هو العالم العامل المحدث الصالح التقي الفاضل الشيخ عبد الله ابن الحاج الصالح السماهيجي البحراني، قال في (لؤلؤة البحرين): الشيخ المحدث الصالح الشيخ عبد الله ابن الحاج صالح بن جمعة بن علي بن أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد الله السماهيجي (بالياء المثناة من تحت ثم الجيم أخيرا وهي قرية من جزيرة صغيرة بجنب جزيرة أوال من المشرق وفيها قرية صغيرة تسمى عراد) ثم انتقل منها مع أبيه وسكن قرية أبي إصبع (بالباء الموحدة بين
الصاد والعين) وقد كان (قدس الله سره) أخباريا صرفا كثير التشنيع على المجتهدين وعكسه الوالد (قدس سره) قد كان مجتهدا صرفا كثير التشنيع على الاخباريين وقد عرض في الرسالتين اللتين رد فيهما على الشيخ عبد الله المذكور والحق كما ذكرناه في كتابنا (الدرر النجفية) ومقدمات الحدائق هو سد هذا الباب وإرخاء الستر دونه والحجاب لما فيه من المعائب الكثيرة التي لا تخفى على أولي الألباب، وكان الشيخ المذكور صالحا عابدا ورعا شديدا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جوادا كريما سخيا كثير الملازمة للتدريس والمطالعة والتصنيف لا تخلو أيامه من أحدها، له جملة من المصنفات ذكرها في إجازته للشيخ الفاخر الشيخ ناصر الجارودي الخطي (ره) وكان تاريخ فراغه من هذه الإجازة في بلدة بهبهان عصر يوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر صفر سنة الثامنة والعشرين بعد المائة والألف ه منها كتاب (جواهر البحرين في أحكام الثقلين) رتب فيه الأخبار وبوبها على نهج آخر غير صاحب الوافي والوسائل مقتصرا على كتب المحمدية الثلاثة وهي الكتب الأربعة خرج منه المجلد الأول في كتاب الطهارة وبعض من المجلد الثاني في كتاب الصلاة، وكتاب (المسائل المحمدية فيما لا بد منه من المسائل الدينية)، وكتاب (صحيفة العلوم والتحفة المرتضوية)، ورسالة (التحرير في مسائل الديباج والحرير)، ورسالة صنفها للسيد علوي ابن السيد عبد الله المتقدم ذكره، (أقول سيأتي إن شاء الله تعالى ذكرهما بعد) سماها (عيون المسائل الخلافية فيما لا بد منه في الطهارة والصلاة الأبدية) ورسالة (العلوية) كتبها في جواب ثلاث مسائل كلامية، كتبها جوابا للشيخ علي ابن الشيخ سليمان ابن علي الشاخوري والرسالة الموسومة (بمسائل الجداول وجداول المسائل) ورسالة كتبها لوالده في نسب كنكر ورسالة في أحقية الزوج بتغسيل زوجته والصلاة عليها من الأب والأخ وغيرهما رد فيها على صاحب المدارك، ورسالة في إثبات التوحيد في ثالثة الوتر ورسالة في مسائل المضمرات في علم النحو تسعين مسألة ورسالة في تغسيل النبي صلى الله عليه وآله بسبع قرب من بئر غرس والرسالة البهبهانية في أحكام الأموات اثنتان وعشرون مسألة، ورسالة أخرى منتخبة منها بالفارسية ورسالة في جواب مسئلتين أحدهما جواز التنقل بين الفجر وطلوع الشمس والثانية أفضلية الصلاة ولو قضاء على التعقيب، ورسالة في إثبات اللذة القبلية عقلا ومنها شرعا، ورسالة في مسألة من مسائل الحيض والرسالة الموسومة (بحقيقة التعبد في وجوب التشهد) ورسالة في ضمان ما أكلته البهائم ليلا لا نهارا والرسالة الموسومة (بالكافية) في النحو إلا أنها لم تكمل ورسالة في إجبار الزوج على الإنفاق على زوجته وكسوتها والمنظومة الموسومة (بتحفة الرجال وزبدة المقال في علم الرجال) ورسالة (البلغة الصافية والتحفة الوافية)، وكتاب (ارتياد ذهن النبيه في شرح من لا يحضره الفقيه) إلا أنهما لم يكملا والرسالة السليمانية ورسالة في مسألة لا ضرر ولا إضرار، ورسالة الإنتصار للأصحاب على صاحب المدارك في كون المئزر من الكفن ومخالفتهم في كونه غير واجب، ورسالة في شرح حديث مشكل في أصول الكافي في الأسماء، ومنظومة الرسالة الاثني عشرية في الصلاة للشيخ البهائي (ره)، ورسالة في أن المتصرف في الملك بالتصرف الشرعي لا ينزع من يده إلا بالبينة بكونه غاصبا أو تشهد بأن الملك للمدعي إلى الآن، ورسالة كتبها في خراسان رد فيها على الملا سلمان ابن الملا خليل القزويني في تحقيق النفر والرهط الذين تجب عليهم صلاة الجمعة، ورسالة في تحقيق مقدم الرأس الذي يجب مسحه لم تكمل، ورسالة في ما يجوز وما لا يجوز بيعه من الأوقاف، وكتاب (مصائب الشهداء ومناقب السعداء) وهو خمسة مجلدات، ورسالة في جواز أكل الحلال المختلط بالحرام إذا كان غير محصور، والرسالة النوحية كتبها في جواب للشيخ نوح بن هاشل تتعلق بأصول الفقه، وكتاب (رياض الجنان المشحون باللؤلؤ والمرجان) وهو بمنزلة الكشكول وكتاب الخطب التي أنشأها للجمع والأعياد وهذا ما كتب (قدس سره) وقد نسي و(منية الممارسين في أجوبة الشيخ ياسين) وهو أحسن ما صنفه وقد كان والدي (قدس سره) يعترض عليه في مواضع عديدة من هذا الكتاب وقد استكتبه لقصد تصنيف كتاب في رد ما اختار رده في بلدة القطيف، ثم عاجلته المنية وحالت بينه وبين تلك الأمنية وكان يعترض عليه بأنه لشدة الاستعجال في التصنيف وحب كثرة المصنفات كانت مصنفاته خالية من التحقيق غير مهذبة ولا منقحة وهو كذلك كما تقدمت إليه الإشارة في ترجمة الشيخ محمد الحر العاملي (ره) توفي (قدس سره) في بلدة بهبهان حيث إنه استوطنها لما أخذت الخوارج بلدة البحرين وكان قد خرج من البحرين في الوقعة الثانية من وقائع قوم الخوارج إليها وكانوا قد أتوا أول مرة في غراب واحد وانضمت إليهم الأعراب من أعداء الدين فرد الله كيدهم في نحورهم ولم يتمكنوا من أخذها ثم بعد سنة قدموا في سبع برش وانضمت إليهم الأعراب وقد أرسل السلطان شاه حسين خان من أهل الدشت مع جملة من العسكر قبل وصولهم فانحدروا أيضا عليها في جم غفير وكان أهل البحرين قد استعدوا بالأسلحة وساعدهم العسكر المذكور فوقع الحرب وهم في السفن فقتل منهم جماعة فردوا بالخيبة، وبعد رجوعهم سافر الشيخ عبد الله المذكور إلى أصفهان للسعي في مقدمة البلد المذكورة عند الشاه وقد كان شيخ الإسلام بأصفهان، أنه لما كان لأمور الشاه المزبور مدبرة رجع بالخيبة مما أمله وتوطن في بلدة بهبهان لظنه رجوع الخوارج إليها واتفق رجوع الخوارج إليها مرة ثالثة اتفق رأيهم على حصار البلد والمنع من الدخول والخروج إليها وانضمت لإعانتهم أيضا أعداء الدين من الأعراب فالشيخ لما سمع ذلك توطن في بلدة بهبهان وأخذوها بعد الحصار مدة مديدة وكانت وفاته (قدس سره) ليلة الأربعاء تاسع عشر شهر جمادي الثانية سنة الخامسة والثلاثين والمائة والألف تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته، انتهى كلامه علا مقامه. (قلت): وهذا الشيخ من أكابر العلماء العاملين والفقهاء الورعين ذكره كل من تأخر عنه كصاحب (منتهى المقال) و(الروضات) و(المستدرك) وغيرهم وله كتب كثيرة لم يذكرها هو في إجازته ولا صاحب اللؤلؤة في لؤلؤته ولعلها متأخرة عن الإجازة منها كتاب (ذخيرة العباد لترجمة زاد المعاد) عربي قدم فيه وأخر وأزاد واختصر وفيه إيرادت على المصنف وهو من أحسن كتب الأدعية ومنها رسالة (التهاني والتعازي في مواليد النبي الأئمة عليهم السلام ووفاياتهم) يذكر فيها الأقوال ويختار ما يختار حسنة ورسالة (إسالة الدمعة لعين المانع من صلاة الجمعة) رد فيها على الفاضل الهندي في (كشف اللثام) ونقض عبارته في بحث صلاة الجمعة نقضا محكما حيث أن الفاضل المذكور ذهب إلى تحريمها في زمن الغيبة والمحدث المذكور يرى وجوبها عينا وكان من المعاصرين له ومنها رسالة مبسوطة سماها (القامعة للبدعة في ترك صلاة الجمعة) ورسالة أخرى في الجمعة مختصرة جواب مسألة عنها ورسالة في ثلاث مسائل عملها في مشهد الكاظمين وله أجوبة مسائل كثيرة متعددة مبسوطة وكل ذلك عندنا ولله الحمد وله رسالة في نفي الاجتهاد وعدم وجوده في زمان الأئمة الأمجاد وله رسالة في صلاة الليل سماها (ناشئة الليل) ذكرها بعض الأصحاب ونقل منها وله الإجازة الكبيرة للشيخ ناصر الجارودي القطيفي (ره) وبعد وفاته ضاعف الله حسنا قام مقامه في بلدة بهبهان العالم العامل التقي.
م: انوار البدرين