فلكلوريـــات جدحفصيــــة (بيت لمعلمـــة )

athr034(خيركم من تعلم القرآن وعلمه) تاريخ التعليم الديني في جدحفص قديم جدًا منذ دخول الإسلام إلى جزيرتنا فقد وجدت بعض المساجد القديمة التي كانت أديره و كنائس قبلاً , و تحولت إلى مساجد بعد تشرفها بالإسلام .. منها مسجد اللوزة والذي قيل عنه أنه من أوائل المساجد التي أقيمت فيها صلاة الجمعة في جزيرة أوال إن لم يكن أولها , و منها مسجد السوق القديم و مسجد السدرة الذي اتخذه العلامة ال شيخ داوود بن شافيز حوزةً له , فمن هنا انتشرت التعاليم الإسلامية السمحاء في المنطقة .. و في هذه البلدة اليوم ما يبلغ الثلاثون مسجدًا معظمها قديمة .. بالإضافة للحوزات و المدارس العلمية التي تخصّ الفقهاء والعلماء المعلمين كحوزة الشيخ داوود بن شافيز وحوزة السيد ماجد الصادقي الجدحفصي وغيرهما من الحوزات العلمية القديمة التي تخرَّج منها العديد من العلماء الربانيين والعلماء القضاة والعرفاء

والشعراء والأدباء الأجلاء لما قبل الخمسمائة عام مضت.
و أما ما بقي الآن منها حوزة المرحوم الشيخ عبد الحسن وحوزة جدحفص للنساء (الرسول الأعظم) وحوزة السلام بفريق الزراع وكذلك مركز جدحفص للتعليم الديني بفريق البناية بالقرب من مسجد الذهبة.
تقام فيها الدروس الدينية وتعقد الندوات والمحاضرات تمامًا كباقي الحوزات العلمية بالنجف الأشرف و كربلاء و قم , ويتواجد في جدحفص منذ القدم العديد من المطاوعة أو الكتاتيب وأشهرهم من المتأخرين كلاً من السيد جواد الكامل و الملا عبد الله البلغة والملا مسعود سند .. وهؤلاء الثلاثة تم اختيارهم كأول طاقم تدريسي بمدرسة الخميس والتي كان يطلق عليها آنذاك بمدرسة المباركية الجعفرية و التي أسست عام 1927 إضافة إلى المعلم والكراني المرحوم الملا علي بن الشيخ الحرز صاحب مكتبة العلى فكان ممن يكتب الأحراز وينسخ الروايات والمراثي الحسينية .
تكثر في السابق وحتى نهاية السبعينات بجدحفص وربوعها بيوت تعليم القرآن الكريم ولا يخلو حيٌّ من أحيائها من بيت أو بيتين أو أكثر لتعليم القرآن الكريم وتقوم بدور وإدارة تلك المهمة امرأة من ذوي الخبرة في القراءة والتجويد للقرآن الكريم وغالبًا ما تكون تلك المعلمة في نفس الوقت خطيبة مأتم وحسينية وتعرف محليًا بـ (قارية أو مُلاية) و في الغالب هن من الملايات الكبار في الحي .. و إما التلاميذ والتلميذات من الجنسين يطلق عليهم ( الوليدات ) كأبناء وبنات المعلمة نفسها, ومن المعلمات الشهيرات في جدحفص وهن بالتسلسل وحسب الفريق:
و أما بيوتات تعليم القرآن الكريم فهي كالتالي :
1- بيت الحرز.
2- بيت المدني.
3- بيت آل سند.
4- بيت القصاب.
5- بيت فردان .
6- بيت المؤذن .
7- بيت الكويتي.
8- بيت عمران.
9- بيت المشعل.
10- بيت زين الدين.
11- بيت الحاج خلف.
12- بيت السماك.
13- بيت عبد اللطيف.
وأما المعلمات القديرات وهم كالتالي :
فريق الصاغة:
1- المعلمة الكبيرة المرحومة فاطمة أم السيد عدنان القصاب لها النصيب الوافي من التلميذات وتخرج على يديها هم اليوم من مدرس ومدير أو صاحب منصب كبير وكانت من قراء المجالس الحسينية ومن كبار الملايات .
2- المعلمة الكبيرة خاتون أم ميرزا عمران وتتلمذ على يديها عدد كبير من الجنسين وهي من قراء المآتم الحسينية .
فريق السوق القديم:
1- المعلمة والقارئة القديرة زهرة بنت علوي أم المرحوم محمد المؤذن وتتلمذ على يديها عدد كبير من الجنسين وهي من قراء المجالس الحسينية ومن كبار الملايات أيضًا .
2- المعلمة القديرة حسينية بنت السيد علي أم علي المؤذن تتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي من قراء المجالس الحسينية ومن الملايات .
3- أم السيد سعيد السيد شرف حرم المرحوم السيد شرف السيد علوي ببيت الفردان تتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي من قراء المجالس الحسينية ومن الملايات .
4- المعلمة القديرة الحاجة أم جعفر حرم الحاج عبد علي الفردان ببيت الفردان تتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي من قراء المجالس الحسينية ومن الملايات .
5- المعلمة والقارئة الكبيرة أم سيد علي المرحومة علوية بنت إبراهيم بن دعبل حرم المرحوم السيد علوي بن درويش خرجت المرحومة أفواجًا من المعلمات والقارئات منهم من هو موجود ومنهم من توفاه الله لرحمته ومن ضمن من تتلمذوا على يديها هم : الأستاذ علي عبد الحق , الحاج عبد الله الحداد , الحاج علي فضل , الحاج جمعة زهير .
فريق السلطاني:
1- المعلمة والخطيبة العالمة الجليلة الحاجة سكينة بنت المرحوم العلامة الشيخ أحمد الحرز حرم العلامة السيد عدنان الموسوي والتي تعد من أشهر معلمات القرآن في المنطقة فكانت مقصدًا للسائلات والمستفسرات عن الأمور الشرعية , ذات مكانة ومنزلة عالية من العلم والرفعة, ترجع إليها نساء المنطقة في كثيرٍ من الأمور.. تتلمذ على يديها عدد كبير من الجنسين ومنهن من أصبحن من كبار المعلمات .
2- المعلمة الكبيرة المرحومة أم الحاج عبد الله سند تعد من أكابر معلمات القرآن في جدحفص تتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي من قراء المجالس الحسينية و من كبار الملايات .
3- المعلمة القديرة المرحومة أم السيد سعيد المشعل تتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي من قراء المجالس الحسينية ومن كبار الملايات القديرات.
4- المعلمة والقارئة الشهيرة معصومة بنت السيد عطية أم الأستاذ ميرزا زين الدين الدرازي تتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي من قراء المجالس الحسينية ومن كبار الملايات وصاحبة الجلوات .
5- المعلمة القديرة أم سمير سند تتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي من قراء المجالس الحسينية ومن كبار الملايات ومديرة مأتم سند .
6- المعلمة القديرة أم حسين حرم المرحوم علي خلف تتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي ومن كبار قارئات المجالس الحسينية.
7- المعلمة القديرة أم حسن حرم الشهيد عبد الله المدني , تتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي من قارئات المآتم الحسينية.
8- المعلمة القديرة المرحومة الحاجة فاطمة تتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي من كبار قارئات المجالس الحسينية ذات المكانة والوجاهة السامية .
9- المعلمة القديرة أم سيد أمين السماك حرم السيد جواد السماك , تتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي من قارئات المآتم الحسينية.
فريق البناية :
1- المعلمة القديرة الكبيرة الحاجة شهزلان الشيخ أحمد الحرز تربت في بيوت العلم وتتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي من كبار قارئات المجالس الحسينية .
فريق الشاري:
المعلمة القديرة أم محمد حرم المرحوم الشاعر الحاج جعفر سند , تتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي من قارئات المآتم الحسينية.
فريق عين الدار:
المعلمة القديرة أم أحمد حرم المرحوم الحاج عبد اللطيف تتلمذ على يدها عدد كبير من الجنسين وهي من قارئات المآتم الحسينية. فأسمائكن لوحة شرف ناصعة مشرفة في تاريخ جدحفص الحافل بذكر الله .
فقد ذكرت إحدى المعلمات الكبار كان في أحياء جدحفص وحدها ما يفوق الأربعين معلمة قرآن في زمنٍ واحد و لم يكن حينها غير متعلم من أبنائنا وبناتنا سوى القليل منهم .
هذه أسماء أشهر المعلمات ممن أعرفهن واللاتي استطعت تذكرهن رحم الله من ماتت منهن وعافى وأطال في أعمار الباقيات , يا من أديتن أكبر وأجل وأسمى خدمة وواجب في هذه الدنيا لكن الفضل الكبير على مجتمعكن يا من لهجت ألسنتكن بذكر الله ليل نهار .. أتاكن الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وهو نعم المكافئ , وستبقى أسمائكن لوحة شرف ناصعة مشرفة في تاريخ جدحفص الحافل بذكر الله و بهذه الخدمة الشريفة وغيرها من المحافل العلمية الجليلة التي قام بها أهالي (مدينة العلم والعلماء) في أوال سميت بهذا الاسم السامي الذي تميزت به منذ القدم .
صفات المعلمة:
تمتاز معلمة القرآن في الغالب بالخلق الحسنة من طيب وصبر وحنان ولطف ورحابة صدر فهي كالأم لتلاميذها تصبر على ما تكره من سوء تصرف البعض وتحن على الضعيف وتزور من يمرض منهم في بيته كل تلك الخصال الحميدة مستوحاة من تعاليم القرآن الكريم وسنة الرسول الكريم وآله الأطهار فهي مربية من الطراز الأول.
شروط قبول التعليم :
تشترط المعلمة في قبول الوليدات على أهل المتعلمين قبل التعلم ببعض الشروط التي يجب أن تتوفر فيهم وأبرزها الأمانة والشرف والمصداقية والنزاهة والأخلاق والانتظام وإن جاءهم متعلمًا متحولاً من معلمة سابقة للتعلم لديهن يشترط تزكيته من قبل المعلمة الأولى بأن تشهد له بالخصال الحميدة وبحسن السيرة والسلوك حتى ينضم إلى صفوفهم كل ذلك حرصًا من المعلمة على سلامتها وسلامة وليداتها من الانحراف .
الوقت :
هناك وقتين للتعليم في اليوم الفترة الصباحة يبدأ دوامها من الصباح الباكر حتى أذان الظهر والفترة المسائية .. و يبدأ دوامها من بعد وجبة الغداء حتى أذان المغرب .
الأجرة :
طبعًا تؤخذ من المتعلمين أجرة وبشكل أسبوعي وعادةً ما تكون يوم الأربعاء الذي هو ما قبل العطلة الأسبوعية وهي يومي الخميس والجمعة و ذلك للراحة والتفرغ والاستعداد للعبادة بليلة الجمعة ويومها وقيمتها خمسة وعشرون فلسًا ( أربع آنات ) من عملة ذلك الزمن حتى وصلت لـ( ربيه ) أسبوعيًا أي مائة فلس, ولحفظ كل جزء من القرآن يُقدم للمعلمة مبلغًا من المال وإما أجرة جزء عم تُعطى المعلمة أكثر من بقية الأجزاء والسبب أنه يعتبر من الأجزاء التي تكلف الوقت والجهد للمعلمة لكون أن في مقدمة هذا الجزء أهم أساسيات تعليم القرآن من تهجئة الحروف وإعراب الكلمات .
المكان :
تخصص المعلمة جزء واسع وبارز من البيت للتعليم مفتوح مظلل ,و مهوى بالصيف وبالشتاء داخل اللياوين المسترة لحماية الوليدات من البرد.
يجهز للوليدات جرة ماء بلاستيكية لحفظ الماء مع بعض الثلج وقديمًا جرة مصنوعة من الطين (حب) مع كاس من المعدن يتحمل الشطحات ويقوم بملئه وتجهيزه الوليدات أنفسهم.
عدد التلاميذ والتلميذات:
ويعتمد عدد الوليدات على حسب خبرة المعلمة ومكانتها ومساحة البيت والمكان المخصص للتعليم وكذلك نوعية التنظيم المتبع في التعليم وكلما زادت خبرة ومكانة المعلمة ومساحة المكان زاد عدد الوليدات وبالعكس,
تستغل المعلمة وجود الكم الكبير من الوليدات فتحضر لهم بعض المواد الغذائية الخفيفة كالبسكويت وأكياس الشبس ورقائق البطاطس والآيسكريم وبعض المكسرات(حب الرقي وحب الفساد وحب الشمسي ) وبعض المشروبات الغازية لبيعه عليهم لسد الجوع عند الحاجة , وقديمًا يباع على الوليدات حلوى السمسم وبعض المكسرات كحب الرقي وغيره ومشروبات غازية .
الزي والملابس:
تحرص المعلمة على أن يحضر المتعلمين بلباس الحشمة والوقار وبالخصوص الفتيات وإن كان لباس الحشمة هو السائد والمتبع في المجتمع البحراني الأصيل, وهو السروال الواصل لأقصى القدمين والنفنوف الساتر للرقبة واليدين حتى الأصابع والبخنق أو الحجاب مع مراعاة الحشمة في الحركات وليس هناك شكل و لون معين للباس كالمدارس الرسمية.
طريقة التعليم :
يحضر كل متعلم معه كتاب جزء عم أو القرآن , يشتريه من بعض المكتبات المحلية أو من المنامة وتوفر بعض المعلمات أجزاء لبيعها على المتعلمين وذلك لتسهيل الأمر, يفصل بحجم الجزء أو القران كيس قماشي بطرفه خيط متين للربط ولحفظه بعد الاستخدام وذلك صونًا وتقديرًا لهذا الكتاب المقدس. وكذلك يحضر معه كرسيّ خشبي مصفح ويفتح شكل علامة الضرب في الرياضيات ( x) بشكل منفرج تمامًا ومخصص للقراءة ومريح ,يجلس المتعلم على كرسي خشبي بارتفاع 15 سم وقديمًا يجلس على ظرف مصنوع من خوص النخيل الذي كان بالأساس مخصص لحفظ التمر.
تباشر المعلمة الرسمية تعليم الكبار من الوليدات واللاتي وصلن لمرحلة متأخرة من التعليم في القرآن أو الفخري أو وفاة النبي (ص) تساعد المعلمة الرسمية بعض من الوليدات الكبار اللاتي سبقن المتعلمين ولو ببعض الأجزاء من القرآن إما قبل بدء دورهم في التعلم أو بعده لتسهيل وتيسير أمور بعضهم البعض , كيفية التعليم عادة تكون المتعلم مقابل المعلم من جلوس متربع وفي الغالب أن المعلم يكون أرفع من المتعلم في الجلسة ليتسنى للمعلم متابعة القص بخوصة نخيل أو عود بلاستيكي تفاديًا لمس الحروف الشريف ومتابعة بدقة مع المتعلم وإن كان أكبر منه سنًا وحجمًا كما
يتعلم الجميع من كلا الجنسين معًا وغالبًا ما يتهرب الأولاد قبل نهاية المدة المقررة للتعليم , غالبًا ما تعلم البنات الأولاد وليس العكس , المواد التي يتعلمونها عند المعلمة هي بدايات القراءة ومنها ما هو موجود في جزء (عم) من القرآن الكريم وهو عبارة عن أبجديات اللغة العربية وتهجئتها على سبيل المثال تبدأ المعلمة بتعليمهم الحروف وتهجئتها كألف لا شيء له والباء نقطة من فوق والتاء نقطتين من فوق والثاء ثلاث نقاط من فوق الجيم نقط من فوق والحاء لاشيء له والخاء نقطه من فوق وهكذا ومن ثم الدخول في البسملة ك (بي كسر بي- سين ساكن بس – ميم كسر مي بسم – ألف لام شده خنجري لام الل – ها كسر هي الله – الف لام شده نصب الر الر – حا ساكن الرح – ميم خنجري م الرحم – نون كسر م الرحمن – ألف لام شده نصب الر الر- حاء كسر حي الرح – ياء ساكن الرحي- ميم كسر م الرحيم فتجمع البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) هذه كيفية تهجئة الحروف المكونة لآية البسملة كسبيل المثال وغيرها بالفعل تكلف الوقت والجهد والعناء وبالخصوص لمن هم من ذوي الاستيعاب الصعب (عميان القلب) .وحين ينتهي المتعلم من أبجديات الحروف يبدأ بسورة الفاتحة وبقية قصار السور ثم يدخل في جزء تبارك ومن ثم يعود حتى سورة البقرة حتى البقرة , ومن حين وآخر تقصد أم المتعلم بيت المعلمة للسؤال عن مستوى التلميذ ومدى استيعابه وكذلك عن سلوكه , حتى ينتهي من حفظ القرآن ويتم تكريمه وتكريم معلمته التي علمته وحفظته القرآن باحتفالية يحضرها كل من يتعلم في بيت المعلمة بعد أن يزين بملابس جديدة وغترة وعقال إن وجد وحسب الحال والرغبة ويدعى لحفل الحفظ بعض من إخوته وأصدقائه وبعض وليدات المعلمات المجاورة بوسط الفريق أو بمسجد أو مأتم ومن المساجد التي تتم فيها الاحتفالية مسجد الشيخ يحيى الحكيم المعروف بمسجد بنت يحيى إن كان عليه نذراً من قبل والديه ويقدم في هذه الاحتفالية وجبة غداء مموش أو بعض الحلويات من ( جاكليت وبرميت ونخج ملبس ويرش عليه ماء الورد وينثر على رأسه المشموم وبعض الورد إن وجد ويقدم مبلغًا من المال للمعلمة وبعض الهدايا من قبل والديه طبعًا عند التعلم يوضع المتعلم جزء عم أو القرآن الخاص به على كرسي خشبي مصفح ويفتح شكل علامة الضرب في الرياضيات ( x ) بشكل منفرج تمامًا ومخصص للقراءة ومريح ,يجلس المتعلم على كرسي خشبي بارتفاع 15 سم وقديمًا يجلس على ظرف مصنوع من خوص النخيل الذي كان بالأساس مخصص لحفظ التمر.
المكافآت الحوافز:
بعض المعلمات تخصص هدايا عينية أو مالية أو بعض الحلويات للمجتهدين والمؤدبين والصالحين كحوافز ويكونوا لديها من المقربين وبالخصوص إذا كان المتعلم فقير .
العقوبات:
لا تترك المعلمة الأمور من غير متابعة وملاحظة وبالخصوص في جمع من الأولاد والبنات وفيهم من هو شري الطبع وسيئ السلوك فللمعلمة عينان , عين موجهة على من تدرسه وعين تراقب الأوضاع والسلوك والحركات للمتعلمين فترصد كل حركة غير مناسبة من حولها والكثير من المعلمات تخصص عيون غير عينيها لترصد وتراقب من لم يتحرك أمامها وبالخصوص في الفترات التي تخرج فيها لحاجة قصيرة المدة أم طويلة , تمسك المعلمة بيدها في الغالب عصا لتعاقب مباشرة من يعاند أو يقصر أو يعبث , وبعض المعلمات أو المعلمين من يعاقب المعاند أشد العقوبة التي تصل للضرب المبرح وأمام التلاميذ ومن لم يصلح منهم وبعد عدة عقوبات فالعقوبة النهائية الطرد من التعليم .
( من علمني حرفًا كنت له عبدًا )
يقوم المتعلمون بواجبات كبيرة في بيت المعلمة وتصبح المعلمة كملكة النحل في الخدمة والرعاية فالبنات يقمن بطهي طعام بيت المعلمة وتجهيزه من فطور وغداء وحتى العشاء وغسل الأواني وغسل الملابس ونشرها وتجهيزها في خزانة الملابس وتنظيم غرف النوم بما فيها غرفة نوم المعلمة والتي توكل على من تثق فيهن أكثر ويقمن بكنس الحوش ورشه بالماء كي لا تثير ترابه الرياح وتنظيف حظيرة البقر والغنم وحلبها إن وجدت . جلب الماء من العيون قديما إن لم يكن في البيت جليب أو موصل بالماء .
وتقوم بعض المعلمات بتعليم تلاميذها بعض الأمور الدينية من أصول وفروع الدين وكيفية الوضوء والصلاة وبعض الأحكام الشرعية والبعض الآخر منهن يتعلمن الطبخ من خلال متابعتهن المعلمة أو زميلاتهن في المطبخ أو من خلال إرشادات المعلمة كإفعلي كذا وكذا من أثناء الطبخ وغيرها قبل أن تنتهي فترة التعليم تكون قد أتقنت الطبخ أيضا.
أما الأولاد فدورهم في الخدمة شراء بعض المواد الغذائية كالخبز أو الكباب …إلخ من سوق الجامع مثلا للفطور ومساعدة أبناء المعلمة في بعض مهامهم إن وجدت والمساعدة في إصلاح بعض أجزاء المنزل من حظائر وغيرها. أو جلب الكاز (بالعربانه) من محطة بترول حجي عبد الحسين بجدحفص .
ديك لمعلمه وقرار الفصل.
وبعض المهام على من ما أتذكر أن يوما كلفت إحدى المعلمات أحد الأصدقاء بصيد ديك شري في بيتها وبيعه بسوق الأربعاء بالمنامه وفي الصباح الباكر من ذلك اليوم بعطلة الصيف حوصر الديك من عدة جهات من قبل بعض لوليدات استمرت مطاردته لمدة من الوقت فمن سدرت لسطح البيت لنخلة لوسط ( خيسة ) حتى تمت عملية صيده بعد عناء ومشقه , أخذناه مباشرة إلى لمحطة النقل العام (موتر الأمانه) وهو ممسوك من جناحيه وصوته مدويا عاليا مودعا خلفه دجاجاته وأفراخه وما أن وصل الباص ودخلنا به حتى فزع من كان في الباص المتلئ بالهنود وغيرهم من صياحه المدوي كنا وقوفا وكان بجانبنا هنود جالسين على كرسي بجانب نافذة مفتوحة أرغم الصديق الهنود على التخلي على الكرسي لنا بالقوة والاستضعاف وبالقرب من نخيل البرهامة تمكن الديك من الخلاص من حضن الصديق والفرار من النافذة للخارج والباص في سرعته القصوى متوجها نحو القفول تاركا فينها حسرة وخيبة أمل وخيبة رجاء وما أن توقف الباص في محطة ما قبل القفول حتى نزلنا وبسرعة خاطفة للبحث اليائس عنه بالطبع من غير جدوى ورجعنا خائبين الرجى دخل هو لبيت المعلمة بالخبر الغير سار وأمام جمع من الوليدات نال عقوبة الفصل المباشر من التعليم ولم تفده طلب شهادة شاهده الوحيد سوى (روح روح تسويها أنت بعته وأخذت العشرين ربيه مالته وهذا إللي صار لأنك شيطان وشري ما تصلح لا لتعليم ولا لحاجة فيها خير يا الله انصرف من وجهي بعد مامبا أشوف وجهك مره ثانيه ) وبعدها قال كلمه تأكد وتعزز كلامها وجاءته المكنسه اليدوية (لمخمه) على ظهره وطلع وصراحة عندها الكثير من الحق فيه.
.وصف بيت المعلمه (بيت سيد جعفر القصاب) بفريق الصاغة

بيت لمعلمة

تختلف البيوت عن بعضها حسب الحالة المادية لصاحب البيت من مساحة وعمارة و محتويات كالأثاث وغيره, طبعا الوصف المطابق لزمن الستينات وما حولها فكانت في جدحفص بيوت بعضها راقية وبيوت حالها جيد ومنها متوسطة ومتدنية الحالة وهناك بيوت من السعف الذي بالكاد يستر الحال وهكذا.
وتتحكم فيها حالة الفريق فغالب بيوت فريق الجامع راقية وذات الطابقين منذ القدم تتلوها بيوت البناية والسلطاني والصاغة والسوق القديم فالشاري وعين الدار والمحاسنية أي الزراع فالفرقان الأولى يغلب على بيوتها العمارة الراقية والجيدة والأخيرة يغلب على عمارتها المتوسطة والمتدنية المستوى وتكثر فيها بيوت السعف و بيت المعلمة المقصودة من الدرجة الجيدة جدا في ذلك الوقت ولكن بحالة شعبيه.
المكان :
يقع بيت المعلمة في الجنوب الغربي من فريق الصاغه والمساحة تقريبا 100×70 قدم مربع الواجهة تقع على الشارع الرسمي للصاغة وكذلك الجهة الشرقية منه إما الجهة الغربية يفصله ممر عن بيت الجيران أما الجهة الشمالية يفصله ممر عن بقية البيوت يعني محاط بشارع وممرين ومفتوح من جميع الجهات و للمنزل ثلاثة أبواب منها باب المدخل الرئيسي وباب مطل على الممر الغربي بجانب حظيرة الغنم الجاهز للذبح والمؤذي للمقصب بالداليه الخاصة بهم عبر الممر وآخر مطل على الشرق من خلال حظيرة البقر , يتكون المنزل من طابق أرضي ونصف أي وارش بإرتفاع متر ونصف , يحتوي على ثلاث غرف نوم بحماماتها من الجهة الشمالية الغربية مظللة ب(ليوان) أي قاعة مفتوحة على الحوش مدعمة باسطوانتين والليوان مع الغرف مرتفع عن مستوى أرضية البيت ب30 سم.
تخرج من مستوى سقف الليوان بعض من جذوع الجندل مثبتة عليها بعض الصناديق الصغيرة (سحارات) كبيوت للحمام وبعض الجنادل يستريح عليها الحمام والدجاج بالخصوص الديكة الكبار ليلا .
في الجهة الشرقية للمبنى ومحاذي للحظيرة الشرقية يقع الدرج المبني من الإسمنت والجص والحجارة بدعامات من جذوع شجر الصنوبر وبحامي مبني من (الفروش) وهي حجارة بحرية مسطحة مؤدي للوارش الذي يستخدم للنوم صيفا ولتجفيف الملابس والتمر الذي ينشر على السطح وغير ذلك وكذلك توجد حظيرة الحمام الكبيرة والتي يعلوها علم منشور على خشبة عالية الإرتفاع كدليل للحمام .
يتوسط المنزل فناء ترابي واسع (حوش أو حوي) الذي يحوي الكثير من النفع كمصدر رسمي للهواء والشمس وغيرها تجول وتصول فيه الكثير من الدجاج والأوز بالخصوص حول الجدول المائي الخارج من الحوض وكذلك الأرانب والحمام وتحط فيه الطيور كالعصافير والبلابل التي تلتقط ما يتبقى من الحبوب الملقاة على الأرض .
في الجانب الشرقي تقع الحظيرة الرسمية المخصصة للبقر ولها بوابتان واحدة من داخل المنزل كي تفصل الحظيرة عن المنزل وأخرى مطلة على الخارج تسبق الحظيرة من الداخل غرفة صغيرة مخصصة لأجهزة الحليب ومشتقاته وبجانبها مخزن صغير للعلف.
في الجهة الغربية تقع حظيرة مقسمة لقسمين منها لغنم الذبح ومنها للغنم الحلابة الولادة وصغارها . بجانبها سدره تظلل جزء كبير من الحوش مربوط بها بعض العجول , ترتقي السدرة بعض الدجاج ليلا وتسكنها العصافير بأعشاشها الصغيرة.
في الجهة الجنوبية وبالقرب من البوابة يقع الحمام والحوض الرسمي المظلل بسدرة أيضا , عرض الحوض مترين مربعين محاط بسور متربع بارتفاع 30سنتيمتر تعلوه حنفيتا ماء واحدة لغرض غسل الأواني والملابس والثانية مخصصة لري البهائم متصلة بماسورة (هوز) مؤدي للحظائر .
والبوابة الرسمية تقع في وسط الجهة الجنوبية المحاذية للشارع , كبيرة بمدخل إسمنتي مظلل مدعوم بإسطوانتين على الجانب البوابة الخشبية من صفقتين كبيرتين مزخرفتين بالنقش وكذلك الإطار الرسمي المصنوع من الخشب السيامي يباشر البوابة من الداخل مدخل مسقوف (دهليز) متصل بالمجلس الرسمي للمنزل الذي يقع غربي البوابة وللمدخل الرسمي جدار بارتفاع متر ونصف مواجه البوابة كساتر للبيت عند فتح البوابة , المجلس مستطيل بشرق غرب يتوسط واجهته باب ذو صفقتين مزخرفتين زخرفة بسيطة به خمس نوافذ ثلاث على الجهة الجنوبية المطلة على الشارع ونافذتان على داخل البيت مطلتان على الحوش وثلاث روازن بالجهة الغربية , سقفه مدعم بالجندل مزخرف بأعواد البامبو الإفريقي الملون بأشكال مختلفة منها المعين والمربع والمثلث عند زواياه أرضيته مفروشة بالمديد السترواي تتوسطه سجادة كاشانية قديمة مفروش بالدواشق مدعم بالمساند المحلية الصنع , يفتتح في شهر رمضان لقراءة القرآن الكريم وفي بعض المناسبات منها مناسبة وليمة العشاء التي تقام سنويا في مناسبة وفاة الرسول (ص) .
يبدأ الدوام الرسمي لتعليم وتدريس القرآن مع بداية اليوم الباكر فمن سبق لحق حتى أن بعض الوليدات يحضرون للدرس قبل طلوع الشمس وما زال الوقت ظلام كي يقدم على رفاقه طبعا يفتح السيد جعفر بوابة البيت من الفجر منذ بداية عمله بعد الصلاة في المقصب بالدالية التي تقع خلف البيت , حينها يترك الباب مفتوحا فكل من يصل ليس بالضرورة يبدأ تدريسه ولكن قد يبدأ هو في إعادة قراءة ما درسه في السابق حتى تستلمه المعلمة أو من تكلفه المعلمة بتدريسه , لا يغادر المتعلم بيت المعلمة إلا بعد أن يستأذنها للانصراف فربما تحتاجه لحاجة ما من خدمة وغيرها .
مقام المعلمة الإجتماعي :
للمعلمة مقام سامي في المجتمع في مقدمة على غيرها من النساء وخصوصا الكبار منهن ينصح الأهالي أولادهم وبناتهن لمعلمتهم بالتبجيل والتقدير والتوقير والسمع والطاعة وحشمتها وخدمتها وتنطبع فيهم هذه التعاليم والتوصيات حتى لما بعد التخرج والكبر فكثير من المتعلمين والمتعلمات لا ينسوا فضلها عليهم فبين حين وآخر يقصدون زيارتها للسلام عليها والسؤال صحتها وحالها و تقديم الهدايا لها وبالخصوص عند الرجوع من الأسفار أو في حالات الزواج فهي تكون في مقدمة المدعوات المكرمات يفسح لها المكان في المجالس بال ويخصصون لها مكان بارز ومميز.
تتخير المعلمة من بين البنات الكثيرات اللاتي يدرسن في بيتها ممن تصلح لتكون زوجة لأبنائها أو لأبناء من يستشيرها في هذه المهمة لكونها على علم ودراية بالمستوى المؤهل للبنت من جمال وعلم وأخلاق وحسن سيرة وسلوك.
يتآلف الجميع وتتكون علاقات وطيدة وحميمة بين الأولاد وكذلك الحال عند البنات مع من ألفة وصداقة ومودة فهم يتلاقون ويجتمعون في بيت واحد ويقومون بخدمة واحدة على شكل جماعات فكل منهم يعلم الآخر فتتأصر وتتوطد العلاقات بينهم حتى الكبر فكثير منهم لا ينسى تلك الزمالة ولوقت طويل من العمر.
الوليده من بيت المعلمة للماتم :
بالنسبة للوليدات من البنات بعد أن تختم القرآن وتباشر في كتاب المنتخب للطريحي في جمع المراثي والخطب المشتهر بـالفخري وبالانتهاء منه حتى تشرع في كتاب وفاة الرسول (ص) وبالإنهاء منه هنا تكون الفتاة قد تأهلت لتكون من الملايات القارئات للمأتم الحسيني وتباشر في القيام بدورها كملاية مؤهلة ويكون للصوت دور مهم في النجاح التام , تتدرب الملاية في الغالب بنفس بيت المعلمة ولكون الغالب من معلمات القرآن هن في نفس الوقت من الملايات وكذلك من صاحبات المآتم المنزلية وبعادة إسبوعية وتساعدها في هذا الدور تلميذاتها الاتي تتلمذت على يديها فهن من ينلن فرصة التدريب على القراءة الحسينية بنفس البيت .
والوليد من بيت المعلمة للحوزة :
قديما يتخرج المتعلم من بيت القرآن بعدما أن يتم حفظ القرآن والفخري ووفاة النبي محمد (ص) وإن أراد متابعة تعليمه فعليه أن يلتحق بإحدى الحوزات الدينية وعلى سبيل المثال حوزة الشيخ عبد الحسن في جدحفص (المدرسة الدينية ) لمواصلة دروسه الحوزوية .
هذه نبذة موجزة عن التعليم الديني في جدحفص و أتمنى أن تكون واضحة وتنال رضاكم .

بقلم: او محمد (جدحفص)

4 أفكار عن “فلكلوريـــات جدحفصيــــة (بيت لمعلمـــة )”

  1. السلام عليكم

    الشيخ داود بن اب شافيز احد علماء البحرين الذين اكتسبوا شهرة وقد ترجم له الكثير من المؤرخين

    تقبل تحياتي

  2. السلام عليكم ….انا بنت واحدة من المعلمات القديرات الآتي تم ذكرهن في هذا المقال الرائع ….فقد عدتم بنا للزمن الجميل البريئ …شكرا لكم …

    احببت ان اضيف معلومه صغيرا …حيث كانت امي تعد للأطفال برنامج ديني في رمضان …كان يبدأ بتعلم القرآن طبعا …وكانت تدرب الصغار على الصيام …وحين يحين وقت صلآه الظهر…كانت تقوم بتعليمنا جماعه الصلآة …

    شكرا للمجهود الرائع

  3. اه رجعتنا للزمن اللي احنا بحاجة للرجوع اليه وخصوصا فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية شكرا ابو محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*