كتاب الشيخ علي بن عبد الله البربوري البحراني (تحميل)

مخطوطة الشيخ علي البربوريدراسات وبحوث: الشيخ علي بن عبد الله البربوري الأوالي البحراني
مقدمة الدراسة: تعتبر ((بربورة)) التي  تعرضت لحملة إخفاء مقصود لهويتها التاريخية باسم غير حضاري ومتخلف هي إحدى القرى الكبرى في البحرين، فقد سعى البعض إلى استبدال اسمها بـ "هورة سند" وهو اسم لا وجود له في تاريخ البحرين ولا في خرائطها الجغرافية والتاريخية ولا في وثائقها الثقافية والروحية، بل أنه لفظ مقزز في معاجم اللغة وقواميسها.

وظلت " بربورة " كبلدة أصيلة في تاريخها قائمة وعامرة حتى نهاية العقد الثاني من القرن العشرين المنصرم، إذ تدل كتابات بعض الوثائق المنسوخة والمخطوطات والرسائل المكتوبة بخط اليد التي تركها أهل المنطقة بأن قسماً من أهاليها كانوا في البلدة ((بربورة)) حتى عام 1318 هـ وما بعده من سنوات، ثم بدأت العائلات العشرين الباقية فيها آنذاك فيما بعد هذا التاريخ في الانتقال عنها والرحيل إلى قرى مجاورة كقرى " النويدرات والمعامير وسترة " المجاورة إليها، وبعض هذه العائلات رحلت إلى خارج البحرين قبل هذا التاريخ نتيجة الهجمات الخارجية عليهم واعتداءات البدو والأعراب الذين دخلوا البحرين عنوة وأفسدوا الحياة على سكانها الأصليين، فانتشروا مشردين في جنوب العراق وغرب إيران ونواحي القطيف والإحساء.
llllllllll وكما توافر لنا من معلومات فإنَّ كتابات بعض النساخين المحليين البحرانيين، والجغرافيين الأجانب أمثال "لوريمر"، وكذلك المؤرخ الأوربي "روبرت جارمان" قد أشارت بوضوح إلى وجود بربورة وعدد متبقي من العوائل قاربت عشرين بيتاً ما تزال تعيش في بربورة أثناء زيارة المؤرخ والجغرافي البريطاني "جون جوردن لوريمر" للقرية سنة 1904م، ثم بدأت في التضاؤل التدريجي حتى أصبحت في نهاية العشرينات من القرن العشرين بلدة خضراء بلا سكان سوى ما كان يرتادها من أهلها النازحين أو من أبناء القرى المجاورة في فترة القيظ بفصل الصيف طلباً للراحة وتخفيفاً لدرجات الحرارة في أرضها الخضراء وبحثاً عن مياها الجارية وعملاً في أراضيها لجني محاصيلها الزراعية فيها.
ومما ينبغي التنويه إليه بأنَّ بلدة "بربورة" التي كانت في حجمها الجغرافي أشبه بمدينة كبيرة ممتدة في شريط جغرافي أخضر كان يشكل حزاماً طويلاً، وظلت الذاكرة التاريخية – الاجتماعية راكدة لدى البعض من أبناء شعبنا حتى أثار حولها بعض المتنفذين ممن يعانون من حساسية في انتمائهم، فبدأ بعض الباحثين العودة إلى بعض الوثائق التاريخية والمخطوطات الثقافية لكشف جانب من تاريخها الثقافي وهويتها التاريخية – الاجتماعية، وتطلبت عمليات الكشف عن هذا التاريخ محاولات تقصي لمعرفة بعض علماء بربورة وما قدموه من فعاليات تتناسب وعمق قريتهم التاريخي وانتمائها الوطني الذي يتجاوز أكثر من خمسة قرون هجرية متتالية على أقل تقدير.
وقد أنجبت هذه البلدة التاريخية عدداً من علمائها شاركوا في العمليات الثقافية، وعادة ما كان ينتسب أبناء كل بلدة في بلادنا إلى بلدتهم، ويضيفون عليه لقب ((البحراني)) توضيحاً لنسبهم الشخصي وبيناً لهويتهم الوطنية، فتكررت في كتب التراجم وأدبياتها ألقاب الماحوزي البحراني، الدرازي البحراني، الستري البحراني، وهكذا دواليك.
وقد كنَّا قد تعرفنا على مجموعة من علماء بربورة في عدد من كتب التراجم وبعض المخطوطات والرسائل المنسوخة، والمصنفات التي كتبها علماء بربورة أنفسهم وعلماء آخرون، فبدأنا في ظروف صعبة كتابة تدوين جزء من هذا التاريخ الثقافي، وذلك عندما أعددنا دراستنا المطولة إلى حد عن بلدة بربورة التي تكونت من عشر فصول، ومجموعة وثائق ثقافية وتاريخية مكتوبة، ويمكن للقارئ الكريم مراجعة جزء من هذه الدراسة في كتابنا " بربورة وشهادة التاريخ " وكذلك الحلقة رقم (8) من سلسلة كتاب للجميع التي تصدرها جريدة الوسط البحرينية، وكان عنوانها " بربورة قرية مندثرة "، وأشرنا إلى مجموعة العلماء الذين تعرفنا عليهم من مصادر تاريخية وثقافية مختلفة.
اعداد الباحث الاستاذ يوسف مدن النويدري

صيغة الملف PDF

حجم الملف 4MB

لتحميل الملف اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *