منذ آلاف السنين والناس تستفيد من النخلة ومنتجاتها بأساليب مختلفة، تلك الطرق التي انتقلت من جيل لآخر وأثناء هذا التنقل خضعت المعلومات المنقولة لجملة من التحريفات وبهذه الصورة أصبحت المعلومات المتوارثة عندنا في هذا الوقت في عداد الأساطير أو الحقائق الغير مثبتة علميا وبذلك فتح مجال الاجتهاد فيها. سنتناول أحد أجزاء النخلة الذي ارتبط بجملة من المسلمات لدى العامة وقد تصدى لتلك المسلمات عدد كبير من الباحثين ليحققوا فيها مما نتج عن ذلك كم كبير من البحوث العلمية المتخصصة بما في ذلك رسائل دكتوراه متخصصة.
ماء اللقاح وماء «القروف»
يوجد على ذكر النخيل أو الفحال زهور مذكرة تسميها العامة (نبات) وبالعربية الفصحى تسمى (السَّف) وهي التي تحتوي على حبوب اللقاح وتكون هذه الأزهار محاطة بغلاف خارجي بصورة تامة، ويسمى هذا الغلاف (الكافور) أو (القفور) وتسميه العامة قروف (گروف) . عندما يتم وضع حبوب اللقاح في ماء لا تذوب فيه ولكن تصبح معلقة فيه وتذوب فيه فقط تلك المواد التي تذوب في الماء من حبوب اللقاح وهذا يسمى «معلق حبوب اللقاح» وهو يستخدم في العلاجات الشعبية لعلاج الضعف الجنسي وقلة الخصوبة في عدد من الدول. أما القروف ويسمى التلتال في شرق الجزيرة العربية فيحضر منه أيضا مستخلص مائي عن طريق التقطير كان يعرف باسم «ماء القروف» أما الآن فتم التعارف عليه باسمه التجاري «ماء اللقاح» ولا علاقة له بحبوب اللقاح ولا يحضر من حبوب اللقاح.