مسجد يقع في قرية جد الحاج من المحافظة الشمالية، ويضم ضريح الشيخ علي بن لطف الله الجدحفصي قدس سره الشريف( 1099 – 1142هـ).
عمره ونسبه:
ولد سنة 1099هـ وتوفي في السابع عشر من صفر عند طلوع الشمس من يوم الاثنين سنة 1142هـ رحمه الله، فيكون عمره (ره) 43 سنة فقط. الشيخ علي بن لطف الله بن يحيى بن راشد الجدحفصي. وهو ينتمي لأسرة لطف الله
وهي إحدى الأسر العلمية القديمة في البحرين، والتي من أعلامها هذا الشيخ والشيخ لطف الله بن علي بن عطاء بن علي بن لطف الله، والشيخ لطف الله بن محمد بن عبد المهدي بن لطف الله.
من أبرز ملامحه وصفاته:
أديب لبيب، إمام همام، سيد مطاع، ذكي فطن ظريف. شاعر أديب ، وصفه صاحب أنوار البدرين بـ(الأديب الكامل اللبيب)، ووصفه صاحب كتاب (تتمة الآمل): هو في أدبه وكماله وتفرده بهذا الفن واستقلاله واحد زمانه ونادرة أوانه، لم يسبق إلى ما سبق إليه، ولم يشتمل على ما اشتمل عليه من فطنته وذكائه وفراسته ودهائه وملحه ونوادره وشوارده وبوادره ونكته ولطائفه وظرائفه فإنه أصبح في هذا الفن إماما وسيدا مطاعا وهماما وله اليد الطولى والقدم المعلى في الشعر والإنشاء والتصرف فيهما كيف شاء.
ويبدو من خلال هذا الوصف الجميل الرشيق أنه على جانب كبير من الأدب والإحاطة بعلوم العربية والتمكن من الإنشاء والشعر، على الرغم من قلة ما بقي من آثاره.
كما وصفه صاحب (تتمة الآمل): وله اليد الطولى والقدح المعلى في الشعر والإنشاء، والتصرف فيهما.
من مليح شعره أبيات يتشوق فيها الى أوطانه وأخوانه نظمها في سفر طال عليه في البحر، منها:
يا نسيم الريح إن جئت المقاما فأبلغن عني أحباي السلاما
بلغيهم قبل ما أن تحملي من هداها الروض شيحا وخزامى
سفر قد صار من أهواله فيه كل المستحبات حراما
طال حتى ملت الروح به الجسم والقلب به حل المقاما.
ومن رقيق نظمه أيضا:
صبوت وقد زال الصبا بجنونه ولم تبق إلا ما له من ديونه
فما ذنب جسمي إن أجاب ندا الصبا إذا كان قلبي موثقا من رهونه.
ويذكر الشيخ يوسف البحراني في اللؤلؤة إن للشيخ علي لطف الله مجموعة مسائل في العطارة أجاب عليها والده الشيخ أحمد بن ابراهيم العصفور في رسالة أسماها (الرسالة العطارية).
مرقده:
دفن بقرية جد الحاج 10 كم غرب المنامة العاصمة، قرية تقع على الساحل الشمالي الغربي من جزيرة البحرين، مليئة بالنخيل والأشجار الخضراء، وهي من القرى البحرانية القليلة التي لا زالت تحتفظ بملامحها القروية القديمة.
حدثني قيم المقام أن المسجد لا زال منذ القديم يقرأ فيه أهل القرية عشرة محرم ووفيات أهل البيت عليهم السلام.
ويقال ان المقام هو دار سكن الشيخ وبيته، ودفنت في جواره ابنته الحاجة فاطمة.
متولي المقام وسدنته:
1. السيد ناصر بن السيد علي.
2. ومن بعده الحاج علي بن اسماعيل البهائي.
3. ومن بعده ابنه الحاج اسماعيل بن علي بن اسماعيل البهائي لمدة تزيد على الثلاثين سنة، توفي سنة 2001م 1421هـ.
4. خلفه ابنه الحاج جمعة بن اسماعيل البهائي البالغ من العمر (65) عاما تقريبا، منذ خمس سنوات، (يقول انه من أحفاد الشيخ البهائي).
بناؤه الحالي منذ ما يقارب العشرين عاما، أي في منتصف ثمانينات القرن الميلادي الماضي، بناه أحد المؤمنين الأخيار، وكان سابقا من الجص والطين والدنجل.
كرامات:
نقل عن هذا العالم الجليل بعض الكرامات لا أعلم مدى صحتها لكنها مستفيضة ومتداولة عند أهل تلك القرى وهي جديرة بأهل العلم والتقوى، فقد ذكر لي الحاج جمعة بن إسماعيل قيم المقام الحالي هذه الكرامة نقلا عن أبيه الحاج اسماعيل عن جده الحاج علي بن إسماعيل عن السيد ناصر ابن السيد علي قيم المقام الأسبق، ملخصها: إن الشيخ علي بن لطف الله في سنة من السنين عزم على السفر الى حج بيت الله الحرام وأعد لذلك، ولكنه بعد ذلك أُعلم بوجود غلام يتيم مات عنه أبوه وأمه في الفترة الأخيرة وليس له أخ أو عم أو من يكفله وبقي وحيدا، فقال الشيخ: لا حج هذا العام وسأقوم بكفالة هذا اليتيم، وفعلا قام بكفالته ووهبه منزلا متواضعا وخطب له بنتا مؤمنة من القرية، ولما رجع الحجاج كلما زار الشيخ أحدا من الحجاج وقال له: قبل الله حجّك وشكر سعيك، يقول له الحاج: وأنت قبل الله حجك يا شيخ، وكل واحد يقول له رأيتك تطوف وآخر رأيتك تسعى وآخر في منى وهكذا في سائر المشاعر.
أقول: وهذا شبيه لما حصل لعبد الله ابن المبارك في قصة يذكرها ابن الجوزي في كتابه (تذكرة الخواص).
وقال أن قبر الشيخ معظّم وينذر له.
ونقل لي الحاج جمعة قصة أخرى سمعتها أكثر من واحد من أهالي تلك المناطق منهم الحاج عبد الله الزهيري من سكنة قرية أبو صيبع – الذي يقول أنه من أحفاد الشيخ علي لطف الله – ينقلها عن أجداده، يقول: أنه في سنة من السنين في موسم الحج جلبت إحدى نساء القرية طعاما للشيخ علي لطف الله الذي لم يذهب للحج تلك السنة، وقالت: ياليت ولدي علي حاضر ليأكل من هذه الأكلة فإنه يحبها، يقول ولما انقضت أيام الحج ورجع ابنها بعد ما يقارب من الشهر -لأنهم في السابق كانت وسيلتهم الحمير والبغال لذلك فإن مدة الحج تستغرق مدة طويلة تقرب من ثلاثة أشهر – رأت هذه المرأة الإناء الذي أعطته للشيخ في متاع ابنها، فسألته متعجبة: من أين لك هذا ؟
فقال لها: جلبه لي الشيخ علي لطف الله أيام ما كنا في الحج!
المصدر(بتصرف): الاوقاف :المزارات في البحرين – محمد باقر الناصري
أنا واحد من أحفاده
مب شايف صايره ليي كرامة