هذا الأسبوع نقدم وثيقتين، كما نحاول دائماً، لم تُنشرا من قبل. إحداهما عقد بيع تم في البحرين بين أقطاب وأعيان تجار البحرين في فريج البنعلي، وبين أعيان وأقطاب تجار البحرين، آنذاك، في العاصمة المنامة. وكلتا الوثيقتين دونتا بخط اليد قبل حوالي مائة عام وأكثر بسبع سنوات، بين 1907، و1914.
نص الوثيقة الأولي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الموجب لتحرير هذه الورقة هو اني انا يا راشد بن سلامة وامبارك بن سلطان بن سلامة بأننا بعنا البوم المسماء فتح الخير الذي ملك المرحوم سلطان بن سلامة على الرجلين المكرمين علي بن حاج كاظم البوشهري وعبدالنبي بن حاج احمد البوشهري بثمن قدره وعدده وبيانه ثلاثة آلاف ر بّيه التي نصفها عن الشك والاشتباه الف وخمسماية ربّيه بيعا بتاً بتلاً صحيحاً صريحاً في غير اجبار ولا اكراه بل بطوعنا ورضانا وقد قبضنا هذا الثمن المذكور بالوفاء والتمام كيلا (يخنا؟) والله خير شاهداًووكيل
جرا وحرر بيوم السابع والعشرين من شهر ذا القعدة عام 1324.
اشهد عن اقرار المذكورين
راشد ومبارك وانا الاقل ابراهيم بن احمد
(الختم)
صحيح امبارك
بن سلطان بن سلامه صحيح راشد
(الختم) ابن سلامه (الختم)
شهد بذلك الاقل علي بن السيد شرف
(الختم)
أما الوثيقة الثانية فهي مدونة بتاريخ 4/فبراير/ 1914، وكُتب بها المتن على وجهين من الأمام والخلف. ففي وجهها الأول كتب التالي:
" (فقط الفين وثلاماية وخمسه وسبعين روبيه لا غيرها)
في 8 شهر ربيع الأول 1332 من البحرين الي بمبي
جناب الاجل الامجد الافخم حميد الشيم الحاج حسين بن الحاج عبدالله بن سعد الحداد المحترم
ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام وبعد نحب اطلاعكم على ورقتنا هذا بورودها
كربلائي علي كاظم والحاج عبدالنبي بوشهري مبلغ المذكور أعلاه الفين وثلاثمايه وخمسه وسبعين روبيه
النصف عن الشك والريب الف ومايه وسبعه وثمانين روبيه (1187) ونصف، وذلك في ؟؟
الدفع خلصوها بمظهره كجاري العاده وقيدوها في الحساب جزيتم خيرا ودم سالماً
صحيح عبدالمحسن
بن متروك الدرازي
(الختم)
(ختم وصول الرسالة إلي الهند)"
وفي الوجه الثاني لها من الخلف كُتب بتاريخ 26 /فبراير/ 1914، أي بعد 22 يوماً من وصول الرسالة إلي مقصدها في بومبي، التالي: " سلّم وجه حواله الى جناب الأجل الحاج ميرزا مهدي صفهاني وأولاده…من علي كاظم والحاج عبدالنبي بوشهري".
مع بعض الكلمات باللغة الهندية وتواقيع بالعربية والانجليزية مع طابع هندي والتاريخ المدون اختفي جزء منه وظهر فقط 26/ 2، أي فبراير.
وحين نتأمل في هاتين الوثيقتين، ستعطيان كلتاهما فكرة أخرى عن نوع وأهمية العلاقة بين تجار البحرين في زمان اللؤلؤ، وتنوع أطياف هؤلاء التجار بشكل واضح من الوثيقتين، في سنوات الزمن الجميل، اجتماعيا وأخلاقياً ضمن مجال المهنة والعلاقات الأخوية بين أبناء الوطن الواحد. وكذلك حرص بعضهم على البعض وتعاونهم في سبيل مصالحهم التجارية والمالية كما توضح الوثيقتين، والأمانة والثقة بين تجار ذاك الزمان. فويل لمن سن سنة معاقبة أخيه التاجر وإقصائه في هذا الزمان وكأنه يتخلي عن وطنيته، وانتمائه لهذه الأرض، وتاريخها، يوم ساد حُسن الخلق وعلاقات الأخوة بها، دون النظر لمذهب، أو طيف، وقومية، أو غني أو فقر.
ويتضح من الوثيقة الأولي المؤرخة في 12 يناير1907 م، أي قبل حوالي 107 سنوات، أن هناك صفقة بيع لـ "بوم" سفار يُطلق عليه "فتح الخير" ، تمت بين التاجرين المعروفين من عائلة البنعلي المشهورة؛ راشد بن سلامة، ومبارك بن سلطان بن سلامة، وبين التاجرين المعروفين آنذاك في أسواق البحرين والخليج، علي بن الحاج كاظم بوشهري، وعبدالنبي بن الحاج أحمد بوشهري، بمبلغ وقدره 3000 روبية هندية. وقد تم دفع نصف الثمن في بداية التسليم لإبعاد الشك والاشتباه بين الطرفين الأول والثاني، كما توضح الوثيقة.
كما شهد على هذه الصفقة كل من (إبراهيم بن أحمد، وعلي بن السيد شرف)، وبالتأكيد هما من التجار والأعيان، ومن أصدقاء الطرفين.
أما الوثيقة الثانية، الخاصة بموضوع المبالغ المالية التي ذكرتها الرسالة المؤرخة في 4 فبراير 1914، أي قبل 100 عام بالتقريب، والموجهة من تاجر اللؤلؤ المعروف في البحرين والخليج والهند (الحاج عبدالمحسن بن متروك الدرازي بن آل شهاب)، إلي أحد أصدقائه في عاصمة الهند التجارية آنذاك (بومبي)، ليستلم من أخويه التاجرين البحرينيين، المعروفين كما ذكرنا، علي كاظم، وعبدالنبي بوشهري، مبلغ 2375 روبية هندية، ربما هي ثمن صفقة ما لم تبين الوثيقة نوعها. وبكل الثقة المتبادلة بين تجار البحرين في ذاك الزمان، حتى وهم بعيدين عن الديار وفي الهند، تم تسليم نصف المبلغ بداية كتأكيد على بدء الصفقة، ويبقي النصف الآخر لحين الانتهاء من كافة أمور الصفقة. وخلف الوثيقة يذكر البوشهريين، علي كاظم، وعبدالنبي، أنهما سلما المدعو الحاج ميرزا مهدي اصفهاني وأولاده، يبدو أنه احد التجار في بومبي له علاقة بالصفقة المذكورة، حوالة بمبلغ لم يتبين مقداره.
إن دراسة مثل هذه الوثائق بمزيد من التحقيق والتدقيق، سوف تضيف الكثير من أصول العلاقات البينية المتجذرة بين جميع مكونات الشعب البحريني، بعيداً عن كل قوى الظلام الغريبة التي تحاول أن تفرقهم اليوم، وتصنفهم على دكة الطائفية.
الدكتور: محمد حميد السلمان، صحيفة الوسط
انا في رأيي المتواضع لا داعي لن نجلب شيء لشيء اخر اي نحاول بهذه الوثائق ان نبين ان الامور و المحبة متبادلة بين مختلف الاطياف اصلا في حقبة هذه الوثائق كانت البحرين تمر بمرحلة عصيبة جدا ادت لتهجير العديدين خارج الوطن
ففي النهاية هذه مصالح تجارية لادخل لها بالمحبة او نبذ الطائفية او شيء من هذا القبيل لا اود هنا ان اقول باننا طائفيون و نحب ذلك بل مجرد ابين بان هذا دليل غير صحيح للوصول لهذه النتيجة