من هو الوكيل ابراهيم بن محسن بن رجب؟ ولماذا هاجر من موطنه؟
لا شك ان البحث في الوثائق البريطانية يحتاج لجهد كبير وذلك بسبب حجم وكم الوثائق الهائلة التي تنشر بين فترة واخرى في اكثر من مكان.
اليوم مكتبة قطر الرقمية تحوي مئات الآلاف من
الوثائق النادرة والثمينة خصوصا حول جزيرة البحرين وسكانها.
يوم أمس وصلتني اربع وثائق تتعلق بشخصية مجهولة سمعت عنها سابقا ولكني لم اتصور انها شخصية مهمة ولها ثقل كبير على المستوى التجاري والسياسي وهي شخصية الوجيه والتاجر ابراهيم بن محسن بن رجب.
وقبل ان اتحدث عن الوثائق اود ان ادخل من خلال مقدمة سريعة وهي انني عندما كتبت قبل اعوام موضوعا حول الشيخ محمد بن رجب المعاصر للسيطرة البرتغالية على البحرين والذي صلى أول صلاة جمعة بعد خروج البرتغاليين في مسجد الخميس (المشهد ذو المنارتين) سألني البعض عن درية الشيخ بن رجب ولماذا اختفى دورهم الديني والعلمي وبعد البحث والتقصي توصلت لنتيجة وهي أن هذه العائلة العريقة كانت في فترة قديمة من اشهر العوائل العلمية ومع مرور الزمن افل دور العلماء فيها وبرزت منها شخصيات لامعة في الجانب الاقتصادي والتجاري والسياسي والملفت ان عددا من علماء العائلة وغيرهم التحقوا بالفقيه الشيخ محمد بن رجب المقابي الرويسي البحراني الى جمهورية ايران حيث هاجر قبل وفاته لطلب العلم وهناك استطاع الشيخ محمد بن رجب تأسيس مدارس علمية ولعب دورا مؤثرا في بلاد هجرته ولا زال ضريحه معروفا في بلدة شيراز.
ويمكنكم الاطلاع على الموضوع السابق هنا http://www.jasblog.com/wp/?p=5849
ومن هنا يتضح ان دور عائلة بن رجب كان له تأثير وقد برزت من هذه العائلة العديد من الشخصيات الآمعة ولكنها لم تعطى حقها في التوثيق ومنها شخصية ابراهيم بن محسن بن رجب.
الوثائق او المراسلات تدور حول قضية وقعت في حدود عام (1871م و1872م) ومفادها:
ان الوكيل البريطاني والتاجر ابراهيم بن رجب ارسل رسالة احتجاج الى باليوز الخليج (الكولونيل أو العميد بيلي) وهو صاحب رتبة عسكرية بريطانية.
الرسالة كانت ضد حاكم البحرين عيسى بن علي يقول فيها ان أخيه محمد بن رجب قد اقرض حاكم البحرين مبلغا كبيرا ولكن حاكم البحرين نفى ان يكون اقترض منه اي مبلغ وفي نفس الوقت يتضح من المراسلات ان حاكم البحرين قد توافق مع الباليوز على ان يسدد المبلغ بالاقساط ولذا يقول ابراهيم بن رجب انه لم يحصل على اي قسط حتى كتابة الرسالة الى (الكولونيل أو العميد بيلي.
الوثائق مترجمة من الانجليزية الى العربية وباللهجة القديمة وقد كتبتها كما هي ومن خلال المفردات تستطيع معرفة المحتوى، والملفت في المراسلات ان (الكولونيل بيلي) كان غير مهتم بالشكوى ويقول: ان شيخ البحرين حاكم في مالك نفسه واننا ما نقدر ندخل انفسنا بينك معه.
وفي خضم المراسلات يقول الوجيه ابراهيم بن رجب انه قرر الرحيل من البحرين الى الهند التي كان يتنقل بينها وبين البحرين من أجل التجارة، ويتضح ان هجرته كانت قسرية خوفا على امواله من النهب والاستيلاء حيث وجد الانجليز لا يعينونه على استرداد حقه.
وقد ذكر لي احد المؤرخين ان رحيل الممثل والوكيل السياسي لابريطانيا ابراهيم بن محسن بن رجب الى الهند وهو الوجيه الذي كان يعتبر اشهر رجالات عائلة بن رجب في زمنه قد اصاب العائلة بانتكاسة كبيرة لا سيما انه هاجر مرغما من وطنه.
سانقل لكم صور الرسائل الاربع مع محتوى كل رسالى اسفلها
الرسالة الاولى
رسالى ابراهيم الى كرنل بيلي
عريضة ابراهيم بن رجب الى جناب (كرنيل بيلي باليوز خليج فارس) المؤرخ سنة 1871م
نعرض بخدمتكم ان وصلني سواد كتاب الشيخ عيسى واطلعت وفهمت مضمونه.
جناب الشيخ يذكر لانه ما تدين ولا اخذ وجه من عندي. ما يذكر قبول سبب انه الفقير ساكن بيتي لاكن الامر مع الشيخ من جهة وجه الذي دين وقبض من الاخ محمد بن محسن المشار اليه مقر بذلك وجنابك تعرفون بأن الذي طال اخي مالي وعندي اوراق وثبوت الذي اموال اخي المذكور فهو مالي وأما من جهة القسط الذي جنابك قرره وعين ان جناب الشيخ يسلم وهو قبل بذلك لاكن الى الان ليس وصلني شيئ منه فلاجل ذلك نلتمس من على جنابكم ان تصيرون سببا لافضال هذا بما حيث انه مرادي الرجوع الى الهند والسلام
الرسالة الثانية
تاريخ 5 من جمادى الثاني 1388 هجرية في 5 سبتمبر سنة 1871 م.
الى ابراهيم بن محسن بن رجب.
ولا يخفى قد وصل الينا كتابك المؤرخ في جمادى الثاني. واحاط علمنا على مضمونه وانك مطلع ان شيخ البحرين يكون حاكم في مالك نفسه واننا ما نقدر ندخل انفسنا بينك معه في محكمة شرعية لكن قد صرنا مسرورين في هذه البين من ارسالنا اليه خطا في معرفتك ببذل مساعي جميلة عليك في الصداقة. هذا ما لزم قد عرفناك الشبه والسلام
الرسالة الثالثة
تاريخ 3 رمضان، 17 نوفمبر 1871م الى الشيخ عيسى بن علي.
ثم لا يخفى يمكن انه في خاطرك لانه من مدة سنتين قبل هذا في اثناء الوقعة التي حدثت في جزائر البحرين بعض من المختار سبقوا وعاونوا جنابك بالدراهم باطلاعنا وحسب ثقتكم واطيناكم لاجل رد ذلك الدراهم بالقسط ومن جملة التجار المذكور كان ابراهيم بن محسن بن رجب وتبين لانه الى الان ما تسلم اليه شيئ من القسط وجنابك تعلم لانه بدا ما عندي ابعد في خاطري مثل المداخلة الدراهم في امور ان وجوها مملكتك فلاكن ذلك انفاق المخصوص للتي لزم اداء ذلك الوجه المعاونة لاجل استقواء حكومتكم في ذلك الوقت سيوجب علينا ان نسع بالاجتهاد لانهم قربوا بالعطاء والسخاء حتى لا يحصل لهم ضرر وخسارة فلاجل ذلك نرجوا من جنابكم انه ذلك الوجه الذي دينكم ابراهيم بن محسن بن رجب سيرجع عليه هذا ما لزم بنار ولا زلت محروس ودمت سالما والسلام
الرسالة الرابعة
تاريخ 1872م الى الشيخ عيسى بن علي.
ولا يخفى قد استانسنا من وصول كتابك الشريف المؤرخ في ذا الحجة فاسر الخاطر عن حال سلامتك ولكن قد افهمتنا من جناب عالي الجاه الاجل الافخم القبطان (كرنط) صاحب بان يصير سرقتا متصلا في جزايرك بهذه الحد وايضا قد نهب عيال بن رجب جسارتا وواضحا في بيتهم فهذا غاية المراد منك بان تمنع وقوع كذا اعمال يضيع اسمك واقدامك فيما بعد الذي تكون كبير الملك وايضا صدور كذا حركات بتدقيق ملاحظ من دولة الانكليس (الانجليز) في الهند هذا ما لزم قد صدعناك به والسلام.
لمحات حول شخصيته
وهنا نود ان نضيف معلومات تتعلق بشخصية الوجيه والوكيل ابراهيم بن رجب نشرت في كتاب انجليزي يتحدث حول البحرين وقد تطرق الى الوكلاء السياسيين للحكومة البريطانية في الخليج وكان ابراهيم بن رجب احدهم وقد تطرق الكتاب الى هجرته الى الهند وذكر ان هجرته كانت بسبب الفوضى وقد تناول الكتاب وصول ابراهيم الى الهند حيث بدأ مشروع دفان في مدينة بومبي وقد سمي المشروع باسمه لاحقا حيث حمل اسم (ابرهام سكوير) وهي منطقة معروفة في بومبي حتى يومنا، ويذكر انه كان يحمل جوازا بريطانيا لذا هاجر الى الهند على ظهر بارجة بريطانية في سبعينيات ذلك القرن (1872م) ويذكر انهم تعرفوا عليه من خلال المكتب البريطاني في الهند عندما كان طالبا هناك.
غلاف الكتاب
وصلة الكتاب للاطلاع
https://books.google.com.bh/books?id=1vUckJbC8JIC&printsec=frontcover#v=onepage&q&f=false
صورة من احدى صفحات الكتاب
ومن المعلومات التي ذكرت حول شخصيته انه كان وكيلا سياسيا وممثلا لابريطانيا في البحرين من سنة (1862م الى 1864م) وهو الوكيل العاشر من خلال الجدول الذي يعدد اسماء وفترات الوكلاء السياسيين.
تسلسل وكلاء بريطانيا في البحرين في القرن التاسع عشر الميلادي
ونرفق هذه مقال للدكتور محمد حميد السلمان حول شخصية ابراهيم بن رجب الذي نشره في صحيفة الوسط
الوكيل الحاج إبراهيم بن محسن بن رجب
من المعروف أن نظام المقيم السياسي البريطاني في الخليج قد جاء من عباءة شركة الهند الشرقية الإنجليزية منذ العام 1763 واستمر حتى العام 1971.
وقد تم اختيار ميناء بوشهر الايراني موقعاً دائماً للمقيم ولموظفي هذه الهيئة السياسية الانجليزية. وكانت مهمة المقيم الحفاظ على درجات متفاوتة من السيطرة السياسية والاقتصادية لصالح بريطانيا العظمى على منطقة الخليج وحكامها.
وبعد نحو العام من توقيع اتفاقية 1861 بين بريطانيا والبحرين؛ قرر المقيم البريطاني في الخليج المدعو (Lewis Pelly) تولى بين 1862 – 1872، أن يستبدل الطريقة المتعارف عليها في تعيين الوكلاء البريطانيين، بأن يلجأ إلى الاستعانة بالعرب من الساحل الغربي للخليج. ويعد الحاج جاسم المعروف بأبوالقاسم أطول الوكلاء البريطانيين مدة في هذا المنصب طوال تاريخ تأسيسه في الخليج عموماً، فقد قضى به ابوالقاسم حوالي 20 سنة.
ما يهمنا في هذه القضية هو ذاك التوجه لتعيين وكيل بريطاني من سكان البحرين الأصلاء بدلاً من ابوالقاسم، فجاء اختيار الحاج إبراهيم بن محسن بن رجب ليقوم بهذه المهمة الشاقة، ولم يبرر المقيم (بيلي) أسباب هذا التغيير في نظام الوكلاء المحليين، ولكن ربما يعود ذلك كما يذكر (جيمس
أونلي) أن المقيم السياسي البريطاني آنذاك أراد تعيين وكيل محلي من أهل البلاد الأصليين له تأثير كبير في تجربة الحقوق الاقليمية الحديثة التي حصلت عليها البحرين بموجب الاتفاقية السابقة.
ومن واقع الذاكرة الجمعية للعائلة نستخلص أن عائلة بن رجب تعود في أصولها الأولى إلى منطقة الحجاز بغرب شبه الجزيرة العربية. وبن رجب اليوم في البحرين هم المنحدرون من سلالة رجل الدين العالم الشيخ محمد بن حسن بن رجب. وعاش هذا الشيخ العالم في البحرين في القرن السادس عشر للميلاد أي منذ نحو 500 سنة. وفي وقت ولادة إبراهيم بن رجب كانت عائلة آل رجب قد اشتهرت بأنها أغنى عوائل التجار في المنامة. ولذا فقد أرسلته العائلة في مطلع حياته إلى مدرسة خارجية في مدينة مومبي لتلقي العلم هناك باعتبار أن العائلة كانت لها علاقات تجارية واسعة جداً مع البيوت التجارية الهندية في تلك الفترة. وبقي إبراهيم هناك حتى سن البلوغ عند الصبيان وحصل على مستوى جيد في اللغة الانجليزية. ومن المحتمل انه خلال تلك الفترة أيضاً اكتسب بعض الخبرات من الإنجليز في الهند. وعاد إلى البحرين ليتسلم أمور العائلة التجارية بكاملها نحو عام 1850. وخلال عشر سنوات فقط، أي مع بدايات العام 1860، أضحى أغنى تجار البحرين قاطبة. وكمؤشر على ذاك الغنى هو تلك الأراضي الواسعة البديعة بنخيلها ومائها العذب التي كان يمتلكها في منطقة الجفير.
وبسبب دراسته في الهند واطلاعه على أحوالها خلال الفترة الانجليزية بها؛ واتساع علاقاته الاجتماعية والتجارية مع عموم أهل البحرين بجميع طوائفهم ومللهم؛ جعلت المقيم السياسي (بيلي) في الخليج يفاتحه ذات يوم من العام 1862 في أن يتولى وظيفة الوكيل البريطاني في البحرين براتب سنوي قدره آنذاك 960 روبية، وكان يعتبر راتباً جيداً. وبهذا التعيين أصبح الحاج إبراهيم بن رجب أول وكيل بريطاني بحريني أباً عن جد ومن سكان جزر البحرين حيث درجت المقيمية البريطانية في الخليج منذ نشأتها على تعيين وكلاء لها في الخليج والبحرين من العرب أو الفرس المقيمين في الساحل الشرقي من الخليج.
تولى الحاج إبراهيم بن رجب المنصب لفترة قصيرة نحو عامين فقط بسبب عوامل خارجية ليس للحاج إبراهيم علاقة بها. ذلك أنه لسوء الحظ خلال السنة التي عُين فيها تم تقليص نفقات الوكلاء المساعدين للمقيمية البريطانية في الخليج من قبل حكومة الهند البريطانية الاستعمارية. أضف إلى ذلك أنه في العام التالي 1863، قام مكتب الهند البريطاني، ربما لتقليل النفقات العسكرية، بتفكيك الاسطول البريطاني في الخليج وسحبه مع جنود البحرية إلى الهند. ووضع برنامج لزيارة البحرية البريطانية للبحرين في العام مرة واحدة فقط. أما قيادة أسطول الخليج فبقيت في الترسانة البحرية في مومبي تحت الطلب إذا تمت الحاجة إليها في الخليج في الحالات الطارئة.
ولم تكن المقيمية سعيدة بهذه التغييرات التي ستُفقدها الوكلاء المساعدين لها في الخليج، ولذا قررت إجراء بعض التغييرات في منصب الوكيل برواتب مجزية أكثر وأعمال إضافية. إلا الحاج إبراهيم بن رجب لم يواصل عمله في الوظيفة بل بقي في البحرين حتى العام 1869 حين عاد لمومبي فجأة. يتبع…
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3853 – الثلاثاء 26 مارس 2013م الموافق 14 جمادى الأولى 1434هـ
عبدالله بن محسن ومسئولية شرق الجزيرة
عندما قرّر المقيم البريطاني في الخليج لويس بيلي العام 1864 تغيير طبيعة نظام الإدارة البريطانية للمنطقة بتوظيف مساعد ملتزم برعاية المصالح الإنجليزية مع الحكّام المحليين ومسئول عن منطقة الساحل الشمالي العربي من الخليج؛ تخلّى عن نظام الوكالة القديم المتّبع آنذاك. ولذا ترك الحاج إبراهيم بن رجب كأول وكيل بريطاني بحريني تلك الوظيفة وتفرّغ لمزاولة عمله التجاري المربح جداً مع أن علاقته بالمقيم لم تتغير.
ومع أن الإدارة البريطانية في الهند لم تطبّق النظام المقترح كما رسمه بيلي تماماً بسبب تطوّر أحداث المنطقة الخليجية المقلقة بشكل سريع؛ إلا أننا نجد الحاج إبراهيم قد عاد فجأة العام 1869 إلى مومبي. كان ذلك حين نصحه البريطانيون بالانتقال من البحرين بسبب الوضع المضطرب بها وخيّروه بشأن أي مكان يريد التوجه إليه، بشرط أن يكون تحت الحماية البريطانية، فاختار بن رجب أن يعود إلى مومبي لعلاقته الحميمة السابقة بها، وقدرته على التحرّك تجارياً واجتماعياً في تلك المدينة، وهناك قضى السنوات المتبقية من حياته.
ولأن الإنسان البحريني متعلق بالأرض دائماً، فقد قام الحاج إبراهيم خلال سنوات مكوثه في مومبي نحو 1870 بمشروع استصلاح الأراضي في منطقة المستنقعات في ضواحي مومبي، بحيث جعل منها واحةً زراعيةً غنّاء، ما أدّى لتسميتها ساحة إبراهيم فيما بعد.
ولمتابعة أوضاع عائلة محسن بن رجب والبحرين في تلك الفترة، هناك الكثير مما يمكن معرفته من الوثائق البريطانية التي كانت تصدر من المقيمية في بوشهر، والتي انتقلت إلى البحرين في النصف الثاني من القرن العشرين. تلك الوثائق التي صدرت في فترة توليها من قبل المقيم لويس بيلي، وبشكل خاص في مدوّنته المعنونة بـ «حاجي إبراهيم البحريني» العام 1869، ورسائله «إلى إبراهيم بن محسن بن رجب» خلال أشهر سبتمبر، نوفمبر، وديسمبر من العام 1871، وغيرها من الوثائق.
ولم يعنِ ارتحال، وليس نفي، الحاج إبراهيم بن رجب عن البحرين العام 1869 أن عائلته قد توقّف تواصلها مع البحرين أو مع بريطانيا، بل إن أخاه الحاج محمد بن محسن بن رجب حصل على الجنسية البريطانية في الهند، كما حصل على حماية خاصة لابنه عبدالله في ظل ظروف تلك المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة الخليجية. وكأن الأب كان يستشعر ما سيحدث في تالي الأيام وهو يرى الخطوب مدلهمةً حولهم، فقد استفاد الابن عبدالله من تلك الحماية البريطانية الخاصة بتعويض جيد حين تعرّضت تجارة بن رجب للنهب، وبضائعهم للتدمير والسرقات من «مجهولين» أكثر من مرة، وكانت المقيمية، كما يذكر بيلي في الوثائق البريطانية، تقف معهم في كل مرة يتعرضون لمثل ذلك النهب والسرقة.
كما حصل عبدالله بن محمد بن محسن بن رجب على وكالة حصرية له العام 1873 في الخليج من إحدى الشركات. ذلك أن شركة (Gray Paul & Co) وهي شركة تجارية مملوكة لبريطانيا وتعمل في عموم الخليج آنذاك وقبل أن تفتح لها فرعاً دائماً في المنطقة وفي البحرين تحديداً العام 1883 تحت اسم آخر عُرفت به هنا فيما بعد، وهو «جري مكنزي»؛ اختارت عبدالله بن محمد بن رجب ليكون وكيلها المحلي ويتولى أعمالها التي أخذتها هي الأخرى بالوكالة عن شركة بريطانية كبرى، وهي الشركة البريطانية الهندية للملاحة البخارية المعروفة اختصارا بـ (BI). وجاءت هذه الثقة البريطانية في عبدالله بسبب قوة العلاقة السابقة بين العائلة والمقيم وحكام البحرين.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل لاحقاً وفي العام 1875 تحديداً، عيّنته هيئة «الخدمة البريدية الهندية البريطانية» في منصب المدير الثاني لشرق شبه الجزيرة العربية، وبقي في هذا المنصب حتى العام 1884 حيث انتهت مدة انتدابه له. لكن ثقة شركة (BI) به لم تنتهِ، فقد بقي وكيلها الحصري في البحرين حتى وفاته العام 1889.
محمد حميد السلمان، صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3857 – السبت 30 مارس 2013م
وفي الختام نتمنى ان يتولى احد الباحثين لاحقا الكتابة في هذه الشخصية المغيبة ودورها المجهول.
السلام عليكم.
بعد مدة تزيد عن السنتان ونصف.
اكتشفنا بان الحاج عبدالله بن رجب يكون عم الحاج إبراهيم بن رجب. اي ان إبراهيم يقول إلى عبدالله عمي.
و ان المعلومة التي تقول ان عبدالله بن رجب ابن أخ إبراهيم خاطئة وأدت إلى خلط الاسماء. و لو رجعنا إلى كتاب جيمس اونلي سنجد أن مصدر المعلومة هو د خليل رجب.
و الاختلاط بسبب تشابه الاسماء
اي ان إبراهيم بن محسن بن محمد بن محسن بن رجب
و الاخ الأصغر إلى إبراهيم هو محمد بن محسن بن رجب ولد سنة ١٨٤١
و لا يمكن أن يكون محمد اصغر من ابنه عبدالله
و عمهم الحاج عبدالله بن محمد بن محسن محمد بن رجب
و اخو عبدالله الحاج منصور والد عبدعلي بن رجب
السلام عليكم.
معلومة: ان الحاج عبدالله محمد بن محسن بن رجب يكون
عم الحاج إبراهيم بن محسن بن رجب
و عم الحاج محمد بن محسن بن رجب مواليد ١٨٤١ ال يمكن أن يكون عبدالله أكبر من ابيه ؟؟؟
انما تشابه الاسماء خلط الكاتب جيمس اونلي بينهم و مصدره كان مقابلة الدكتور خليل بن رجب ١٩٩٩.
و الدكتور خليل و الكل كان يعتقد بأن عبدالله بن رجب هو ابن أخ إبراهيم ولكن بعد وثائق الجوازات ثبت العكس
هو ان عبدالله بن رجب عم الحاج إبراهيم و الحاج محمد