تاريخ البحرين حافل بالعديد من الأحداث المؤلمة التي ذكر بعضها في كتب التاريخ بالايجاز واحيانا بالتلميح وذلك لأسباب يحتاج ذكرها لموضوع مستقل، ولكن بقت العديد من الاحداث والوقائع التي لم توثق يتناقلها الناس جيلا عن جيل وأبا عن جد لذا ضاعت الكثير من التفاصيل المهمة في أغلب الاحداث المهمة من تاريخ البحرين، من الجيد ان يتدارك المهتمين بتاريخ البحرين ما تبقى من معلومات ويسعون لتدوينها وان ضاع الكثير فعلينا ان ندون القليل المتبقي، حتى هذه الايام ما زال جزءا كبيرا من تاريخنا محفوظ في صدور كبار السن والمهتمين ويمكننا ان نتدارك هذا الارث الثمين قبل ان يذهب بذهابهم ويدفن في مقابر النسيان،
قبل فترة نشرت واقعة الفارسية القديمة التي حدثت في شهر محرم واستشهد فيها العديد من اهل القرية في مأتم الفارسية وتطرقنا ايضا الى
وقعة الفارسية الاخيرة في عام 1925م التيشتت وهجرت اهل الفارسية من قريتهم وتشتتوا في سائر البلدان والقرى، وكذا نشرنا واقعة كربلاء البحرانية التي حدثت في النبيه صالح حيث هدمت مدرسة الشيخ داود الجزيري بالمنجنيق واستشهد معه ما يقارب سبعون عالما وفقيه على ايدي الخوارج ووقعة سماهيج وغيرهم من الوقعات المنسية، واليوم ننشر وقعة بربورة ومجزرة السادة فيها نقلا عن كتيب نشر بمناسبت افتتاح مسجد الباقر (ع) قبل اسبوعين.
وقبل الحديث عن وقعة بربورة ومذبحة السادة التان وقعتا في قرية بربورة المندثرة لا بد أن نتوقف عند هذه القرية التاريخية` لتعريفها للقارئ، حيث تعتبر هذه القرية من القرى البحرانية القديمة التي اندثرت في العقد الثاني من القرن العشرين، وذكرت في العديد من المصادر والتراجم والكتب التاريخية.
أما بربورة في عام 1900 تقريبا فقد وصفها (ج ج لوريمر) في كتابه دليل الخليج حيث يقول: ان بربورة تقع على بعد ميلين الى الشمال الشرقي من الرفاع الشرقي ويضيف ان هذه القرية تحوي 20 مسكنا صغير مبنية من الحجارة يسكنها البحارنة الذين يعملون في الزراعة ويقول ان بربورة يوجد بها ينبوع في شمال القرية تروى منه المزروعات ويوجد في القرية 15 حمارا والماشية 2 ويوجد في بربورة 1760 نخلة تقريبا.(1)
ويذكر التاجر انها كانت ذات بساتين من النخيل الباسقة وعيون الماء الدافقة، وشرقيها آثار قديمة، وأهلها فلاحون، وشرقيها جنوباً قرية "النويدرات".(2)
وقد ذكرها الشيخ ابراهيم المبارك في حاضر البحرين ص33 و50.
هذه القرية كانت من القرى الخضراء التي ازدحمت بالنخيل والمزارع والبساتين الجميلة، وهي ذات عيون متدفقة وينابيع وانهار جارية تتدفق فيها المياه العذبة لتروي النخيل والبساتين والمزارع، وكانت قرية يسكنها البحارنة منذ ازمنة بعيدة وتحوي بيوت ومساكن مبنية من الحجارة وبعضها مبنية بالسعف وجذوع النخل، كما ان بربورة تعتبر مضعن يقصده أهالي القرى القريبة منها في فصل الصيف هروبا من حرارة الجو والرطوبة حيث كانوا يتخذون لهم من العرش- مفردها عريش- مساكن وسط النخيل التي تحتفظ بالهواء البارد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- دليل الخليج القسم الجغرافي، الجزء الأول، ص275، تأليف ج ج لوريمر، مطبوع على نفقة امير قطر السابق خليفة بن حمد آل ثاني.
2- عقد الآل في تاريخ أوال، الشيخ محمد علي التاجر، ص 32.
علماء بربورة
وهذه القرية لا تختلف عن بقية القرى البحرانية فقد كانت زاخرة بالعلماء والفقهاء الذين ما زالت المكاتب الاسلامية والثقافية تشهد بميراثهم الروحي والديني فالعديد من المخطوطات التي تركوها بعد رحيلهم ما زالت بحوزة الاهالي وبعضها في المكتبات في البحرين والعراق وايران وغيرها من البلدان، وهنا سنذكر بعض علماء بربورة الذين وردت أسماؤهم في الكتب والتراجم وقد جمع بعضهم الاستاذ يوسف بن مدن النويدري (1)في كتاب تناول فيه العديد من الجوانب حول هذه القرية
التاريخية ومن العلماء الذين ذكرهم:
نسخة من مخطوطة لاحد علماء بربورة
1- الشيخ جعفر البربوري المذكور في طبقات أعلام الشيعة في الجزء السادس ص 131.
2- المقدس الشيخ علي بن جعفر الربعي البربوري البحراني والمذكور في نفس المصدر السابق.
3- الشيخ يوسف بن علي بن جعفر الربعي البربوري وقد ذكر في كتاب أعيان الشيعة للأمين ج 10 ص 322.
4- الشيخ سليمان بن علي بن جعفر الربعي البربوري، وقد ذكر في طبقات أعلام الشيعة، ج 6 المسمى ب " الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة " ص 319-320.
5- الشيخ أحمد بن علي بن جعفر الربعي البربوري، ذكر في مقال حول علماء بربورة.
6- الشيخ ناصر بن أحمد بن علي بن جعفر الربعي البربوري، ذكر في طبقات أعلام الشيعة، ج 6 ص 769-770.
7- الشيخ عبدالله بن ناصر البربوري، ذكر في طبقات أعلام الشيعة، ج 6 ص 45.
8- الشيخ ناصر بن عبدالله بن ناصر البربوري البحراني، ذكر في مقدمة رسالته في فقه الحج (ص12)، مؤسسة كاشف الغطاء لإحياء التراث الإسلامي بالنجف الأشرف / العراق، وقد قام الاستاذ محمد أحمد سرحان النويدري بتحقيق هذا الرسالة.
9- الشيخ عبدالله بن حسين بن أحمد بن جعفر البربوري البحراني، ذكر في طبقات أعلام الشيعة، ج 6 ص 453، والذريعة ج 9 ص 244، باب الإجازة302 – 45 – ورقمها 1288، وموسوعة طبقات الفقهاء ج 12 ص 44 303، وأعلام الثقافة الإسلامية للنويدري، ج 2 ص 4.
10- الشيخ علي بن عبدالله بن حسين بن أحمد البربوري الأوالي البحراني، وذكر في مخطوطته في وفاة النبي يحي، والناسخ حبيب بن يوسف بن الحاج أحمد بن الشيخ يوسف سنة النسخ 1338 ه – 1919 م، وحاليا يقوم الباحث الاستاذ يوسف بن مدن النويدري بتحقيق هذه المخطوطة والتعليق عليها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظروا دراسته عن بربورة (سلسلة كتاب للجميع) صحيفة الوسط العدد(2502) بتاريخ 13-يوليو- 2009م.
مساجد بربورة
ذكرنا أن بربورة كانت قرية قديمة كانت معمورة بالناس والمزارع وكانت مساحتها في القدم اوسع من المساحة الحالية ولكنها تقلصت في الفترة الأخيرة لعدة اسباب اهمها التصحر وانحسار الرقعة الخضراء والتمدد العمراني، ولأنها قرية قديمة فانها كانت كالقرى البحرانية تحوي العديد من المساجد وما يثار حول عدد المساجد من قبل بعض المحسوبين على السلطة والسبب واضح ولكنهم يتجاهلون ان جميع القرى البحرانية مليئة بالمساجد وهذا امر طبيعي في اي بلد اسلامي وهذا يدلل على ان بربورة كانت قرية مأهولة كما يذكر المؤرخين، في عام 2011م قامت السلطة بهدم جميع مساجد بربورة بعد اندلاع ثورة 14 فبراير والبالغ عددها عشرة مساجد وبعد اقل من عام بادر بعض أهالي النويدرات والمعامير وبعض أهالي القرى المجاورة باعادة بناء المساجد وما زال العمل جاريا لاكمال بناء المساجد جميعها، وهنا نورد اسماء مساجد قرية بربورة (1)كالتالي:
مسجد مؤمن في بربورة في مطلع السبعينات وهو احد المساجد المهدمة
1– مسجد مؤمن ويقع وسط بربورة تقريبا، ويذكر انه كان حوزة علمية يتم فيها تدريس العلوم الدينية والروحية والحكمة العقلية.
2- مسجد الامام الباقر (عليه السلام) ويقع غرب شمال مسجد مؤمن ويحوي قبرا للشهيد السيد حسن البربوري البحراني.
3- مسجد الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه ويقع غرب جنوب مسجد مؤمن بمحاذاة الشارع العام الممتد من جنوب النويدرات باتجاه قرية سند شمالا.
4- مسجد الامام الحسن (عليه السلام) ويقع جنوب مسجد مؤمن على امتداد الشارع من مسجد الشيخ خلف الى شارع المقبرة.
5- مسجد الامام الجواد (عليه السلام) ويقع جنوب شرق مسجد مؤمن وشمالا مسجد الامام الحسن (عليه السلام).
6- مسجد الامام الهادي (عليه السلام) ويقع شرق جنوب مسجد مؤمن.
7- مسجد الدويرة ويقع شمال شرق مسجد مؤمن.
8- مسجد الامام الصادق (عليه السلام) ويقع شمال شرق مسجد مؤمن.
9- مسجد ابو ذر الغفاري (رضي الله عنه) ويقع شمال شرق مسجد مؤمن.
11- مسجد الشيخ يوسف ويقع جنوب مسجد مؤمن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- هذه المساجد قديمة ولها اسماء قديمة لكن الأهالي اطلقوا عليها اسماء مستحدثة باستثناء مسجد مؤمن والدويرة والشيخ يوسف.
مسجد الإمام الباقر (ع)
اسم المسجد
في الماضي كان يطلق على هذا المسجد أسم (تلة السيد) حيث كان في الماضي عبارة عن قبر مدفون بتلة من الرمال والحصى ولذا تعارف عليه الأوائل بهذ الأسم واطلق عليه مؤخرا مسجد الامام الباقر (عليه السلام) نسبة الى الإمام محمد الباقر الإمام الخامس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وما زال مسجلا في الأوقاف الجعفرية بهذا الاسم.
موقع مسجد الامام الباقر (ع)
يقم المسجد تحديدا في الجهة الغربية الشمالية من مسجد مؤمن ويبعد عن مسجد مؤمن 344قدم ويحده من الجهة الجنوبية الغربية أرض خالية ثم مسجد سلمان الفارسي (رضي الله عنه) الذي يبعد عنه 145 قدم ويحده من الغرب أرض خالية ثم الشارع العام –شارع 77 المؤدِّي إلى قرية سند ويبعد عنه بمسافة 133 قدم وأما من الجنوب فيحده أرض خالية ثم شركة استثمارية تبعد عنه 122 قدم.
وحاليا بعد اختفاء أغلب معالم بربورة واندماجها في قرية النويدرات يتعارف عليه الناس بأنه يقع غرب قرية النويدرات وهو يبعد عن مشارف بيوتها الغربية مسافة 720متر، ويقع المسجد على شارع 77 بمجمّع 646.
معالم المسجد والقبر قديما
يذكر بعض كبار السن أن المسجد كان موجودا منذ القدم وكان موقعه معروفا لدى أهل النويدرات والقرى المجاورة حيث كان عبارة عن تلة مرتفعة عن الأرض بمسافة متر تقريبا ويطلق عليه الناس اسم (تلة السيد) نسبة الى قبر الشهيد السيد حسن -البحراني- وفي هذا الصدد يذكر الحاج علي بن محمد بن كاظم النويدري أنه في ثلاثينيات القرن المنصرم كان المسجد عبارة عن تلة مرتفعة عن الارض ويحوطها بقية آثار لجدار قديم وكانت واضحة بعض الشيئ لكنها اختفت وبقيت التلة حتى وقت متأخر
مسجد الامام الباقر (ع) القديم قبل البناء
وكان منذ عقود طويلة عبارة عن جدار مبنيّ من الحجارة والطين بارتفاع متر، في عام 1983م قام بعض أهل النويدرات بتجديد الجدار الذي تآكل وذلك للحفاظ على معالم المسجد والقبر وكي لا يتم الاستيلاء على الارض التي يقع عليها المسجد والجدار بني بارتفاع متر تقريبا، ثمّ بقى المسجد على حاله حتى مطلع العام 2004م
ومن خلال ما يذكره بعض أهالي المنطقة يتضح أنّ القبر والمسجد كانا موجودين ولم يكونا حديثين بل قديمان جدا وعمرهما يمتد الى زمن بعيد كما ذكرنا من خلال بعض التفاصيل والشهادات الصادرة من كبار السن الذين نقلوا بعض المعلومات عن آبائهم ومن هم اكبر منهم في السن.
قبر الشهيد في المسجد
يضمّ المسجد قبرًا لأحد الشهداء القدامى وهو السيد حسن البحراني الذي قُتِلَ مظلوما في حادثة قديمة، وكان قبره مهملا لفترة طويلة بسبب وجوده بين الاحراش والحشائش، لكنه في عام 2004م بعد بناء المسجد تم تحديد القبر ووضعت عليه قطعة من الرخام لتحديد موقعه وذكر عليها اسم الشهيد.
اهمال تاريخ الشهيد
من خلال اطلاعي المتواضع لم اجد ترجمة مكتوبة للسيد المذكور وهذا لا ينفي ان تكون هناك ترجمة او ذكر للشهيد السيد حسن لم اطلع عليه.
وان لم يكن هناك ترجمة للشهيد مكتوبة فذلك يعود لاسباب أهمها:
1- انتشار الأمية حيث كان أغلب الناس لا يجيدون القراءة والكتابة.
2- والسبب الآخر والأهم هو عدم اهتمام الناس بتوثيق وتدوين هذا النوع من الجرائم والاعتداءات والكثير من الأمور.
3- السبب الثالث هو الخوف من بطش المتنفذين والقتلة في حال كتابة او توثيق هذه الجرائم كما ان كبار السن حتى وقت متأخر كانوا يخشون الحديث عن الجرائم والمجازر التي وقعت على آبائهم وأجدادهم.
4- الجهل بأهمية التوثيق حيث لم يكن الناس يعلمون بأهمية التوثيق بعكس الوضع الحالي
5- هجرة أهالي بربورة وتشتتهم في البلدان والأمصار هربا من بطش المتنفذين والأقطاعيين الذين استشهد السيد حسن ومن معه على ايديهم.
6- عدم الاستقرار الامني والاجتماعي وهذا سبب مهم في ضياع الحقائق فالتاريخ والتراث أغلبه يدون في فترات الرخاء وأثناء الحروب والهجرات يفقد أغلبه كما جرى لأغلب التاريخ البحراني.
7- كان يوجد بعض الكتابين والقرآء ولكن توجههم العام الذي يطغى على كل الاهتمامات هو التوجه الديني فأغلب علماء بربورة كان انتاجهم من المخطوطات تصب في الشأن الديني وما زالت بعض المخطوطات موجودة لدى أهل النويدرات وغيرهم.
مجزرة بربورة
واقعة بربورة أو مجزرة بربورة وقعت في قرية بربوبرة في نفس الفترة التي استشهد فيها السيد حسن البربوري وبقية السادة فيها فيما يعرف بمذبحة السادة.
ويذكر بعض كبار السن ومنهم الحاج علي بن كاظم النويدري أن وقعة بربورة وقعت بين (العين والكوكب) ويقصد العين العودة شرقا وكوكب مسعود غربا، وتحديدا شرق مسجد مؤمن، ويذكر الحاج حسين بن محمد القصاص ان هذه الواقعة قتل فيها عدد كبير وكلهم من السادة العلويين وقام أهل بربورة بدفنهم في موقع استشهادهم، ويضيف أن قبورهم كانت بارزة وواضحة حتى فترة الستينات تقريبا لكنها اندثرت واختفت بين الأحراش والنخيل بعد ان اهملت بسبب هجرة أهل بربورة، ويقول انهم قتلوا في نفس الفترة التي قتل فيها السيد حسن البربوري والسيد محمد ابو خريص البربوري البحراني الذي يقع قبره في وسط مضعن بربورة أي في الجهة الجنوبية من مسجد مؤمن وقتل ايضا معهم السيد ابراهيم الذي يقع قبره قرب بيت بن سند والمسجد الجنوبي الغربي وكانوا كلهم وجهاء وسادة لهم مكانة دينية واجتماعية وخصوصا السيد محمد ابو خريص والسيد حسن البربوري البحراني. الحاج علي بن كاظم النويدري
موقع العين العودة ويظهر أثر الماء فيها بين الاحراش
موقع كوكب مسعود
هذه الوقعة لم يدونها أحد من أهل المنطقة او المناطق القريبة منها ربما لنفس الأسباب التي ذكرناها سابقا، وقد يتعجب الكثير من الناس في زماننا من مثل هذه الاحداث العظيمة التي وقعت في قرى مسالمة ولا نجد لها ذكر في كتب التاريخ البحراني وعلى سبيل المثال اليوم أغلب أهالي جزيرة سترة لا يعلمون بتفاصل الوقعات والمجازر التي وقعت في جزيرتهم كجرائم القتل في سترة في عام 1928م ووقعة واديان في العام 1929م وغيرها من المجازر التي راح ضحيتها اكثر من 12 رجل من سترة في يوم واحد دون ان يتم توثيق هذه المجزرة في اي من الكتب عدا البعض الذي ذكرها بالاشارة(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- كتاب اسمه Ruling Families of Arabia يقع في 11 جزء، منه مختص للبحرين، http://www.amazon.com/Families-Hardback-Genealogical-Cambridge-Editions/dp/1852073101
مذبحة السادة
الشهيد السيد حسن البربوري البحراني والسادة
يذكر المرحوم الحاج حسين بن محمد القصاص الفرساني ان السادة الشهداء في قرية بربورة هم من آل النبي صلى الله عليه وعلى آله وعددهم خمسة سادة كانوا مشهورين وقد قتلوا في وقت واحد وتحديدا قبل صلاة الفجر ويذكر انهم كانوا معروفين عند أهل بربورة والقرى المجاورة ويقول ان هؤلاء السادة كانوا وجهاء وزعماء في قرية بربورة وكان لقتلهم وقع عظيم وكبير في نفوس الناس وأهل البحرين وبعد مقتلهم هرب الكثير من أهل بربورة الى البصرة وبعضهم الى مناطق متفرقة في البحرين وخارجها وكان ابرزهم السادة الثلاثة السيد حسن الذي يطلق عليه المتولي أي المتولي أمور وشئون بربورة والثاني السيد محمد ابو خريص والثالث السيد ابراهيم وسيدان لم نحصل على أسمائهم، وبعد مدفنهم بقي الناس يقصدون قبورهم ويزورونهم ويضيف أنهم قتلوا على يد السراق الذين يهجمون في انصاف الليل ليسرقوا أهل القرى ويبدوا أن المجرمين كانوا يقصدونهم كأشخاص محددين وينقل أحد الحاضرين انه سمع الحاج حسين يقول ان مواضع قبورهم هي أملاك خاصة بالشهداء لانهم دفنوا في وسط اراضي تعودملكيتها لهم رحمهم الله. (1) الحاج حسين القصاص
قبر الشهيد السيد حسن البربوري البحراني
أما الحاج علي بن كاظم بن محمد بن علي النويدري وهو أحد المعمرين في قرية النويدرات(2) فيقول أن قبر الشهيد السيد حسن كان موجودا منذ أكثر من قرنين تقريبا ويضيف ان والده لم يعاصر الشهيد بل أنه ولد بعد استشهاد السيد حسن بفترة لكنه لم يحددها، ويضيف أن قبر السيد حسن دفن بالتراب والحصى وتحول الى تلة يطلق عليها الأوائل أسم قبر السيد أو تلة السيد وكانوا يقولون ان هذه التلة يوجد اسفلها قبر احد السادة المقتولين على يد أحد الاقطاعيين أو الفداوية، ويؤكد نقلا عن الأوائل الماضون أن السيد حسن هو أحد أهالي قرية بربورة وهو بحراني وهو من زعماء القرية ووجهائها المعروفين قديما، ويقول الحاج علي ان البعض يقول ان السيد حسن كان يتولى على بربورة وبعد مقتله دفن القبر بالتراب لاخفاء معالمه وكان الناس يستدلون عليه عبر علامتين وهما التلة وبرستج يقع في الجهة الشرقية من التلة وتعود ملكيته الى أحد المستأجرين للمزرعة.
قبر الشهيد السيد محمد ابو خريص البربوري البحراني
ويذكر الحاج علي انه منذ ان كان طفلا أي قبل الاربعينيات من القرن الماضي كان يقصد المنطقة لاصطياد الطيور عبر الفخاخ (النصب للطيور) وفي كل مرة يقوم بزيارة القبر ويقرأ الفاتحة للسيد، ويضيف ان العديد من باعة السمك والمزارعين كانوا يقصدون المسجد والقبر للصلاة فيه خصوصا في فترة صلاة المغرب وهم في طريق عودتهم الى بيوتهم.
ويضيف أن التلة كان يظهر من بين اجزائها بعض آثار البناء التي تدل على وجود جدار مبني بالحجارة والطين لكنه بعد سنوات اختفى هذا الجدار الذي يعود لبناء مسجد قديم كان يحيط بالقبر.
قبر الشهيد السيد ابراهيم البربوري البحراني
ويذكر الحاج علي بن كاظم حادثة وقعت في الخمسينات تقريبا مفادها ان احد الرجال تضمن -استأجر- النخيل القريبة من التلة وقام بتوسعة المزرعة واراد ازالة التلة وجرفها كي يستغل مساحتها في زراعة بعض النخيل لكن أهل النويدرات والقرى المجاورة رفضوا ازالتها فأصر على ازالتها فوقعت بعض المشادات بينه وبين الأهالي فتدخلت الأوقاف الجعفرية ومنعته من ازالتها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- مقابلة مع المرحوم الحاج حسين بن محمد القصاص الفرساني، مجلة الجذور السنوية صادرة عن وزارة العمل والشئون الاجتماعية، بتاريخ اكتوبر عام 1998م، وقد نقل عنه هذه الشهادة احد الحاضرين من أهل المعامير.
2- مقابلة مع الحاج علي بن كاظم بتاريخ 1/6/2012م.
بناء المسجد عام 2004م
في عام 2004م تمّ بناء المسجد على يد أهل النويدرات، حيث استغلّت مساحة الأرض التابعة للمسجد فتمّ بناء قاعة للصلاة تبلغ مساحتها 33 قدما× 33 قدما، تحوي أربع نوافذ مصنوعة من الألمنيوم، وباب في الجهة الشرقيّة، والقاعة مزوَّدة بستّة مكيّفات وأربع مراوح وستّة مصابيح، وتوجد في القاعة مكتبة كبيرة تحوي الكثير من الكتب الدينيّة والثقافيّة والفقهيّة ونُسخاً من القرآن الكريم وكتب الأدعية، وللمسجد دورة مياه عبارة عن حمّامين يقعان في الجهة الشرقيّة، ومغسلة تُستخدم للوضوء.
ويرعى المسجد رسميا في الأوقاف الجعفرية السيّد جعفر حسن علي عيد، وهو من أهل النويدرات.
مسجد الامام الباقر (ع) عام 2006
شهادة مسح رسمية ومكتوب فيها موقع القبر في المسجد صدرت في مطلع الثمانينات
هدم المسجد عام 2011م
بعد اندلاع ثورة 14 فبراير عام 2011م قامت السلطة بهدم عشرات المساجد في مختلف المحافظات وهدمت جميع مساجد بربورة البالغ عددها عشرة مساجد وبينها مسجد الامام الباقر (عليه السلام) وقد هُدِمَ المسجدُ بتاريخ 19/4/2011م على يد الجيش وقوات الأمن وأثناء الهدم لم يتمّ إخراج أغراض المسجد، كما لم يتم إخراج نسخ المصحف الشريف الموجودة في المسجد حيث دفنت تحت الأنقاض والركام وتم جرف جميع الأنقاض والأشجار المحيطة بالمسجد والحمّامات وتمت عملية الهدم بعد المغرب حيث قاموا بتطويق المنطقة ومنعت الناس من الوصول اليها، وبعد حلول الظلام باشروا عملية الهدم.
بناء المسجد بعد الهدم
بدأ العمل في بناء المسجد بتاريخ 20/4/2012م، أي بعد عام كامل من تاريخ هدم المسجد وهذا التاريخ لم يكن مخططا له بل كان مصادفة بل توفيق من الله عز وجل، وقد تبنى بعض الافراد من أهالي المعامير تمويل بناء المسجد لذا باشر أهالي النويدرات والمعامير في بناء المسجد وشاركهم بعض أهالي سند وبعض القرى القريبة كما ساهم العديد من أهالي المنطقة بالمال والعمل.
اثناء بناء المسجد عام 2012
هذا البناء يختلف عن سابقيه من حيث المساحة حيث تم استغلال المساحة الكاملة للمسجد وقد استعان القائمون على البناء ببعض مكاتب الهندسة والمختصين في لحديد المساحة الاصلية للمسجد، وأما ملاحق المسجد فهي كالتالي:
يبلغ طولها 12 مترا وعرضها 11 مترا تقريبا، وتحوي قاعة الصلاة اثني عشر نافذة اربع في الجهة الجنوبية واربع في الجهة الشمالية واربع في الجهة الشرقية وباب واحد في جهة الشرق، وتحوي محراب في الجهة الغربية، كما تحوي القاعة قطعة رخام في الجهة الشمالية مثبتة في الجدار تحوي كتابة تدل على قبر الشهيد السيد حسن.
ويحوي المسجد حوش في وسطه نصفه مضلل ويحوي ستة نوافذ مزخرفة بالنقوش الاسلامية، وأما القسم الاخر من الحوش فهو مفتوح على الهواء وللحوش المفتوح باب يقع في الجهة الجنوبية وتتوسط المسجد مزرعتان صغيرتان واستراحة للمصلين ويحفها سياج من الحديد المطاوع المزخرف بالاشكال الجميلة.
وللمسجد ملحق في الجهة الشرقية يحوي ثلاث حمامات وصالة مضللة، وشمالها مخزن تابع للملحق.
المصدر: سنوات الجريش
شكرًا لك
معلومات راااااااائعة جداً لمن نكن نعلمها نحن اهالي القرية واهالي المنطقة وتحديداً البربوري
كنا نرى ونشاهد المساجد وقبور السادة ولكن لم نكن نعلم تاريخها وما جرى عليها !!
الظلم في البحرين والقتل لم يكونا حديثي العهد … بل كانوا أجدادنا وابائهم يقاسونه ويعانونه
نشكر من قام على حفظ وتدوين ونشر هذه المعلومات الأثرية التاريخية جزيل الشكر
وفقكم الله وسدد خطاكم
حسب علمي إلي عرفته عدذ العلماء بالطلاب العلم يتجاوز 100عالم
اللهم احفظ البحرين واهلها وانتقم من ظالمينهم من الاولين والاخرين وشكرا لكم على الجهود الجباره وننتظر المزيد من الابداع والرقي والمعلومات المفيده والتاريخيه
تحياتي
حسب علمي و كما كانت تقص علينا الوالدة و كذلك الوالد الله يرحمه فان اهالي البربورة و النويدرات يكونون قرية واحدة و ليس قرياين) , و هذا صحيح لان قرية النويدرات تنقسم لعدة اقسام و هي : شرق القرية (نويدرات) غرب القرية (بربورة) – شمال غرب القرية (نايل) – شمال شرق القرية (ام الشويلي) و هي عين قرب البحر تقع ملاصقة لشمال نويدرات و شرق نايل – جنوب القرية (البر) و يمتد حتى شركة بابكو حاليا و هو باتجاه جو و عسكر مساكن اهالي نويدرات في الشتاء و مواسم الصيد.
كما انه لاتزال عائلة البربوري موجودة في قرية النويدرات الحالية و هي من العوائل النويدرية الاصيلة حالها حال ال درباس و ال اسماعيل و ال الفرساني و ال الشيخ و ال قمبر و ال مرهون و غيرهم …
و بعد مجزرة بربورة و قتل السادة العلويين بها استخدم اهالي القرية التقية و ادعوا انه لا يوجد سادة بينهم ليخفوا حقيقة علويتهم عن المستعمر.
جهد كبير يااستاذ تشكر علية يمكن يساعد البحارنة في معرفة مكانتهم العالية من خلال التاريخ ادعوا الله لك بدوام التوفيق والصحة
Pingback: الشهيد السيد حسن البربوري البحراني والسادة | بوابة النويدرات