تعد قرية البجوية من قرى البحرين القديمة المندثرة الزاهرة بالبساتين والنخيل والانهار التي عافها أهلها وتركوها وتفرقوا عنها للقرى المجاورة بعدما استولى المتنفدون والمتسلطون على الكثير من أراضيها ونهبوها من أهلها وتملكوا بساتينها فصارت مهجورة دارسة، ولم يبق بها اليوم سوى بعض البقايا والآثار الدالة على سكناها، ومنها مساجدها المحتفظة بوقفياتها والتي صارت في اراض مملوكة قليلة السكنى.
موقعها
تقع البجوية في المنطقة الشمالية الشرقية لبلدة البحرين، وتحديدا في
جنوب بلدة مني، يحدها الآن من الشمال الشارع المسمى بالبديع، ومن الجنوب مقبرة أبو عمبرة وقرية اخريان (الصالحية)، ومن الشرق بستان اسنيان وبستان القفول الذي تحول لقرية سكنية حملت نفس اسم البستان، ومن الغرب جدحفص وطشان وصار اليوم شارع طشان هو الفاصل لها غربا.
بساتينها
من بساتين البجوية وأراضيها هو بستان "عروسوه" الواقع شمال مقبرة ابو عمبرة ، وبستان "ارض بكر" الواقع خلف معرض راكان للسيارات، ومنطقة الجفرة وهي التي عليها معرض راكان الآن وما تحتها، ومنطقة جصة البين الواقعة أقصى شرقها ، وصار فيها حسب التخطيط الحالي بعد انشاء شارع البديع بستان الجمّة وبستان الملاح (التي فيه مطبعة وكراج سيام)وأرض "ماي ﭽبير" بستان "دورﭽـان" شرقاً.
مساجدها ومآتمها
مسجد البجوية الرئيسي هو مسجد السيد جعفر والمسمى بمسجد البجوية لكونه يعد مسجد المنطقة الرئيسي، وهو من المساجد القديمة العريقة التي تحمل البناء الاثري الحجري سابقا، وكان فيه -المسجد- مغتسلاً رئيسياً معروفاً للأموات يقع شرقي المسجد، يأتيه الماء من عين قصاري عبر المعابر المائية "السيبان" الذي لا يتوقف ماؤها، حيث يعتمده أهالي البجوية وكذلك أهالي مني لغسل أمواتهم فيه ليدفنونهم في مقبرة أبو عمبرة القريبة من المنطقة، وشرق المغتسل تقع حمامات المسجد، وعُمل مكان المغتسل الآن حمـامات للمسجد. وللمسجد قصص مع الجان ينقلها كبار السن، وبقي على ذلك حتى بني البناء الحديث، وكان من يرعى المسجد قديماً ويصلي فيه الحاج محمد القطيفي والحاج حسن القطيفي، ولما أعيد بناؤه في الثمانينيات جعل المتولي عليه هو الحاج عبد الحسين بن سلمان الحيلة، ولما توفي صار القيم الحالي له الحاج عبد الله سلمان مبارك.([1])
ومن مساجدها مسجد الإمام الباقر عليه السلام الموجود على منطقة ارض بكر ولذا يسميه البعض مسجد أرض بكر، وهو مسجد صغير قديم جدا باق حتى اليوم على بناءه بعد ان اعيد بنائه من البناء الحجري في السبعينيات.
ومنها مسجد البين وهو من المساجد القديمة الشهيرة، الواقعة في الطرف الشرقي لها، قريباً من بلدة الصالحية (اخريان) عند شماليها، وكان بالقرب من المسجد جصّة شهيرة مسماة "بجصَّة البين". ومعنى الجصَّة: هي بركة مائية عبارة عن حفرة متوسطة، يصل عمقها للمتر والنصف، يأتيها الماء من محل يمدها، تنفرع منها حدود الخمسة جداول مائية تغدي مختلف المناطق، وتوجد في هذه الجداول"السيبان" الضفاضع "فشدغ" والسلاحف "غيلم" والأسماك الصغيرة "حراسين" وتعمل مراسيم الزواج واستحمام العرسان في تلك الجصة([2]).
ومن مساجدها مسجد العرايس وهو مسجد قديم التأسيس والبناء يقع في جنوب البجوية كان عبارة عن أكمة تراب وحجارة أكل عليه الدهر وشرب، وقد تم تسويره بالطابوق من قبل بعض المؤمنين حفاظا على موقع المسجد بعد ازاله ركامه واحجاره الأترية المتبقية.
وصار من مساجدها اليوم بعد عزله عن مني "مسجد الملاح" وهو مسجد قديم يقع في بستان الملاح العريق الذي تملكته عائلة المؤيد، وموقع المسجد اليوم عباره عن سور بالقرب من الإشارات الضوئية لقرية مني.
ومن مساجدها القريبة منها في أقصى الشرق مسجد الشرايف، وهو الواقع على طريق القفول القديم والمسجد مبني عامر يصلى فيه اليومية جماعة,
وذكر العلامة السيد عدنان الموسوي القاروني في كتابه سجلات الوقف -الذي كتبة قبل مائة عام تقريبا- أسم البجوية ووجود مأتم لها بإسم "مأتم البجوية" وله وقف قد سجله له، مما يؤكد لنا وجود المأتم في هذه القرية واندثاره، إلا أن اوقافه باقية مسجلة ولا نعلم اين تصرف.
وكان بعض أهالي قرية مني يظعنون سابقاً في قرية البجوية صيفاً في بساتينها الكثيرة، ومنهم عائلة الصادق علي، و خضير، و عبد الرضا.
ومصير هذه القرية اليوم مجهول، لا ندري من سيستولي عليها ومن سيأخذ اراضيها وان كان الكثير منها قد ملك ودمر وسلب من المتنفدين فصارت كالجسد المليء بالجراح والضربات ونخيلها الجدوع الخالية الدالة على ظلم العباد، لينطوي تاريخها وتاريخ عيونها وخيراتها وبساتينها ومعالمها وما تحمل في صفحة تاريخ البحرين المليء بالأحزان.
وتوجد الكثير من بقايا آثار لقرية البجوية الدالة على سكناها لم نتمكن من تحديد موقعه والوصول اليها وتصويرها، والذي وضعناه من الصور لايشفي الغليل شيئاً، لذا نتمنى منكم لاكمال الفائدة وإتمام البحث أن يتم زيارة موقع القرية بصحبة بعض كبار السن في قرية مني -فهم أعرف بالقرية وتاريخها- لتحديد موقعها وتصوير آثارها الكثيرة ومساجدها وعيونها ، وكذلك لأخذ معلومات أكثر عنها وأسماء عيونها.
([1])راجع كتاب المعالم الملكوتية في بلدات السنابس للجنة احياء المساجد المهجورة مكتبة دار الثقلين الثقافية ص 146-149.
([2])راجع كتاب المعالم الملكوتية في بلدات السنابس للجنة احياء المساجد المهجورة مكتبة دار الثقلين الثقافية ص 152-155.
بقلم: عاشق الإمام المنتظر عج
صور بعض وقفيات مساجد ومأتم البجوية بخط السيد عدنان كتبت قبل مائة عام تقريباً
وقف لمسجد البين في قرية البجوية
وقف لمأتم قرية البجوية
وقف لتعمير مسجد في قرية البجوية
وقف لمسجد بكر في قرية البجوية
وقف لمسجد في قرية البجوية
صورة لمسجد البين في قرية البجوية
اثآلر لبناء قديم في قرية البجوية وقد يعود لمسجد
غرفة في البجوية قد تعود لمزرعة
منظر عام من الاعلى للقرية
غرفة بمزرعة في قرية البجوية
ياليت الكاتب ذكر فترة تهجير هذه القرية و مالذي ادى لتهجيرها على الرغم اننا متاكدون ماسبب تهجيرها حالها حال اخواتها من القرى المهجرة
لدي استفسار هل الصالحية كانت تسمى اخريان مامصدر ذلك و متى تغير اسمها فالعدلية كان اسمها عدلاباد و ذكرت في مذكرات بلغريف و ان ال…ة
كانوا ينادونها ظلماباد لكرههم لها و سكانها
شكرا على المجهود المبذول في تعريفنا بتاريخ البحارنه في البحرين واللي للاسف مانعرف عنه اي شي لحد الان بس استوقفني كلمه الشارع المسمى بالبديع هل له اسم غير البديع ؟