صفعة بائع الخضار بو عزيزي اشعل ثورة في تونس اطاحت بالرئيس التونسي وتفاخرت تونس على بقية الدول بأنها كانت شرارة الثورات العربية في ما يسمى بالربيع العربي ولكن من من تونس وبقية الدول يعلم ان هناك صفعة اشعلت انتفاضة وتساقط فيها الشهداء والجرحى قبل 55 عام من صفعة بو عزيزي، من يدري من ثوار دول الربيع ان هناك صفعة لبائع خضار بحراني اشعلت البحرين عن بكرة ابيها وفي يوم واحد سقط سبعة شهداء والعديد من الجرحى بالرصاص الحي، وعندما عجز الانجليز عن لجم الشعب الثائر استوردوا الجيوش والجنود من خارج البحرين لقمع الثوار فجلبوا جنودا من قبرص والشارقة والعراق، نعم صفعتنا سبقت صفعة تونس ب55 عام ولكم موجز الانتفاضة.
البداية: في سوق الخضار، اعتاد الباعة الفقراء عرض بضاعتهم على الارصفة، وهو الأمر معتاد رغم كونه مخالفاً لقوانين البلدية، ومع مرور مفتش البلدية صادف احدهم يفترش الرصيف، فذهب اليه ليجبره على نقل بضاعته، الا أن الأسلوب الفظ للمفتش أدى الى وقوع مشادة كلامية بين الاثنين، حيث رفض البائع اوامر المفتش فما كان من المفتش الا أن استعان بأحد الشرطة الذي تدخل في الموضوع واعتدى على البائع بالضرب، وهنا ثارت ثائرة الباعة، فهرب الشرطي والمفتش الى مقر البلدية فلاحقهم الباعة، وتجمعوا أمام البلدية مطالبين بتسليم الشرطي الذي اعتدى على البائع.
كانت الاجواء متوترة جداً والغضب يلوح على وجوه الباعة المعتصمين أمام البلدية، وهناك وقفت مجموعة من الشرطة تحاول تأمين مقر البلدية، استمرت الاحداث منذ الصباح حتى الثالثة عصراً، وأمام اصرار الباعة على معاقبة الشرطي المعتدي لم يجد مرتزقة الاستعمار الا اطلاق النار على الجماهير فاستشهد يومها سبعة وجرح 15 فكان يوماً ً حزيناً في تاريخ البحرين.
كانت من تداعيات هذه المجزرة أن تفجر الغضب وتصاعد الحراك فأضرب العمال وأغلقت الأسواق، وتصاعدت المطالب باقالة بلجريف ومحاكمته كونه قائد الشرطة والمسؤول المباشر عن قتل الشهداء، وأصبح الوضع خطيراً ً جداً مما استدعى استقدام تعزيزات عسكرية بريطانية من الخارج.
جمهور الشعب في مواجهة الشرطة أمام البلدية ..
يقول الاستاذ عبدالرحمن الباكر واصفاً ً الأوضاع بعد المجزرة:
(( … ذهب ضحية هذا العمل الإجرامي 7 من المواطنين وجرح 10 مما أثار حقد الشعب على الوضع الراهن وعلى هذه الأعمال التعسفية، فأعلن الإضراب الشامل 9 أيام وكان إضراباً لا مثيل له أستعملت فيه وسائل العنف ضد الشركات الأجنبية وضد الحكومة وضد الأجانب الغربيين حتى بلغ الأمر أن استدعت الحكومة البريطانية قوات كبير من قواتها في العراق وقبرص والشارقة.))
وهنا يصف الباكر صمود الشعب وتشييع الشهداء :-
(( … إن الشعلة المقدسة، شعلة الحرية التي أضاءت نفس كل عربي في البحرين منذ ثلاث سنوات، يوم أعلن الشعب عرفه على الكفاح من أجل كرامته المهدورة، واسترجاع حقوقه المغتصبة، لا تزداد على مر الأيام الا إلتهاباً وتأججا والشعب مصمم على بلوغ أهدافه مهما كلفه ذلك من ضحايا ودماء.
إن الشعب العربي في البحرين مفتون بحريته كأي شعب ناهض، ولا بد للحرية من ثمن، والشعب على أهبة الإستعداد لدفع هذا الثمن مهما كان غاليا وهو باسم الثغر عميق الرضا، ولذلك فقد شيع ضحايا العدوان الأخير بموكب هازج وكأنهم يزفون إلى أزواجهم.))
المصدر: جزء من مقال للاستاذ علي السلاطنة
شعب البحرين متعود على المآسي منذ القدم