السويفية نسبة إلى "سويف" وهي تصغير "سيف" والسَّيفُ في اللغة: ساحل البحر، والجمع أسياف، يقال فأتينا سيِفَ البحر أي ساحله (المصدر: لسان العرب).
من قرى البحرين الصغيرة القديمة، التي كانت تحوي بساتين النخيل وفروخ اللوز والأشجار الخلابة وفيها المياه العذبة، ومن بين ذلك توجد مجموعة من البيوت التراثية المصنوعة من الاحجار والطين التي يسكنها أهالي السويفية والتي عاصرها العديد من كبار السن في عصرنا، حتى هجرت وخربت القرية كما هجرت العديد من قرى البحرين بعدما تركها سكانها وعافوها لبعض الأسباب، وتم بعدها الاستيلاء على بعض أراضيها.
يحدها من الشرق بلدة النعيم والحد بمسجد الشيخ سالم ابو عراق (قدس)
ومنزل يوسف محمود الساحلي الوقع قبال مركز شرطة النعيم، ومن جهة الشمال ساحل البحر الضارب في ارضها والذي دفن اليوم لمساحات شاسعات وبني عليه محطة البترول للنعيم، ومغسلة برايت…، وصولا لدوار اللؤلؤة… .
ومن الجنوب يحدها بستان القفول الذي كان عبارة عن أرض خضراء زراعية خلابة، وحولته الجهات الرسمية اليوم إلى منطقة سكنية مستحدثة، بعد بيعها أراضيه وتقسيمها.
ولما كانت السويفية تمتاز بطبيعة خلابة وموقع متميز خاص، وخصوصا إذا عرفنا إن مياه البحر محاذية لبساتينها الساحلية، قام حاكم البحرين الأسبق عيسى بن علي آل خليفة ت 1932م ببناء قصراً فيها بجانب الساحل لسبطه أحمد بن علي بن أحمد، وكان هذا القصر مصيفاً لبعض انجال وذوي الاسرة الحاكمة، وقد هدم تقريباً في أواخر الستينيات من القرن الماضي.
ومن بيوت الشيوخ بيت يوسف محمود "من أقرباء الوجيهين حسن وحبيب أبناء محمود" الواقع شمال مسجد الشيخ سالم والذي كان في السابق يسكنه بعض أبناء آل خليفة، ومن الذكريات التي يتذكرها الأهالي إنه لما كان موكب عزاء النعيم يمر على ذلك البيت من جهة الشرق، كان المعزون يرددون أبياتا معروفة عندهم لحادثة وقعت مع الحاكم وهي:
يا من حكم ولا ظلم يا شيخ شـﮔ ليّه علم
وكانت في السويفية عين ماء عذبة_ ولعلها لا تزال موجودة في البستان_ وقد بنت الحكومة بجانبها (دوبي) للأهالي "وهو محل غسيل الثياب الذي يبنى عادة قديماً بجانب العيون ليستخرج ماء العين عبر انابيب لتصل لذلك المحل الذي هو عبارة عن مغسلة مكونة من حنفيات للغسيل، وقد هجر المحل وخرب بعد سرقه حنفياته.
ومسجد السويفية المعتمد هو مسجد الشيخ ابو عشيرة (قدس) الساحلي الواقع اقصى غربها والذي يعد من أبرز وأعرق معالمها الأثرية التاريخية وهو الذي يفصلها عن قرية جبلة مني "البرهامة".
وبعد أن خربت القرية وهدم القصر صارت بعد ذلك منتزهاً ساحليا لأهالي النعيم الذين يذهبون لساحلها عصر كل يوم للراحة والاستجمام، وقضاء الوقت في الهواء الطلق والمناظر الطبيعية الخلابة هناك والسباحة، وكان بعضهم يتدارس ويراجع دروسه فيها واستمر ذلك حتى ردم ساحلها مع ساحل النعيم وبذلك دمرت طبيعتها..
وقامت الجهات الرسمية ببناء أول مؤسسة حكومية في قرية السويفية وهي مدرسة حطين الابتدائية للبنين التي تأسست عام 1970م الواقعة جنوب شرقها، والتي بنيت بعد الغاء مدرسة بن خلدون الابتدائية للبنين القديمة وهي ملكاً لعائلة الغضبان استأجرتها وزارة التربية منهم والتي تقع جنوب مسجد الشيخ سالم ابو عراق قده مقابلة له.
ولازال بستانها العريق الكائن سابقاً بجانب بيوت أهاليها باقياً إلى اليوم وفيه الاشجار وفروخ اللوز معطياً صورة تاريخية لقرية كانت هناك في منطقته وتاريخ وحركة قد اندثرت وماتت.
وأخيرا قامت الجهات الرسمية قسم التخطيط العمراني والبناء مؤخراً، باستبدال ونقل قرية السويفية من منطقتها الأصلية إلى ساحل بلدة جبلة مني "البرهامة" المردوم، الواقع شمال البرهامة الممتد إلى مجمع الدانة ومن ثم إلى كارفور وتغيير اسمه من أسم البرهامة إلى السويفية، وذلك بعد بناء ساحلها بشكل كامل كفنادق وعمارات استئجاريه للسواح والوافدين، وكان ذلك دون قبول ورضا إهالي البرهامة بذلك، حيث تعد المنطقة تابعة لقريتهم، ومنها ادرجت قرية السويفية الأصلية التراثية ودمجت لمنطقة القفول السكنية والنعيم مما يشكل ذلك اقصاءاً للتاريخ وتلاعباً في أصوله والتركيبة السكانية.
بقلم: عاشق الإمام الحجة (عج)
صور من قرية السويفية
رسم تقريبي لمحراب مسحد الشيخ سالم السابق ومنزل يوسف محمود ويظهر بجانبه ساحل
المسجد من بعيد
قرأت الموضوع وكنت من فتره اسأل عن المنطقة،ولا يظهر أنها قرية،هي منطقة تسمى السويفية وبها بستان أو عدة بساتين هي لعائلة الغضبان كما تذكر العائلة نفسها،وكانت مصيفا سكنها مجموعة من أفراد العائلة الحاكمة،وسكنها كذلك مجموعات من القرى القريبة منها،وبالنسبة للقرية التي ينسب لها بعض العوائل الساكنين في البصرة هي على مايبدوا قرية التي تسمى قرية حلة السيف،ويسميعا أهالي القرى القريبة منها والعارفين بها قرية السويفية ايضا،بحث جيد موفقين.