ملاحظات عاجلة إلى ادارة الآثار والمتاحف، في يوم الاحد الماضي بتاريخ 2 مايو/ أيار 2010، أعلنت إدارة الآثار والمتاحف التابعة لوزارة الاعلام عن اكتشاف مبانٍ تاريخية قديمة تعود للقرن الخامس عشر الميلادي وذلك خلال الموسم الأول لهذا العام وذلك بموقع حلة العبدالصالح، اذ تم الكشف خلال التنقيب عن حصن مدعم ببرج دائري ومرافق وغرف وعدد من الحمامات والبرك والكشف يدل على فن معماري اثري وتقنية عالية وتصميم هندسي رائع كما ورد في الخبر فالكشف يعد ذا أهمية وقيمة تاريخية من حيث النمط المعماري والفترة الزمنية، حيث يتضح ذلك من خلال الأعمدة والأقواس وغيرها من الجدران القديمة وتم العثور على خزفيات ملونه وأخرى فخارية كما اعلن عن احتوى المبنى على مجموعة من غرف تخزين التمور ومدابس وفي نفس الموقع تم العثور على
مجموعة من الأصداف والخرز والقطع المعدنية.
وفي نفس السياق صرح المسئولون في الوزارة أن فريق التنقيبات الأثرية سيواصل أعماله لمعرفة
تفاصيل داخلية للحصن. الذي قد يكشف عن ملحقات معمارية أخرى، وقالت: «إن هذا الكشف الأثري يضيف معلومات عامة لطبيعة الاستيطان القديم في هذه المنطقة المكملة تاريخيا لموقع قلعة البحرين وللاستيطان الإسلامي بموقع سار». انتهى الخبر ولي كلمة للاخوة في ادارة الاثار.
هذا الخبر اسعدني كثيرا كما اسعد الكثير من مواطني هذه الجزيرة لما له من ارتباط وثيق بهوية هذا الوطن الذي نحن جزء منه، هذا الاكتشاف الاثري له قيمة لا تقدر بثمن فكل موقع اثري يجب ان يصان ويحافظ عليه لأنه امانة ليس للحاضر فقط بل للمستقبل فنحن لا نريد ان نورث للاجيال القادمة وطنا بلا هوية فالمستقبل يبنى على التاريخ والجذور والحضارات المضمحلة التي يعتز بها كل من ينتمي لوطن ذي حضارة وتاريخ واصالة. لا اخفيكم انني ذو فضول وشغف لكل ما هو تاريخي وتراثي يتعلق بهذا الوطن فمنذ فترة وانا اتابع اعمال التنقيب عبر زيارات ميدانية مباشرة ولدي بعض الملاحظات حول اداء الادارة في عمليات التنقيب واتمنى ان تؤخذ بعين الاعتبار لما لها من اهمية وارتباط بهوية الوطن.
في يوم الثلثاء قمت بزيارة لموقع التنقيب وهناك تابعت تفاصيل الموقع الاثري الذي كنت ارجح منذ عامين تقريبا انه يخبئ اثارا ولقى اثرية وهذا حال التلال المرتفعة في تلك المناطق ذات الاثار القديمة والقيمة وما يهمنا الان هو الملاحظات وهي كالتالي:
– اثناء زيارتي شاهدت 35 عاملا ينقبون ويحفرون في الموقع خمسة منهم بحرينيون وثلاثون عاملا آسيويا وللاسف انهم لا خبرة لهم ابدا في مهمة التنقيب فما شاهدته اذهلني فكيف يسلم موقع اثري لا يقدر بثمن لعمالة اسيوية همها هو انهاء العمل فقط.
– شاهدت بعض اللقى الاثرية التي تعود لجرار فخارية مكسرة حديثا عبر دهسها او جرفها بآلات الحفر من قبل العمالة الآسيوية، وصدقوني عندما وقفت على احد الاسيويين يحفر بالمعول (كزمة) جدارا يحوي بعض القطع الفخارية الواضحة، بذلك المعول كان يهدم تراثا وارثا تاريخيا اذا تفتت فلن يعود وحين سألته هل انت تعرف ما تقوم به قال انا عامل اي انه لا يملك خبرة في التنقيب.
– سؤال وجيه للسادة في ادارة الاثار: أليست عقود وزارة الاعلام تشترط ان تكون نسبة البحرنة 100 في المئة فكيف نجد من بين 35 عاملا خمسة بحرينيين فقط؟ وهذا خلاف العقد او الشرط ولا يمكن تسليم كنوز اثرية لبعض الآسيويين بهدف زيادة الربح اذ ان الاسيويين يتسلمون راتبا اقل بخلاف البحريني الذي يتسلم 200 دينار.
– اثناء معاينتي للموقع شاهدت البرك بمختلف الاحجام واسفلها قنوات مائية ممتدة لم يكشف عن نهايتها وبئر بطول خمسة امتار وبعض المدابس القديمة وكذلك بعض الجدران الممسوحة بالجص وبعض اللقى الاثرية من القطع الفخارية واسطوانتين ذاتي اشكال هندسية مميزة ومن خلال خبرتي المتواضعة استطيع القول بان بعض ما شاهدته يعود لما قبل القرن الخامس عشر الميلادي بخلاف ما اعلنت عنه الادارة الموقرة فالاستيطان البشري القديم في هذا الموقع يتعدى هذه الفترة بكثير وتحديد الفترة الزمنية يحتاج الى تأتي ودراسة لمحتوى الموقع.
– وسؤال اخير الى الاخوة في الادارة وهو هل سيهمل هذا الموقع الاثري كغيره من المواقع الاثرية التي كنت اتمنى انها لم يكشف عنها لتحتفظ بها الارض والتراب اذ كشفها يعرضها للتلف والتخريب فهل سيحاط الموقع بسياج ويرمم ليكون معلما سياحيا اثريا يقصده الزوار والسياح؟
اكتفي بهذه الملاحظات التي اتمنى ان تؤخذ بعين الاعتبار كما لا انسى ان اشيد بهذا الاكتشاف القيم واتمنى ان يتواصل التنقيب ولا يقتصر على مواسم متقطعة فالعمران يزحف ويتوسع وقد يستبق المنقبين فتضيع اثار ومواقع قد تكون قيمتها بحجم حضارة كدلمون او تايلوس.
جاسم حسين آل عباس
للاطلاع على صور الاسيويين http://www.jasblog.com/wp/?p=5028
المصدر الوسط – http://www.alwasatnews.com/2804/news/read/420083/1.html
المقال في الوسط