشيرازي” المتوفى عام 1059، فقد أكثر النقل عن الشيخ ميثم في حاشية شرح التجريد، سيما في مبحث الجواهر والأعراض .
2- المعراج السماوي. قال الشيخ سليمان البحراني: إن صدر الدين محمد الشيرازي “التقط فرائد التحقيقات التي أبدعها (الشيخ ميثم عطر الله مرقده) في كتاب المعراج السماوي وغيره من مؤلفات ابن ميثم التي لم تسمح بمثلها الأعصار ما دار الفلك الدوار” . ونقل الطهراني: أن السيد عليخان المدني نقل عن الشيخ ميثم في كتابه المعراج السماوي في تصانيفه كثيراً .
3- البحر الخضم . وقال عنه الطهراني في الإلهيات .
4- شرح رسالة العلم. والأصل للشيخ أحمد بن سعادة البحراني . ونسب المرحوم الطهراني الرسالة إلى سلطان الحكماء نصير الدين الطوسي، وهذه الرسالة “تضم أربع وعشرين مسألة من مسائل علم الله تعالى وما يناسبه، كتبها الشيخ أحمد بن سعادة البحراني وحققها وأرسلها إلى تلميذه الشيخ علي بن سليمان البحراني مؤلف “مفتاح الخير” وأستاذه الشيخ ميثم شارح “نهج البلاغة” .
رابعاً – في علم البلاغة:
للشيخ ميثم في هذا الفن كتابان:
تجريد البلاغة. ويُقال له “أصول البلاغة” في المعاني والبيان، أيضاً ألفه باسم نظام الدين أبي منصور محمد الجويني. وشرحه الفاضل المقداد (أبو عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري الحلي الأسدي الغروري المتوفى عام 826 هـ)، وسُمّي شرحه “تجريد البراعة” .
وقال الشيخ سليمان البحراني: “الشريف الجرجاني على جلالة قدره في أوائل فن علم البيان من شرح التفتازاني قد نقل عن بعض تحقيقاته الأنيقة وتدقيقاته الرشيقة، أنه عبّر عنه (الشيخ ميثم) ببعض مشائخنا ناظماً لنفسه في سلك تلامذته، ومفتخراً بالانخراط في سلك المستفيدين من حضرته المقتبسين من مشكاة فطرته” .
وقال عبد الله الأفندي: “ونسب إليه شارح القصيدة البديعية لصفي الدين بن سرايا الحلي في آخر الكتاب عند تعداد كتب علم البديع كتاب شرح التجريد إلى الشيخ ميثم البحراني، ولعله هو هذا الشيخ .
خامساً – متنوعة:
وفي قائمة كتب الشيخ ابن ميثم كتاب لم يشر إلى موضوعه، وهو: “آداب الحديث” . ولعله في الأخلاق إذا لم يتعلق في علم الحديث.
ونحن أمام هذه القائمة العريضة نلحظ أنه ألف في:
1- شرح نهج البلاغة (المعرفة العامة) ثلاثة شروح: الكبير منها يقع في عدّة مجلدات، وقد وصفها المختصون بالكتاب القيّم الرائع.
2- وفي علم الكلام له ستة مؤلفات، وطبع بعضها.
3- في الفلسفة أربعة كتب.
4- في علم البلاغة له كتابان.
5- ومتنوع كتاب واحد وهو “آداب الحديث” وهو مردد بين الأخلاق أو علم الحديث لأن المصدر الذي ذكره لم يُشر إلى موضوعه.
والذي يلفت النظر:
أ – إن هذا الشيخ الذي وصف من قبل العلماء “بزبدة الفقهاء والمحدثين” وأن له مع المحقق الحلي مجلس مباحثة، ونقل عنه بعض العلماء آرائه في بعض المسائل الفقهية كالشهيد الثاني في شرح اللمعة الدمشقية في مسألة الحج ماشياً أو راكباً أيهما أفضل ، وعلى قول أن نصير الدين الطوسي تلمذ عليه في الفقه، وأن العلامة الحلي وغيره استجازوه في الرواية وغير ذلك لم نجد في قائمة مؤلفاته ما يشير إلى كتاب له في الفقه، أو الحديث عدى كتاب “آداب الحديث” المشكوك في موضوعه: أخلاق، أم آداب الحديث الشريف.
ب- إنه اهتم بعلم الكلام والفلسفة ووضع فيهما عدّة مؤلفات، وأن صدر المتألهين الشيرازي أكثر النقل عنه في حاشية شرح التجريد، سيما في مبحث الجواهر والأعراض، والتقط فرائد التحقيقات التي أبدعها (عطر الله مرقده) في كتاب المعراج السماوي وغيره من مؤلفاته التي لم تسمح بمثلها الأعصار ما دار الفلك الدوار.
ج- إنه وضع كتابين في علم البلاغة، أشهرهما “تجريد البلاغة” في المعاني والبيان، والكتاب الثاني في علم البديع، وقد امتدحه الشريف الجرجاني على جلالة قدره، وقد نقل عن بعض تحقيقاته الأنيقة في أوائل فن علم البيان من شرح المفتاح، وعبر عنه فيه ببعض مشائخنا . وقد نقل الكثير من اقتباسات العلماء من أقواله في مواضيع شتى.
وبالنهاية ألحظ أن هذه الأقوال تدل على:
أولاً – على اهتمام العلماء بآرائه وأفكاره.
ثانياً – على توسع قابلياته العلمية المتنوعة.
وأختم حديثي عنه بقول لأحد أعلام البحرين الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني حيث قال: إن الشيخ ابن ميثم ضم إلى إحاطته بالعلوم الشرعية، وإحراز قصبات السبق في العلوم الحكيمة، والفنون العقلية ذوقاً جيداً في العلوم الحقيقية، والأسرار العرفانية، ويكفيك دليلاً على جلالة شأنه، وسطوع برهانه اتفاق كلمة أئمة الأنصار، وأساطين الفضلاء في جميع الأمصار على تسميته بالعالم الرباني، وشهادتهم له بأنه لم يوجد مثله في تحقيق الحقائق، وتنضيج المباني .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الشيخ أبو المكارم جعفر بن محمد الستري البحراني وإليك هذه النبذة المختصرة :
أبو المكارم
الشيخ جعفر بن الشيخ محمد ألستري
العالم العامل ذو الكرامات الجليلة التقي النقي الورع إمام الجمعة والجماعة أبو المكارم آية الله في العالمين الشيخ جعفر بن الشيخ محمد ( المتوفى 27/محرم الحرام / 1317 هـ ) بن الشيخ عبدالله ( المتوفى بالعوامية سنة 1282 هـ ) بن الشيخ احمد بن الشيخ عبدالله بن الشيخ علي ألستري البحراني الأصل ألعوامي المولد والمسكن ومدفنه البحرين.
ولد في 15 / جمادى الأولى / 1281 هجرية، وتوفي عشية ليلة الاثنين الثالث عشر من شهر محرم الحرام لسنة 1342 هجرية، ودفن بوصية منه – رضوان الله عليه – في صحن مسجد العالم الرباني الحكيم الفيلسوف الشيخ ميثم بن علي بن ميثم البحراني المتوفى 699 هجرية، وقيل 689 هجرية، وقيل 679 هجرية، والأول أصح. شارح نهج البلاغة.
أحيا شعيرة صلاة الجمعة في البحرين والقطيف، وأقام الحدود ومارس دور الحاكم الشرعي المبسوط اليد فترة من الزمن. تعرض للاغتيال أكثر من مرة، لكنه سار غير آبه بما يواجه في سبيل الحق حتى وافاه الأجل مسموما في مستشفى الإرسالية بالبحرين ( مستشفى الأميركي ).
صلى على جثمانه الطاهر آية الله الشيخ خلف ( المتوفى سنة 1355 هـ ) بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن الشيخ أحمد ابن المقدس آية الله في العالمين الشهيد العلامة الشيخ حسين ( المتوفى ليلة الأحد 21/ شوال / 1216 هـ ) العصفور في مأتم العريض بالمنامة ثم رفع العمامة من على جثمانه الطاهر وألبسها ابنه الشيخ علي [ وهو العالم العامل القاضي إمام الجمعة والجماعة في البحرين والقطيف.
ولد الشيخ علي في غرة شهر رمضان المبارك لسنة 1313 هجرية، وتوفي في يوم الخميس 6 / 5 جمادى الأولى / لسنة 1364 هجرية، وقبره في مقبرة سيهات قرب قبور أبناء عم أبيه الشيخ محمد بن سلمان ألستري المتوفى بعد التاسع من ذي الحجة لسنة 1339 هجرية، والشيخ محمد رضا ابن الشيخ محمد بن سلمان ألستري المتوفى قبل أبيه سنة 1338 هجرية. توفي نجله أبوالمكارم الشيخ عبدالمجيد ليلة الأحد السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك لسنة 1423 هجرية ودفن إلى جوار أبيه الشيخ علي بمقبرة سيهات . ] وقال: هذا جدير بأن يتولى ما كان يتولاه والده.
شيوخـه في العلم والرواية:-
1- والده أبو المكارم الشيخ محمد ألستري المتوفى بالمدينة المنورة عصر يوم السابع والعشرين من شهر محرم الحرام لسنة 1317 هجرية ودفن في مقبرة البقيع الغرقد.
2- الشيخ أحمد بن صالح بن طعان بن ناصر بن علي المركوباني ألستري البحراني الأصل القطيفي المتوفى ليلة عيد الفطر لسنة 1315 هجرية وقبره مع العالم الرباني الشيخ ميثم البحراني بوصية منه أيضا والقصة مذكورة في كتاب أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين.
3- السيد محمد ابن السيد محمود ألعاملي.
4- الشيخ محمد الحسين ألكاظمي.
ذكره آغا بزرك الطهراني في كتابه نقباء البشر في القرن الرابع عشر قال :
هو الشيخ محمد حسين بن الشيخ هاشم بن الشيخ ناصر بن الشيخ حسين ألكاظمي ألنجفي مجتهد مؤسس مدرس من أعاظم فقهاء عصره ومشاهير علمائه
5- الشيخ علي ابن الشيخ حسن آل شبير الجزائري.
6- الشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم.
7- الشيخ عيسى ألمحمري ألنجفي.
مـصـنــفــاتـــــه:-
كتبه في الفقه:
1- ( النكت الإلهية ) في الطهارة.
2- ( الدرر اللاهوتية ) في المسائل السيهاتية.
3- ( المحاورات المنظومة ) مكاتبات بينه وبين أبيه الحجة ( أبي المكارم ) تشتمل على بعض مسائل، كالنفاس والحيض والاستحاضة ومنع الوضوء مع الغسل ولباس المصلّي ومكانه، وصلاة الجمعة والكسوف.
4- ( رواشح النفحات القدسية ) فيما يتعلق بالصلاة اليومية، رأيتها ورأيت عليها تعليقات وتصحيحات لأبنه الحجة المقدس علي، ( حسب ما يقول الشيخ سعيد ).
5- ( مباحث الألفاظ ) تشتمل على مقدمات الصلاة.
6- ( السهم النافذ ) في تحقيق معنى العدالة وجواز حكم العالم بعلمه وعدمه والفرق بين الطلاق السنّي والعدي.
7- ( نافعة… ) محاورة مع الفقيه العلامة المقدس العلم الشيخ علي الشيخ سليمان المبارك في بعض مسائل العدة.
8- ( كاشفة القناع ) في ذكاة السمك والجراد.
9- ( إرصاد الأدلة في معرفة الوقت والقبلة ). وهو مطبوع.
10- ( جمانة البحرين ) في ميراث الأجداد والأخوة الذين هم أولاد الأولاد وردّ مقالة للعلامة المرحوم الشيخ عباس الشيخ علي رضا بن عبدالله ( رحمه الله ) في ذلك.
11- المناسك في الحج.
12- ( جوابات المسائل المحمدية ) من العلامة الفاضل السيد حسين ابن السيد علوي الكتكاني التوبلي البحراني، ومن الغريب طبعها بالعكس في المسائل والمسؤول ( على ما يقول الشيخ سعيد ).
13- ( تمهيد الدليل ) في حكم المأموم المسبوق ومعذورية الجاهل.
14- ( بهجة القلوب ) في أحكام الطهارة والصلاة والشكوك.
15- ( تحفة السائل ) جوابات المسائل النجفية من أبنه الحجة الشيخ علي أيام مهاجرته في النجف الأشرف لطلب العلوم الإسلامية، طبعت في بغداد بعنوان (( الأجوبة الجعفرية )) في المسائل العلية.
16- ( منار الحق ) جواب مسألة أريد فيها سفك دمه فمنع الله ذلك.
17- ( تمهيد البرهان ) في جواز تقليد من له أهلية التقليد من العلماء مطلقا لا فرق بين حيّهم وميتهم إذا كان آخذا عن أئمة الحق.
18- ( إغاثة الغريق ) أرجوزة في الرد على مانع الحريق عن سنن الموتى بزعمه انه شهيد ومن صلى بالكسوف العيد وقد اخذ في ذلك عرض رسائله لأصحابه.
19- ( الجوابات الوفيرة ) على شتى المواضيع.
كتبه فـي الأصـول:-
20- ( هداية الساكنين ) في التقليد.
21- ( منح القادر ) جوابات المسائل الهجيرية من الشيخ ناصر بن الحاج عبدالنبي الهجيري.
22- ( در الجواهر الفريد ) في جواز التقليد أصولا وفروعا وعدمه.
23- ( قصد السبيل ).
كتبه في البيان:-
24- ( درة الصدف ) جوابات الشيخ شرف أحد علماء أصحابنا السنة وفيه إثبات إمامة أئمة الهدى من الكتاب والسنة.
25- ( طلسم البيان ) شرح الحديث المثلث للأيمان وتطبيقه على الشرعة المحمدية ويتخلل فيه مباحث جليلة من النحو والكلام والأصول والبيان.
26- ( ما سكة الزمام ) في منع التوقيت للغائب ( عجل الله فرجه الشريف ) والرد على الموقتين.
كتبه في الاستدلال:-
27- ( مشكاة الأنوار ) في الرد على بعض من علماء النصب حيث حكم على محب آل محمد وزائر قبورهم بالشرك والإلحاد والغلو وليس له من مستمسك غير البغي والفساد والبغضاء.
28- ( كشف الحجاب ) شرح قوله: (( أن دين الله لا يصاب بالرجال )).
29- ( جذوة الحق ) جواب مسألة لأخيه الفاضل المرشد التقي الشيخ علي بن أبي المكارم في المقلد المخالف مقلده للواقع، طبع في بغداد طبعة ممتازة.
30- ( الشموس الطالعة ) في منع رد الشمس لغير المعصوم المطلق.
كتبه في المنطق:-
31- ( التقريرات الشافية ) حاشية على حاشية الملا التوني.
32- ( قطع اللجاج ) في تفضيل أصحاب الحسين على حواري كل نبي ووصي.
كتبه في النجوم:-
33- ( الاشراقات النورية ) في إبطال تمويهات الاشراقيين ومن وافقهم من علماء الإسلام، مشفوع بقصيدة في ذلك للمؤلف.
كتبه في نشر مصائب أهل بيت العصمة ( عليهم السلام ):-
34- ( يقظة الوسنان ) المسمى من النبي بالجوهر الفرد كما هو مشروح في الكتاب نفسه في كلمة للعلامة العلم الحجة السيد مهدي الغريفي ألنجفي وستأتي إن شاء الله والكتاب فيما تقدم ميلاده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما تأخر عنه وتاريخ بعثته وحروبه ووفاته.
35- ( عقود الجمان ) في مولد بضعته وعصمتها وتاريخ حياتها ووفاتها طبع في حياته.
36- ( عين الإنسان ) في مولد الإمام الحسن المجتبى والنص عليه بالإمامة وتاريخ حياته ومماته.
37- ( كعبة الأحزان ) مقتل الحسين صلوات الله عليه.
38- ( حزم النيران ).
39- ( مظهر الأشجان ) في تاريخ حياة الرضا وإمامته وكيفية خروجه من المدينة إلى خراسان ومقتله.
40- ( روضات الجنان ) يشتمل على حديث الحسين من مبدأ الخلق الأول.
41- وله في الأجازات كتاب ( ملتقى البحرين ) في إجازته للسيد مهدي الغريفي البحراني، وفيها طرقه ورجالات إجازته.
42- وله في المرسلات كتاب ( جرائد الأفكار ).
43- وله في الشعر كتاب باسم ( نهاية الإدراك ) قلّ أن تسمح بمثله قرائح أعيان الزمان، يشمل على قوانين الشعر وفنونه من نسيب وغزل ومدح ومراث. و. و. في مجلد كبير مرتب على حروف الهجاء.
44- وله خطب جمة في الجمعات والأعياد في الحكمة العالية والموعظة الحسنة جمع بعضها ولده الحجة المقدس الشيخ علي باسم ( المواعظ الجعفرية ).
خادم تراب المؤمنين المدعو النويدري
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وايضا ذكر الشيخ أحمد بن الشيخ صالح بن طعان المركوباني الستري إليكم هذه النبذة المختصرة :
– الشيخ أحمد بن صالح آل طعان ألستري
ذكره الشيخ الاغا الطهراني في كتابه نقباء البشر في القرن الرابع عشر قال:
233- الشيخ أحمد آل طعان القطيفي
1251 – 1315
هو الشيخ أحمد بن الشيخ صالح بن آل طعان بن ناصر بن علي ألستري البحراني القطيفي عالم جليل وفقيه محدث ومرجع عام ورئيس مطاع.
ولد في سترة ( 1251) ونشأ في منامة وأخذ المقدمات في البحرين على السيد علي بن إسحاق والشيخ عبدالله بن عباس ثم سافر إلى النجف الاشرف تلمذ على العلامة الأنصاري. والفقيه الشيخ راضي ألنجفي والعلامة المولى علي الخليلي والعلامة محمد حسين ألكاظمي ولما برع في العلم وفرغ من التحصيل رجع إلى بلاده فقام بالوظائف الشرعية وصار مرجعا في الأمور مروجا للدين رجع إليه كافة أهل بلاده ونواحيها فاشتغل بالتصنيف والتأليف في الفقه والأصول والحديث وغيرها حتى صار المرجع للدنيا في تلك البلاد يقصده الطلاب من كل صوب إلى أن توفي هناك يوم عيد الفطر ( 1315 ) ودفن عند مقبرة الشيخ ميثم البحراني ومادة تاريخ وفاته ( دعى ميثم احمد الصالحينا ) كما ذكره تلميذه وصهره على بنته الشيخ علي بن الحسن بن علي بن الشيخ سليمان ألبلادي البحراني مؤلف ( أنوار البدرين ) في رسالة مستقلة ألفها في أحوال المترجم سماها (( الحق الواضح )) في أحوال العبد الصالح لكن التاريخ خطأ ينقص عن المطلوب أكثر من ثلاثمائة وترجمه أيضا في آخر الجزء الأول من كتابه (( أنوار البدرين )) مفصلا وأورد فهرس تصانيفه الكثيرة مشروحا وذكر منها شرح ( اللمعة الدمشقية ) لم يخرج منه إلا شرح الخطبة وهو مجلد كبير وله (( زاد المجتهدين )) في شرح (( بلغة المحدثين )) في الرجال تصنيف الشيخ سليمان الماحوزي وهو أيضا مجلد كبير و [ التحفة الأحمدية ] في الصحيفة الصادقية مجلد كبير أيضا يشتمل على الأدعية التي هي من منشأت الصادق عليه السلام أو مروياته عن آباءه عليهم السلام و ( منهج السلامة ) في حكم الخارج إلى الترخيص عن محل الإقامة و ( قبسة العجلان ) في وفاة ضامن خراسان و ( ملاذ العباد ) في تتميم السداد برز منه مسائل التقليد والاجتهاد و ( قرة العين ) في حكم الجهر بالبسملة في الخيرتين أثبت فيها ساتحباب فيهما أيضا وهي رسالة مبسوطة ورسالة ثانية اختصرها منها ورسالة ثالثة في حكم الجهر كتبها نقضا على الشيخ علي بن الشيخ عبدالله المهزي القائل باستحباب الجهر بها في خصوص الأولين و ( كاشف السجف ) عن موانع الصرف وهو أيضا كبير في علم النحو و ( الدرر الفكرية ) فأجوبة المسائل الشبرية وهي أربعة مسائل للسيد شبر في أصول الفقه و ( جواب المسائل الحمامية ) في حكم الحمامات الموقوفة على المساجد في بلاد البحرين و ( جواب المسألة العاشورية ) في معنى عاشوراء وحكم الصوم فيه ومعنى العصر والساعة في حديث. فليكن إفطارك بعد العصر بساعة. ورسالة في معنى العقل ورسالة في ترجمة شيخه الأنصاري وفي أخرها قصيدتان من نظمه في رثاء أستاذه وله نظم كثير في المدائح والمراثي وغيرها ونظم ( زبدة الأصول ) للشيخ البهائي تماما سماه ( العمدة ) ونظم ( النخبة ) للفيض في ألفين وخمسمائة بيت إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وديوان شعره الكبير الذي طبع في بمبي وله ( البديعية ) في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام التزم فيها بذكر اسم الأنواع وهي مدرجة في ديوانه وله ( سلم الوصول ) إلى علم الأصول لم يتم و ( إقامة البرهان ) على حلية الآربيان رد فيها على بعض محشي ( اللمعة ) الزاعم انه الربثيا ورسالة في الحبوة وبيان أن الكتب منها ورسالة في الجمع بين الشريفتين كما اختاره مؤلف ( الحدائق ) وحواشي ( الرجال الكبير ) وحواشي ( رجال النجاشي ) ومنظومة في الشكوك والسهو ( 125) بيتا و ( منظومة التوحيد ) لم تتم وتخميس قصيدة الفارابي التي أولها
كمل حقيقتك التي لم تكمل والجسم دعه في الحضيض الأسفل
وغيرها وهو والد العالم الصالح الشيخ محمد صالح الآتي ذكره الذي هو احد العلماء المصنفين أيضا وهو الذي حدثني بأحوال والده وذكر لي تصانيفه كما مر وللمترجم ولد آخر كان من الفضلاء أيضا اسمه الشيخ عبدالله توفي في حياة ولده في ( 1298 ) وله شرح كبير على ( الاجرومية ) سماه ( التحف النحوية ) حدثني به الصالح أيضا.
وأيضا ذكره السيد محسن الأمين في كتاب أعيان الشيعة قال: الشيخ أحمد بن صالح بن طعان بن ناصر بن علي ألستري البحرين.
ولد سنة 1251 وتوفي في البحرين ليلة عيد الفطر سنة 1315 ودفن عند الشيخ ميثم البحراني بقرية هلتا من الماحوز بوصية منه لأنه رأى الشيخ ميثم في منامه كأنه يعاتبه على ترك زيارته مع أنه كان قد زاره قريبا فأوله بأنه قد طلب جواره وأقيم له ما ينف على ستين مجلس فاتحة في البلاد الهجرية وفيها وفي سائر البلاد ما يزيد على مائة وخمسين مجلس فاتحة وعطلت لفقده الأسواق سبعة أيام.
( ألستري ) نسبة إلى سترة قرية في البحرين وفي أنوار البدرين جزيرة من البحرين.
هو عالم القطيف والمرجع في الدين والدنيا بتلك البلاد، كان عالما علامة فقيها أصوليا متبحرا في الحديث والرجال من علماء آل محمد عليهم السلام علما ونسكا وعبادة جليل القدر كثير التصانيف رأس في القطيف والبحرين وقصده الطلاب، وفي أنوار البدرين: خاتمة العلماء الاطياب وصفوة الفقهاء الإنجاب شيخنا العلامة الأمجد التقي الأرشد الاورع الاحوط الأضبط سلمان دهره وأبو ذر عصره العالم العامل الفاضل الكامل العبد الصالح الرباني الشيخ أحمد بن صالح البحراني كان خلاصة علمائها الأخيار وبقية فقهائها الأبرار جامعا لأنواع الكمالات ومحاسن الصفات والحالات في مكان مكين من الورع والتقوى والتمسك بالعروة الوثقى والسبب الأقوى في غاية من التواضع والإنصاف ونهاية من حسن الأخلاق والعفاف والكرم ولم يزل بيته العالي مناخا للوافدين والاضياف محبوبا عند العوام والخواص من ذوي الوفاق والخلاف لم أر في العلماء ممن رأيناهم على كثرتهم في الجامعية للكمالات مثله أعلى الله في دار كرامته محله، كان من أهل سترة ثم انتقل مع والده إلى قرية المنامة (( اهـ )).
مشايخه
في أنوار البدرين قرأ في البحرين المقدمات من نحو وصرف ومعان وبيان وبديع وتجويد ومنطق وغير ذلك عند السيد علي ابن السيد إسحاق وقرأ شرح الباب الحادي عشر للفاضل المقداد ألسيوري على الشيخ عبدالله ابن الشيخ عباس إذ جاء لقرية المنامة في أثناء قراءته على السيد علي المذكور ثم سافر إلى النجف الأشرف فقرا على الشيخ مرتضى الأنصاري إلى أن توفي الشيخ مرتضى وقرأ بعده على الشيخ راضي الفقيه ألنجفي المشهور وعلى الحاج علي بن ميرزا خليل الطبيب وعلى الشيخ محمد حسين ألكاظمي ( ويروي بالإجازة عن هؤلاء المشايخ ) وبعد وفاة والده عاد إلى البحرين وأقام فيها ثلاث سنوات ملازما للتدريس والتصنيف ثم سافر لزيارة الأئمة في العراق ثم راجع وسكن في القطيف لسبب ذكرناه سابقا ( لعله وقوع الفتن فيها ) ملازما للمطالعة والتصنيف والتدريس مرجعا لأهلها ثم سافر لزيارة الرضا عليه السلام ثم رجع إلى القطيف، وفي أواخر عمره صار يتردد إلى البحرين لإرشاد أهلها بطلب منهم.
مؤلفاته
(1) شرح اللمعة لم يتم (2) زاد المجتهدين في شرح بلغة المحدثين للشيخ سليمان الماحوزي في الرجال(3) التحفة الأحمدية للحضرة الجعفرية في الصحيفة الصادقية (4) قبسة العجلان في وفاة ضامن خراسان (5) ملاذ العباد في تتميم السداد – وفي أنوار البدرين ملاذ العباد في أحكام التقليد والاجتهاد – (6) قرة في حكم الجهر بالبسملة والتسبيح في الخيرتين (7) الدرر الفكرية في أجوبة المسائل الشبرية – جواب أربع مسائل للسيد شبر في مجلد كما في أنوار البدرين، وكأنها هي التي ذكرها في الذريعة بعنوان: الأسئلة الأحمدية وقال: أنها تسع مسائل في التوحيد وأصول الفقه سأله عنها السيد شبر بن علي بن مشعل ألستري ( اه ) – (8) كاشفة السجف عن منع الصرف (9) نظم النخبة الفيضية (10) العمدة في نظم الزبدة للبهائي (11) منظومة التوحيد – اسمها الدرة في نحو 500 بيت – (12) منظومة الشكوك والسهو (13) منظومة في الفقه تبلغ ألفين وخمسمائة بيت نظم فيها نخبة الكاشاني (14) منهج السلامة في حكم الخارج عن محل الإقامة – صنفها لما أنكر أهل البصرة فتوى له في هذه المسألة وأرسلها إليهم – (15) سلم الوصول إلى علم الأصول – أصول الفقه لم يتم – (16) رسالة الحبوة (17) رسالة الجمع بين الشريفتين (18) حواشي الرجال الكبير لميرزا محمد (19) حواشي رجال النجاشي (20) تخميس قصيدة الفارابي التي أولها:
كمّل حقيقتك التي لم تكمل والجسم دعة في الحضيض الأسفل
(21) البديعة في مدح الأمير عليه السلام – المندرجة في ديوانه المطبوع في بمبيء (22) رسالة في أحوال الشيخ مرتضى الأنصاري (23) إقامة البرهان على حلية الأريبان – رد فيه على بعض محشي شرح اللمعة الزاعم أنه الربيثا ( والربيان ) نوع من السمك يوجد في السند والبصرة والبحرين وتسمية العامة ( روبيان ) – (24) رسالة في نقض رسالة المعاصر الشيخ علي ألستري البحراني (25) رسالة في تحقيق العقل وأقسامه (26) رسالة في صوم يوم عاشورا (27) شرح قوله عليه السلام في دعاء كميل فهبني الخ. . سأله عنه الشيخ حسن ابن الشيخ علي بن عصفور البحراني فكتب شرحها معنى وإعرابا وأرسلها إليه (28) فكتب عليها بعض الاعتراضات فأجابه عنها برسالة أخرى (29) أجوبة مسائل السيد باقر بن السيد أستاذه السيد علي بن إسحاق البحراني (30) أجوبة مسائل الشيخ محمد بن عبدالله بن احمد البحراني ( 31) أجوبة مسائل الشيخ ضيف الله بن سيف، وغير ذلك مما يبلغ مجلدين كبيرين.
وللمترجم أولاد اشتغلوا في النجف منهم الشيخ محمد صالح خلفه في بلاده.
أشعاره
من شعره الذي لم يوجد في ديوانه المطبوع على ما في أنوار البدرين قوله في أمير المؤمنين عليه السلام من أبيات تركنا بعضها:
فدع مديحي ومدح الناس كلهم والزم مديحا له الرحمن أولاه
فكل من رام مدحا فيه منحصر لسانه عن يسير من مزاياه
وقوله في الحث على الأنفاق:
يا فاعل الخير والإحسان مجتهدا أنفق ولا تخش من ذي العرش إقتارا
فالله يجزيك أضعافا مضاعفة والرزق يأتيك أصلا وأبكارا
ثم أورد قصيدتين في رثاء شيخه الشيخ مرتضى الأنصاري وبالغ في وصفهما بالبلاغة والبراعة والطلاوة والحلاوة وقال أنه أعجب بهما فحول الشعراء ومصاقع البلغاء وقال في بيتين من احدهما أنهما يستحقان أن يكتبا بماء الذهب، وقال حدثني الناظم أن السيد أسدالله الأصفهاني كان مغرما بهما وكان يستدعي الشيخ علي الحمامجي قارئ النجف المشهور – وهو الذي تولى انشادهما في مجلس الفاتحة – ويطلب منه انشادهما عليه ولا سيما النونية مرارا عديدة نحو شهرين أو ثلاثة ( أقول ): وأنا قد وجدت هاتين القصيدتين على خلاف ما وصفهما به ذلك لأنه لا خبرة له بالشعر كالسيد أسدالله الأصفهاني الذي لعله لم يعرف من هذا الشعر ألا انه في رثاء الشيخ مرتضى، وينبغي للمرء أن لا يتكلم في مصف ما لا يعلم، وهذا أحسن ما في الأولى ننقله هنا ليعلم صحة ما قلناه قال:
لله سهم سددته يد القضا فأصاب كل الخلق حتى من مضى
عقدت عليه المكرمات نطاقها فالآن حق لعقدها أن ينقضا
تالله أن المرتضى قد شب في قلب الورى لما مضى نار الغضا
وسقى ضريح المرتضى صوب الرضا
ما نور مفخرة على الدنيا أضأ
والقصيدة الثانية أيضا على هذا المنوال وهذا أحسن ما فيها:
يا من قضى الإسلام لما أن قضى لا كان يومك في قضايا كوني
أن يمس شخصك في اللحود مغيبا فالعلم فينا منك غير دفين
فاذهب جميل الذكر منشور اللوا واليك في الجنات خير قرين
وعليك تترى رحمة الباري متى ما رنحت الصبا بغصون
أما البيتان اللذان قال أنهما يستحقان أن يكتبا بماء الذهب فهما قوله في هذه القصيدة:
ولقد تسابقت السماء وأرضها في ضم شخصك مجمع التبيين فقسمت
فقسمت بينهما فروحك في السما والجسم في الأرضين للتحصين
وذكر أن له قصيدة تقرب من 150 بيتا في غاية من البلاغة وإنها عجيبة فريدة جارى بها الأمير أبا فراس الحمداني في قصيدته الشافية التي أولها.
الدين مخترم و الحق مهتضم وفيء آل رسول الله مقتسم
ونقول أنه ليس من فرسان هذا الميدان ولا يمكنه أن يجزي مع أبي فراس في حلبة ولو جرى لما كان نصيبه ألا أن يرى غباره، وهذه أبيات هي أحسن ما في القصيدة التي جاراه بها:
الحق نور عليه للهدى علم من أمه مستنيرا قاده العلم
يا حبذا عترة بذيء الوجود بهم وهكذا بهم ينهى ويختتم
من مثلهم ورسول الله فاتحهم وسيطة العقد والمهدي ختمهم
وهل أمية لا أمت بمغفرة ولا نحت سوحها من رحمة بها
تنوش هدب ذيول للهدى سدلت من الالاه لها الأملاك تحترم
ولا كمثل بني العباس لا رقبوا ألا ولا ذمة بل رحمهم جذموا
جنوا بمقل الذي تجني أمية بل على طنابيرهم زادت لهم نغم
وله في تاريخ بناء مسجده الذي بجنب داره في قرية القديح:
على التقى أسس هذا ألبنا فصار للناس به مأنس
عمر بالذكر وفي طاعة تطيب من رؤيته الأنفس
نادى به تاريخ إكماله ( يا مسجدا بالذكر قد أسسوا )
سنة 1304
وله لغز فقهي:
يا فضلاء الأدب من عجم أو عرب
ما قولكم في أجنبي مورث من أجنبي
حال وجود أقرب ذي نسب لم يحجب
جوابه له:
يا سائلا لم يجب عن لغز مستغرب
ذاك مريض طلقا زوجته على تقي
أو ضرر أم مطلقا على خلاف حققا
فمات في هذا المرض لا مرض به عرض
بعد تمام العدة و لم تزوج بعده
و هي تمام الحول فاقنع بهذا القول
وله أيضا لغز فقهي:
أيا علماء العصر هل من مخبر عن امرأة حلت لصاحبها عقدا
فان طلقت قبل الدخول ففرضها ثلاثة إقراء تعد لها عدا
وان طلقت بعد الدخول ففرضها بقرء من الإقراء تأتي به فردا
وله لغز نحوي:
يا من ببحر النحو يجني الدرر ما مبتدأ ليس له من خبر
و ليس وصفا لفظ نفي يلي ولا بالاستفهام شاب الخبر
جوابه للشيخ حسن بن علي بن سليمان البحراني صاحب أنوار البدرين:
ذا مبتدأ صدر بالنفي في الـ -معنى فالجاه لحذف الخبر
و كان فيه فاعل قد غنى عنه كما جاء ببعض الصور
تقول غير ضارب عبدنا عبدكم أو غير معطى عمر
وله من قصيدة مهدوية جارى بها الشيخ بهاء والشيخ جعفر الخطي أولها:
سقى عارض الأنوا بوطفاء مدرار معاهد يهدى من شذا طيبها الساري
ولا برحت أيدي اللواقح غضة توشي برودا من رباها بأزهار
منها:
فقم بلغ السيل الزبي وعلا الربي وصاد وقاد الأرنب الأسد الضاري
وأخرها:
قفوت لها أثر البهائي وجعفر و كل بمقدار اقتدار له جاري
مراثيه
قال الشيخ حسن بن علي بن عبدالله بن بدر القطيفي يرثيه من قصيدة
طرقتك يا أم العلوم فقماء تذهب بالحلوم
فأرتك في الظهر الكوا كب فاقعدي جزعا وقومي
فتغيبت شمس الهدا ية في دجى الليل البهيم
هتف النعي بمن وطأ بنعاله هـــام النجوم
يا مزهرا لحنادس الـ أسحار بالذكر الحكيم
متململا يبدي الخشو ع تململ الرجل السليم
أفديك كم سدلت يد الـ إشكال جنح دجى بهيم
فطويته ببنان شمـ س بيانك الشافي القويم
وقطعت بالبرهان حجـ ـة كل أفاك أثيم
حتى إذا شاء الإلا ه لقاك في دار النعيم
عرجت بك الروح الكريـ ـمة نحو باريها الكريم
أفديك أحمد من جرت بثناه ألسنة الخصوم
لم يبر ذاتك ربها ألا لإحياء العلوم
ولقد تجلت شمس علـ ـمك في ابنك البر الكريم
وهنا محمد صالح لبناء هاتيك الثلوم
أعلي أرباب العلى ومحمدا في كل خيم
سعدت بطول بقاكما الد نيا و أندية العلوم
وقال الشيخ عبدالحميد ابن الشيخ محمد الأحسائي المكنى بابي خمسين يرثيه من قصيدة:
اليوم شمس العلم قد تكورت وبدره المنير قد تحجبا
إذا رقى الأعواد فهو مصقع ذو مقول أقطع من ماضي الشبا
كم ظهرت للدين منه نصرة رمى بها على الأعادي شهبا
يا ليل من طواك في تهجد تنفـــلا لــربه تـقـربا
وفي رقية على المنبر من حير في فصل الخطاب الخطبا
ألا سقى الله ضريحا ضمه بصيب الرضوان ما هب الصبا
وذكره الطهراني في كتابه مصفى المقال في مصنفي علم الرجال قال: أحمد بن صالح آل طعان (1251)
(1315)
( الشيخ. . .) ابن ناصر بن علي ألستري البحراني، القطيفي. المولد ( 1251 ) والمتوفى في القطر ( 1315 ) ودفن بمقبرة الشيخ ميثم البحراني، وتاريخه ( دعى ميثم أحمد الصالحينا ) كما ترجمه الشيخ علي البحراني (( صاحب أنوار البدرين )) في رسالة سماها (( الحق الواضح في ترجمة العبد الصالح )) ونقل لي ولده الشيخ صالح جميع تصانيف والده منها (( زاد المجتهدين في شرح بلغة المحدثين ) في الرجال، تصنيف الشيخ سليمان الماحوزي. وله رسالة في ترجمة شيخه العلامة الأنصاري، وفي أخرها قصيدتان من إنشائه في رثاء العلامة الأنصاري. وله حواشي على (( الرجال الكبير )) و (( رجال النجاشي )).
• وذكره الشيخ الدكتور محمد هادي نجل آية الله الشيخ عبدالحسين ألأميني صاحب موسوعة الغدير ومؤسسة مكتبة أميرالمؤمنين عليه السلام في النجف الاشرف في كتابه رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام: أحمد ابن الشيخ صالح بن طعان بن ناصر بن علي ألستري القطيفي 1251 / 1315.
عالم جليل ومجتهد فاضل وفقيه ومرجع عام ورئيس مطاع. بعد أن أخذ المقدمات في البحرين، هاجر إلى النجف وتتلمذ على الشيخ الأنصاري وغيره من أساتذة الفقه والأصول وبرع في تحصيل ونال مرتبة الاجتهاد، وعاد إلى بلاده وواصل رسالته واشتغل بالتصنيف والتأليف في الفقه والأصول والحديث. وأصبح مرجعا للدنيا والدين إلى أن توفي سنة 1315 هجرية عقبه: الشيخ محمد صالح. الشيخ عبدالله المتوفى 1298. وقد أفرد الشيخ علي ألبلادي المتوفى 1340 هجرية كتابا في ترجمة المترجم له وأسماه ( الحق الواضح في أحوال الصالح ).
له: شرح اللمعة الدمشقية. زاد المجتهدين. التحفة الأحمدية. منهج السلامة. قبسة العجلان. ملاذ العباد. قرة العين. كاشفة السجف. الدرر الفكرية. جواب المسائل الحمامية. جواب المسائل العاشورية. رسالة في معنى العقل. ترجمة الشيخ الأنصاري. نظم زبدة الأصول. البديعية في مدح أميرالمؤمنين ( عليه السلام ). سلم الوصول. إقامة البرهان. حاشية الرجال الكبير. حاشية الرجال النجاشي. منظومة التوحيد.
أعيان الشيعة 8 / 463. أنوار البدرين / 252. شخصيت أنصاري / 183. كتابهاي عربي / 829. ريحانة الأدب 4 / 481. فوائد الرضوية / 17. نقباء البشر 1 / 102. معجم المؤلفين 1 / 252. الذريعة 3 / 74، 411 وج4 / 165 وج 5 / 136 وج6 /242، ج8 131 وج9/ 886 وج11/ 167 وج12 / 7 وج15 21، 340 وج7 / 35، 71، 237 وج22/ 192 وج24 / 234.
ذكره الشيخ علي ألبلادي في كتابه أنوار البدرين قال: الشيخ أحمد آل طعان
( ومنهم ) العالم الأعظم الرباني الشيخ أحمد ابن العالم العامل الزاهد العابد المرحوم الشيخ صالح بن طعان بن ناصر بن علي ألستري البحراني ( قدس الله تربته وعلى في الجنان رتبته ) كان رحمه الله تعالى خلاصه علمائها الأخيار وبقية فقهائها الأبرار جامعا لأنواع الكمالات ومحاسن الصفات والحالات في مكان مكين من الورع والتقوى والتمسك بالعروة الوثقى والسبب الأقوى في غاية من التواضع والإنصاف في نهاية حسن الأخلاق والعفاف والكرم الذي يزل بيته العالي مناخا للوافدين والأضياف محبوبا عند العوام والخواص من ذوي الوفاق والخلاف، لم أر في العلماء ممن رأيناهم على كثرتهم في الجامعية للكمالات مثله ( أعلى الله في دار الكرامة محله ).
وكان رحمه الله تعالى من أهل سترة جزيرة من البحرين ثم انتقل مع والده إلى قرية المنامة وقرأ عند السيد التقي النقي السيد علي ابن السيد إسحاق ( المتقدم ذكره ) أكثر العلوم من نحو وصرف ومعاني وبيان وتجويد ومنطق وغير ذلك حتى أذعن هو وغيره له بالفضيلة وبقي مقدار سنتين وأكثر لا يحضر عند أحد لعدم قابيلة من في البحرين حيئنذ لحضوره عنده مشتغلا بالتصنيف والمطالعة والتأليف وأجوبة بعض المسائل التي ترد عليه وقد قرر شرح الباب الحادي عشر للفاضل الشيخ مقداد ألسيوري الحلي على العالم الأواه الشيخ عبدالله ابن الشيخ عباس المذكور إذا جاء قرية المنامة في أثناء قراءته على السيد علي المذكور إلى أن منّ الله عليه بالتشرف لزيارة العتبات الطاهرة وتفضل عليه بالوصول إلى النجف الأشرف للمجاورة فحضر عند جماعة من فحول علمائها وأساطين فقهائها كشيخنا المحقق المدقق الشيخ مرتضى الأنصاري ( ره ) والفقيه التقي الشيخ راضي ألنجفي والفقيه الزاهد الأمين الشيخ محمد حسين (ره ) والزاهد العابد التقي النقي سلمان الزمان الشيخ ملا علي ابن الميرزا خليل الطهراني ألنجفي وتوفي الشيخ مرتضى ( ره ) وهو حاضر فرثاه بقصيدتين يأتي الكلام عليهما وعلى غيرهما إن شاء الله تعالى، ثم توجه بعد وفاة والده والوالد المرحومين ومن هو السبب في إقامته هناك إلى البحرين ملانا من العلوم والمعارف يهتف به في محافل أولي الكمال الهواتف وكان له كثير من الرسائل وأجوبة المسائل قبل رواحه النجف الأشرف قد فرط بها آذان أهل الفضل وشنف، وأقام في البحرين مدة ثلاث سنوات ملازما على التدريس والتصنيف والعبادات مواظبا على أنواع الطاعات، ثم سافر لزيارة الأئمة الهداة والمقامات العاليات ثم رجع وسكن في القطيف وشرفت به غاية التشريف لسبب ذكرناه سابقا ملازما للمطالعة والتصنيف والتدريس والتأليف مواظبا على طاعة الجلال وملازما لمحاسن الخصال مرجعا لأهلها حالا لشكلها ثم سافر للزيارة الإمام الرضا ( عليه السلام ) زاره، ثم رجع إلى القطيف وفي أواخر عمره الشريف صار يتردد إلى البحرين مع بعض الأهل لإرشاد أهلها وإنقاذهم من هلكة الجهل والحين بعد مراسلات من أهلها كثيرة وترددات والتماسات وفيرة حتى هتف به داعي الحمام فأجاب أمر الملك العلام وعرج بروحه المقدسة إلى دار السلام وجوار أوليائه الكرام في ليلة الأربعاء عيد الفطر ( أو ثانيه ) على الاختلاف في رؤية الهلال من السنة 1315 هجـ الخامسة عشرة والثلاثمائة والألف من هجرة سيد الأنام عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.
وقبره المقدس في الحجرة التي فيها قبر العالم الرباني الشيخ ميثم البحراني المتصلة بالمسجد بقرية هلتا من الماحوز من البحرين بوصية منه بذلك، لأنه قد رآه في المنام قبل وفاته بأيام كأنه يعاتبه على تركه الزيارة له والحال أنه من قريب قد زاره فألها شيخنا بأنه طلب جواره، وقد حصل له من التشيع والإكرام ما لم يتفق لأحد من العلماء العظام والملوك والأيام وعطلت لفقده الأسواق سبعة أيام وأقيمت له من المأتم العظام في البحرين والقطيف ولنجة والنجف الأشرف وغيرها في سائر بلاد الإسلام ما يزيد على مائة وخمسين مأتما بالمراثي الكثيرة الجسام وسائر الظلم ولم تر مثل ذلك أتفق لأحد من مشاهير العلماء الأعلام والسلاطين والحاكم ( قدس الله نفسه وطهر رمسه ) وقد ذكرنا أكثر أحواله بتفصيله وأجماله في رسالتنا المسماة بالحق الواضح في أحوال العبد الصالح.
( وله قده ) من المصنفات الرشيقة والتحقيقات الدقيقة جملة وافرة منها كتاب ( زاد المجتهدين في شرح بلغة المحدثين ) والأصل للعالم الرباني الشيخ سليمان الماحوزي البحراني في علم الرجال ذكر في أوله فوائد وقواعد عجيبة في علم الرجال لم يشرح إلا قليلا مجلد حسن، ورسالة (( قرة العين في حكم الجهر بالبسملة والتسبيح في الأخيرتين )) وله ( ره ) رسالة ثانية مختصرة، وله رسالة ثالثة نقضا لرسالة المعاصر الشيخ علي ألستري البحراني كما قدمنا، وله شرح اللمعة، وله كتاب ( سلم الوصول إلى علم الأصول ) أصول الفقه لم يخرج منه إلا قليل، وله كتاب ( إزالة السجف عن موانع الصرف ) في النحو مجلد حسن، وله [ أقامة البرهان على حلية الاربيان ] رد فيها على بعض الشارحين على اللمعة حيث استشكل في حليته وزعم أنه الربيان المنهي عنه في بعض الأخبار وله رسالة في حكم الخارج عن بلد الإقامة سماها (( منهاج السلامة )) وله مع علماء البصرة قصة عجيبة يطول ذكرها لإنكارهم فتواه في المسألة فصنف هذه الرسالة وأرسلها إليهم فسلموا وأذعنوا، وله رسالة في الحبوة وما يحبى به الولد الأكبر رجح فيها إدخال الكتب العلمية فيها كما هو قول بعض القدماء ونطقت به بعض الأخبار، وله رسالة في حكم الجمع في تحقيق العقل وأقسامه جيدة مليحة وله رسالة في صوم يوم عاشوراء أي العاشر من المحرم وتحقيق خبر ابن وهب رجح فيه كراهة لصوم في ذلك اليوم وانه إمساك إلى بعد العصر لا صوم، وله كتاب ( ملاذ العباد في أحكام التقليد والاجتهاد ) مبسوط حيد بذكر الأدلة والأقوال رجح فيه جواز تقليد الأموات من جهة الدليل واحتاط فيه بالمنع لقاعدة الاشتغال وله كتاب [ الدرر الفكرية في أجوبة المسائل الشبرية ] جواب أربع مسائل للسيد شبر مجلد حسن كما تقدم في أصول الفقه وله رسالة جيدة في شرح فقرة من دعاء كميل ( ره ) وهي ( فهبني الخ ) وإعرابها وقد سأله عنها العالم الشيخ حسن ابن الشيخ علي بن عصفور البحراني فكتب جوابها معنى وإعرابا مبسوطا وأرسلها إليه فكتب عليها السائل بعض الإيرادات والاعتراضات فأجاب عنها برسالة أيضا جيدة وله أجوبة مسائل كثيرة في دفعات متعددة للسيد باقر ابن أستاذه السيد علي ابن السيد إسحاق البحراني ( المتقدم ذكره ) وله أجوبة مسائل للشيخ محمد ابن الشيخ عبدالله ابن الشيخ أحمد البحراني متعددة وله أجوبة مسائل للفاضل الشيخ ضيف الله بن سيف وغيره كثيرة مما يبلغ مجلدين وله كتاب ( الصحيفة الصادقية ) سماها [ التحفة الأحمدية للحضرة الجعفرية ] مجلد كبير جدا رتبه كترتيب الفقه من الطهارة بدأ أولا بأدعيتها وتوابعها ثم الصلاة ثم الصيام وهكذا مما هو مختص ببحر الحقائق أبي عبدالله الصادق [ عليه السلام ] أو ما رواه عن آبائه [ عليهم السلام ] والإحراز والعوذ والاستفتاءات كلها فيها باتم تتبع وأحسن ترتيب بقدر العلويين البحرانية والطوسية فجزاه الله خير الجزاء وله حواش عليها وله حواش على كتاب الميرزا الكبير في الرجال والنجاشي، وله منظومة كبيرة في الفقه تبلغ ألفين وخمسمائة بيت، نظم نخبة الكاشاني وله المنظومة الجليلة المسماة [ بالعمدة نظم الزبدة ] للشيخ البهائي في الأصول عجيبة جيدة وله منظومة في الشكوك والسهو مائة وخمسة وعشرون بيتا حسنة جيدة وله منظومة عجيبة في التوحيد غير تامة أيضا وله كتاب ( قبسة العجلان في وفاة غريب خراسان ) صنفها في جدة عند رجوعه من حج بيت الله الحرام وزيارة النبي وآله الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام وقد حصل لهم عطال كثير في جدة فلما كان قبل وفاة الإمام الرضا ( عليه السلام ) بيوم التمس منه أصحابه ورفقاؤه تصنيف وفاة لقراءتها يوم وفاته عليه السلام ولم تكن عنده كتب في هذا الفن فصنف هذا الكتب العجيب في يومه وليلته وذكر الروايات المتضمنة لمناقبه ووفاته وأحواله بالمعنى ومزجها بما يناسبها من الأشعار الجيدة له ارتجالا حتى أكملها وقراءها يوم وفاته عليه السلام وكادت تلحق بالمعاجز والكرامات فلما وصل إلى البلاد كتب الروايات بلفظها وهي الآن تقرأ في أطرافنا كالقطيف والبحرين والبصرة ولنجة أحسن ما صنف في هذا الباب فجزاه الله خير الجزاء وثواب.
وله ديوان شعر في مدح النبي والأئمة عليهم السلام ومراثيهم ( عليهم السلام ) وغير ذلك جمعه بعض الأخوان وطبعه بعد وفاته وسماه ب_ ( الديوان الأحمدي )
خادم تراب المؤمنين المدعو النويدري