إن المكتشفات والمواقع الأثرية المكتشفة تؤكد التفرد والخصوصية التي تمتاز بها الحضارة الدلمونية .
إذا سلمنا بالأمر الواقع واعتبرنا أن البحرين هي دلمون الأسطورة التي أعتبرها السومريون ومن بعدهم البابليين والآشوريين أرض الخلود والحياة الأزلية والتي تحدثت
عنها المصادر العراقية القديمة بإسهاب ، و إذا اقتنعنا أنه لامجال للشك في أن المبني الأثري الشاخص والواقع بالقرب من قرية بار بار بأنه معبد على غرار معابد الزقورات والمعابد المكتشفة في بلاد ما بين النهرين .وقد تم التنقيب عن معبد بار بار بواسطة البعثة الدنمركية وتم الكشف عن معابد مشابهة من حيث شكل و هندسة بناء المعبد الذي تم الكشف عنه من خلال تنقيبات جامعة شيكاغو في عام 1940 في موقع الخفاجى بجنوب العراق . وهناك نماذج شبيهه أخرى بيضوية الشكل عثر عليها في مدن سومرية أخرى تعاصر من الناحية الزمنية معابد بار بار فترة الألف الثالثة ق .م في العبيد ، أور ، تل براك التي تتشابه مع الشكل البيضوي لمعابد باربارفي البحرين والذي يمتاز بوجود النبع الارتوازي الذي يبدو انه أعد خصيصاً للاغتسال الطقسى .
وعلى ضوء ما تقدم فان المكتشفات لا تعزى فقط لوجود علاقات تجارية فحسب بل لابد وانه يمكننا الاعتقاد بأن المعتقدات والشعائر والطقوس الدينية التي تقام في المعابد الدلمونية في البحرين لاشك وأنها وثيقة الصلة بالشعائر والعقائد الطقسية التي كانت تمارس في معابد بلاد ما بين النهرين أو إنها تأثرت بها ، لذلك لم يكن اعتبار السومريين والبابليين دلمون أرض الخلود ووصفها بالجنة والفردوس و أحاطتها بهالة من القدسية والطهارة اعتباطاً ، هذا وقد تم التوصل إلى معرفة ذلك من خلال الكتابات المسمارية التي تمكن علماء الآثار من ترجمتها وفك رموزها . لذا تنعكس أهمية دلمون باعتبارها مركزاً دينياً وحضارياً قائماً بالأساس على التجارة في العالم القديم وبفضل ذلك تمتعت بشهرة واسعة منذ أقدم العصور .
وعليه فإنه لابد لنا من التدقيق وإعادة النظر في الكثير من المعثورات الأثرية المكتشفة في المواقع المنتشرة في قرى البحرين ومقارنتها بما عثر عليه في المنطقة المجاورة في الفترة المعاصرة لها ودراستها بشيء من التأني ، والأمر الذي نحن في أمس الحاجة إليه في الوقت الحاضر هو العثور على بعض الكتابات أو الرقم الطينية التي يمكنها ان تلقي بعض الضوء على الطقوس والشعائر الدينية التي تقام في المعابد الدلمونية ، معابد بار بار ، معبد الدراز ، معبد سار، وأرى هنا ضرورة الإشارة إلى مضمون البحث المنشور في مجلة الوثيقة العدد السادس ، يناير 1985 للأستاذ
الباحث علي أكبر بوشهرى ، وكذلك كتاب (Dilmun Culture) حول نفس الموضوع
، ولنفس المؤلف باللغة الإنجليزية حسب ما ذكر من بحوث قام بها لسنوات لمعرفة
نظام الكتابة الدلمونية وقد ذكر ” استخدمت دلمون جزء من كتابة الرافدين وجزء من كتابة وادي ألا ندوس واستخدموا الكتابة السومرية التصويرية وقاموا بتطويرها لنفعهم ” وأطلق عليها الكتابة الدلمونية المدمجة ، والذي استغرق منه جهد ووقت كبيرين في محاولة للتعرف على ذلك الأمر حسب ما ذكر في البحث المنشور في المجلة ويبدو ذلك جلياً من خلال الجهد المبذول من رسم جدول الاشتقاق وأمثله الكتابة التصويرية الدلمونيه ممثلة في جداول الرسوم ومراحل اشتقاقاتها ومعاني الكلمات في محاولة لترجمة لغة لم تكن في اعتقادي موجودة بالأساس ، وان وجدت فلم تكن في تصوري الأختام الدلمونيه هي مادتها الاساسيه للكتابه ، كما أنه لم يحدث في حضارة من الحضارات ان استخدمت الأختام من دون سواها لتدوين أمور حياة شعوبها ، فمهما كانت المبررات المطروحة لكاتب المقال لعدم سعة الانتشار وعدم اقتصار كتابة اللغة الدلمونية على الأختام الدلمونية وحسب شمولها واستخدام مواد أخرى للتدوين والكتابة كما حدث بالنسبة للحضارات الأخرى كالسومرية والاكديه وقدماء المصريين اللغة الهيروغليفية ولغة حضارة وادي السند التى لم يتمكن من فك رموزها وترجمتها حتى الوقت الحاضر حيث كانت المادة المستخدمة للكتابه في العصور القديمة هي الحجر والطين ( الفخار ) أو ورق البردى الذي استخدمه الفراعنة في مصر .
ليس مجال بحثنا هنا هذا الموضوع ولكن أرى ان المسائل العلمية يجب ان لا تترك لتمر دون نقاش وأرى أيضاً أنه من الواجب إبداء الرأي حول ما توصل إليه الأستاذ أبو شهري من نتائج على ضوء التقصي والدراسة من خلال البحث المنشور من أجل إثراء الموضوع ليس إلا ، كما إن مجال البحث مفتوح لمن يرغب في ذلك لعلنا نتوصل من خلال ذلك إلى نتائج طيبة ومفيدة ، و أشير كذلك لحضوري المحاضرة التي ألقاها الكاتب في مقر جمعية التاريخ والآثار في العام الماضي وموضوعها عن الأختام الدلمونية وقد تم عرض صور ما يقارب من ثمانية إلى عشرة أختام بعضها يتضمن أوضاع مختلفة للعملية الجنسية بين المرأة والرجل ، وأخرى تتضمن علاقات تجاريه وسفن شراعيه ، وأختام أخرى تصور مشاهد دينية ، وقد اكتفي المحاضر بعرض صور الأختام من دون تفسير أو الإشارة إلى البعد الذي ترمي إليه هذه النقوش أو ربطها بطقوس معينه ، يعنى باختصار ما طرحه في هذه المحاضرة يتناقض تماماً مع الموضوع المنشور في مجلة الوثيقة ، حيث لم يتطرق في المحاضرة لا من قريب
ولا من بعيد عن الكتابة الدلمونيه المدمجة أو اللغة الدلمونيه الذي يعتقد بوجودها ، هل عدم ذكر هذه اللغة أو الإشارة إليها يعني تخليه عن هذا الاكتشاف والطرح . إنني لا أتفق معه في الرأي فيما ذهب إليه بهذا الشأن وما هذه الصور المنقوشة والمنحوتة إلا عبارة عن المحاولة التي أداها الفنان الدلمونى أحسن أداء لتعكس فن النحت في الأختام الدلمونية ، في محاولة أن ينقل لنا الواقع المعاش كما إنها عبارة عن انعكاس لوضع قائم وطقوس تمارس في تلك العصور ونفدت بطريقة زخرفيه أبدع الفنان الدلموني في إخراجها ، لذلك لا يمكننا بأي حال من الأحوال اعتبار تلك النقوش هي لغة دلمونيه كما أشرت سابقاً ، والشيء المؤكد ومنذ ابتداء أعمال التنقيب في البحرين حتى الآن لم يعثر على أي دليل من المخلفات الأثرية المكتشفة يؤكد وجود لغة دلمونيه مميزه تم بواسطتها تدوين نمط حياة المجتمع في تلك العصور، لذا فإنني أرى بأن الأختام الدلمونيه في ظل عدم وجود الكتابات المسمارية التي بواسطتها يمكننا معرفة نوعية الحياة والنظم والطقوس التي تمارس ، ويمكن اعتبارها أداة تكشف عن نمط الحياة الدلمونية ، ولذا فإن ازدياد أعداد الأختام الدلمونيه مع استمرارية أعمال التنقيب تكون ذات فائدة كبيرة للباحثين ، فتصوير القيثارات والآلات الموسيقية التي تقام عليها الأغاني والأناشيد المصاحبة مع العزف الموسيقي مع مشاهد الشراب مثلاً، مؤشر على طبيعة الاحتفالات الرسمية والشعبية في تلك العصور، لذلك فإن دراسة هذه الأختام دراسة علمية دقيقة بأنها سوف تكون البديل الأول الذي يمكنه أن يحل جزء من المشكلة في حالة غياب النصوص المكتوبة ، والتي إن وجدت فبإمكاننا مطابقتها مع نقوش الأختام كما حدث بالنسبة لفك رموز الأختام الأسطوانية والدائرية ومطابقتها بما ترجم من الكتابات المسمارية لتعزيز وتأكيد ما ترجم من نصوص خاصة بحضارة وادي الرافدين ، وعليه يمكننا ترجمة واقع ونوعية تلك الطقوس من خلال الأختام إلى أن يتم في يوم من الأيام مع استمرار عمليات البحث والتنقيب المتواصل إماطة اللثام عن هذه الطقوس من خلال مواد مكتوبة تفسر لنا ما يدور في تلك المعابد من طقوس ومراسيم واحتفالات دينية ودنيوية.
والمكتشفات الأثرية في المواقع الأثرية في البحرين من فخاريات ورأس الثور البرونزي والمشاهد الأخرى التي تصور في الأختام من مشاهد شراب توضح شكل الأواني والأكواب و تصور لنا مشاهد السقاة وكيفية تقديم أو تناول الشراب ، وبعضها
يصور بعض أنواع الآلات الموسيقية كالقيثارات التي تستخدم أثناء الاحتفالات والأعياد إن هذه المشاهد تعتبر من ضمن الأدلة التي ترجح إقامة هذه الاحتفالات في دلمون ، وبناءً عليه وحسب اللقي الأثرية المكتشفة التي تعود للعصور المعاصرة للفترة السومرية والبابلية والأشوريه في المواقع الأثرية في البحرين ، يتوجب علينا أن نتساءل ، هل كانت تقام الشعائر الخاصة بالآلهة في معابد بار بار مثل الشعائر التي تقام في المعابد السومرية ؟ مثل طقوس الزواج المقدس ، الحزن الجماعي ، أعياد رأس السنة ، البغاء المقدس ، بالإضافة إلى الطقوس الأخرى المتعلقة بعبادة الآلهة وتقديم القرابين والأضاحي .
ما يهمنا هنا محاولتنا تفسير وفك الرموز المنحوته في بعض الأختام الدلمونية والتي تهدف إلى التعرف على هذه الطقوس ومحاكاتها للواقع المعاش في تلك العصور ومقارنتها بما كان يدور في المعابد السومرية والبابلية والتي كانت في الأساس تعتبر من الفرائض والطقوس الدينية في عموم بلاد وادي الرافدين منذ فجر التاريخ .
لذا فانه من المعتقد إن الشعائر والطقوس الدينية التي تقام في معابد بار بار لاشك وإنها وثيقة الصلة بالشعائر والعقائد الطقسية التي تمارس في معابد بلاد مابين النهرين فأنها ان لم تنتقل بحذافيرها فحتماً إنها تأثرت بها . وما يفسر ذلك ليس فقط ما عثر عليه من مواد أثرية ورقم طينية مسمارية ، ولكن ما عثر عليه من نقوش في الأختام الدلمونية التي توضح العديد منها كما أشرت سابقاً على مشاهد تقديم الهدايا والقرابين واقامة الاحتفالات والعزف على الآلات الموسيقية وتصوير العملية الجنسية بين المرأة والرجل ، حيث مالفت انتباهي ما ذكره عضو البعثة الدنمركية الأستاذ بيدر مارتنسن في المحاضرة التي ألقاها بتاريخ 30/5/1998 في متحف البحرين الوطني عن نتائج حفريات البعثة الدنمركية في معابد بار بار وعرض شريحة تصور أحد الأختام الدلمونية التسعة التي عثر عليها في المعبد ، والتي عثر على ستة منها في بركة المعبد
( بئر الماء ) – واعتقد بأنها ربما سقطت منهم أثناء تأدية طقوس الاغتسال – وأشار
بأنه يصور هذه العملية ، الذكر يمثل الإله أنكي والأنثي تمثل زوجته الآلهة ننخر ساك أثناء المواقعة الجنسية وهي تشرب من أنبوب يتصل بجرة ، وذلك مما أثارني لطرح سؤال له أثناء المناقشة ، هل كان الدلمونيون يقيمون طقوس الزواج المقدس في معابد بار بار؟ ولا أعرف لماذا لم يجب على سؤالي هذا ، هل انه لم يتبادر إلى ذهنه موضوع الختم وربط مشهد هذا الختم وطقوس الزواج المقدس الذي أشار إليه العديد من علماء الآثار في كتبهم وتناولوه بالتفصيل ، أو انه فسر مشهد الختم من دون قصد ، أو انه يحتاج إلى أدلة أو جرأه أكثر لطرح مثل هذا الموضوع لأول مره ، ولكن تفسيره لمشهد هذا الختم في تصوري حتماً يعتبر أحد الأدلة المهمة التي تشير إلى وجود طقوس الزواج المقدس ، حيث تكررت هذه المشاهد في عدة أختام دلمونية سواءً ما ذكره عن قصد أو من دون قصد ومن غير أن أذكر التفاصيل .
والشيء الذي لم يذكره أيضاً هو النجمة المثمنة الموجودة في نفس الختم و التي تتكرر هذه في المنحوتات و الأختام الأسطوانية في حضارة وادي الرافدين ، و تعتبر أحد رموز الآلهة عشتار إشارة إلى نجمة الزهرة التي تصور بألمع النجوم السماوية ، وعثر على كسرة فخارية في مستوطن موقع سار الأثرى عليها طبعة ختم دلموني حول نفس الموضوع و منشور لها صوره في كتاب المعبد الدلموني في سار ( نتائج البعثة الإنجليزية ) . كما تجدر الإشارة إلى وجود ستة نماذج لأختام دلمونية تصور العملية الجنسية بين المرأة والرجل كموضوع رئيسي في الختم قد نشرت لها صور في كتاب ” الأختام الدلمونية بمتحف البحرين الوطني” للأستاذ خالد السندى ، وهذه النماذج من مواقع أثرية مختلفة من البحرين وجميعها من الحجر الصابوني وتعود لنفس الفترة الزمنية دلمون المتأخرة بداية الألف الثاني ق.م ، اثنان من موقع سار و واحد في كلٍ من موقع قلعة البحرين ،معابد بار بار ، الجنبية و مدينة حمد ، جميعها تتفق في موضوع رئيسي واحد كما أشرت سابقاً و الفرو قات في المشاهد الجانبية التابعة التي تميز الأختام عن بعضها مثل وجود الغزال ، العقرب ، السلحفاة ، السرطان البحري ، القرد و النجمة المثمنة . وتجدر الإشارة هنا بخصوص ما أشار إليه الأستاذ سليمان سعدون البدر في كتاب “منطقة الخليج العربي خلال الألفين الرابع والثالث ق م” 1974
عن تمثال منحوت من الحجر عثر عليه في موقع القلعة ، يمثل امرأة واقفه يظهر ساقيها وصدرها وجزء من كتفها وخلف ساقها الأيمن ساق ثالثة ، ويبدو إن هذا التمثال يحتضنه شخص آخر من الخلف لوجود ذراعين يحيطان بالمرأة حيث يعتقد بأنه ربما يمثل الالتحام بين الذكر والأنثى في عملية الإخصاب ، والتمثال يعتبر تجسيم لعملية الإخصاب ، ويضيف بأنه لا يستبعد إن يعبر عن عملية الإخصاب وذلك بسبب تكرار مناظر لهذه العملية في طبعات الأختام الدلمونية التي عثر عليها في البحرين
وفي الكويت .
بهذه الصراحة الفنية والعلنيه نحت الفنان الدلموني رسوم تصور ممارسة العملية الجنسية لينقل لنا واقع كان سائداً وبشكل علني ، وهناك على سبيل المثال العديد من المخلفات الأثرية في حضارة وادي الرافدين ممثلة في الأختام الأسطوانية أو القوالب الطينية توضح العملية الجنسية بين الذكر والأنثى وأقدم ختم أسطواني يصور رجلاً عارياً يقف خلف إمرأة عارية في حالة مضاجعة من موقع تبه كوره معاصر لفترة الوركاء (3500 ق.م ) وختم آخر سومري عثر عليه أثناء التنقيبات في تل اسمر يوضح تفاصيل هذا الزواج زواج الإله ننورتا بالإلهة باو نقشت عليه صورة سرير ينام عليه الإله والإلهة في حالة زواج ، ومشاهد أخرى تعود لعهد فجر السلالات والعهد البابلي القديم وأغلبها تجسد المضاجعة ، ويشير الأستاذ رضا الهاشمي في كتابه ” نظام العائلة في العهد البابلي القديم ” ( 2025–1707 ق.م.) “مشهد صورة الجرة والأنبوب المغطس فيها الذي تشرب من خلاله المرأة أثناء المواقعة الجنسية رمزاً لهذه الولائم التي يقصد منها تعميم الوفر والخير للجميع” صحيح لم يعثر هنا في البحرين على كتابات تشير وتؤكد وجود طقوس الزواج المقدس فماذا يمكننا أن نقول نحن في تكرار هذا النوع من النقوش في الأختام الدلمونية حول نفس الموضوع ، حيث تشير الأدلة الكتابية في بلاد ما بين النهرين إلى أقدم ذكر لكتابة مسماريه على الزواج الإلهي زمن كوديا أمير لكش الثانية 2150 ق.م. زواج الإله ننجرسو إله مدينة لكش وزوجته الإلهة باؤ ونص آخر يشير صراحة إلى هذا الفعل يعود إلى عهد شولكى الملك الثاني لسلالة أور الثالثة ، وحسب ذكر الأستاذ صموئيل نوح كريمر في كتابه ” طقوس الزواج المقدس “The sacred Marriage rites“ إن الزواج المقدس باعتباره جزء من العقيدة الدينية لابد وان تقام شعائره في المعبد لا القصر ” .
ونظراً لكون هذه العملية تقام في المعبد ونظراً لعلاقتها بالديانة القديمة في فترة الألف الثالثة قبل الميلاد والتي تعود إليها فترة بناء هذا المعبد فإنه لم يكن هناك حرج من نحت هذه النقوش في الأختام الدلمونيه لذا فان إقامة هذه الشعائر في معابد بار بار يمكننا اعتباره احتمال وارد .
الزواج المقدس : على ضوء ما ذكر في النصوص المسمارية الخاصة بالزواج المقدس عند قدماء وادي الرافدين حيث جعلوا لكل إله مدينة زوجة خصوها بالعبادة و يحتفلون
في أيام معينة من السنة تكثر فيها الأفراح والمسرات بزواج اله مدينتهم من ألهتها ، لإيمانهم بأنه سيحقق مزيداً من الخيرات والعطاء في مظاهر الطبيعة ، زواج الملك الذي يمثل دور الإله من الكاهنة العظمى من صنف انتو وهو عبارة عن تقليد طقسى لزواج الإله دموزى من الآلهة ان-انا يتم في جناح خاص من المعبد و يجرى ضمن احتفالات سنويه حيث طقوس الخصب تقام على أساس أولاً الآلهة هي تختار زوجها كخطوة أولى ، بعد وصول موكب الملك إلى معبد الإلهة ان-انا وجلبه النذور والهدايا من ثيران واغنام لتقديمها للآلهة كدلالة على الطاعة والاحترام وكسب رضاه ولحمايتهم من الخطر ومن ثم تقديم الملك إلى عروسه الكاهنة بعد ارتدائه الملابس الخاصة لهذه المناسبة إلى حجرة الإلهة وهي بكامل زينتها من ذهب وأحجار كريمة معطرة وتـبدأ بـغـناء الحب إلى عريسها حيث يتم بعد ذلك الاتصال الجنسي ( المضاجعة ) وهذا له مدلول ديني محض ومن ثم تقرير المصير الذي يعتبر الهدف الأساسي الذي يقام من أجله احتفال الزواج المقدس بأن تمنح الإلهة ما تشاء إلى الملك من القوه والمنعه والخير والبركة للشعب وتختتم طقوس الزواج المقدس بإقامة احتفال ووليمة كبرى يقيمها الملك في القصر على شرف زوجته الكاهنة . وبموجب هذا الاعتقاد على الملك أو من ينوب عنه الكاهن الأعظم القيام بدور الإله دموزى بالنسبة للسومريين وتموز بالنسبة للبابليين أو الأشوريين بينما تقوم الملكة أو من ينوب عنها كالكاهنة العظمى بدور الزوجة الإلهة ان-انا وعشتار بالنسبة للأقوام السامية فهناك حقيقة معروفة لدى الباحثين وهى ان الملك أياً كان اسمه يقوم بدور الزوج الإلهي فإنه يصبح من خلال الطقوس الإله دموزى فهو ينعت ويوصف بأسماء وأوصاف هذا الإله في الأناشيد والصلوات المؤلفة لهذه المناسبة وتمر الحشود التى تهتف وتصفق على أنغام الآلات الموسيقية حيث يقدم بعد ذلك الطعام والشراب الوفير . و تتكرر الاحتفالات الطقوسية سنوياً في أعياد رأس ألسنه مع حلول فصل الربيع ونمو النباتات ، إن الزواج المقدس عند البابليين يعتبر من الطقوس الدينية التى كانت تقام منذ فجر التاريخ اقتداء ومحاكاة طقسيه لزواج آلهة الخصب ان-أنا من إله الماشية والخضار دموزى ، حيث جسد سكان وادي الرافدين قوى الخلق والتكاثر بالآلهة ، ولا يعرف بالتحديد متى بدأ إقامة الاحتفال بزواج الإله دموزى والطقوس الخاصة بموته ونزوله إلى العالم الأسفل ، إلا أن العديد من علماء الآثار الأجانب والعرب قد تناولوا ظاهرة الزواج المقدس بشيء من التفصيل والمقارنة
لدرجة أنهم لم يجدوا رأياً أرجح غير هذه الطقوس لتفسير العديد من المكتشفات الأثرية التي يمكن ان تعزى لطقوس الزواج المقدس ، وأبرز النماذج التي يمكنني ان استشهد بها تفسيرهم لموضوع النحت البارز في الإناء النذرى الذي يعود لفترة جمدة نصر نهاية الإلف الرابع قبل الميلاد وهو معروض في القاعة السومرية في المتحف العراقي وقد رسم على السطح الخارجي بالنحت البارز ثلاث أفاريز تمثل مشاهد تقديم هدايا ونذور و القرابين وصفاً من الرجال العراة وهم يحملون في أيديهم السلال والأواني والجرار ويقودون الحيوانات لتقديمها إلى الآلهة ان-أنا ويرمز لها بحزمتي القصب و يعتقد الباحثون بأن هذه النقوش مخصصة لأغراض طقوسيه وان هذه الموضوعات تشير لفكرة الزواج المقدس ، والنموذج الآخر هو اكتشاف المقبرة الملكية في أور عام 1927 التي عثر عليها المنقب السير وولي و تحوى القاعة السومرية في المتحف العراقي أنفس هذه المكتشفات من أدوات وحلي ثمينة أكواب وخوذ والقيثارات من الذهب والفضة في المقبرة الملكية في أور ، ويرجع تاريخها إلى ( 2700 – 2600 ق.م.) حيث يوجد تفسيرين حول هذه المقبرة ، الرأي الأول وفي مقدمتهم السير وولي يعتقد بأن هذه المقبرة تمثل تضحية بشرية من أتباع وحاشية من أجل سيدهم الملك – الإله لمصاحبته في العالم الآخر كما كان يعتقد قدماء المصريين ، أما الرأي الآخر وفي مقدمتهم مورتكات Moortgat ويعتقد بأنها بقايا الاحتفالات بالزواج المقدس و تتضمن طقوس ومراسيم أشارت إليها الأساطير السومرية والبابلية .وهناك الكثير من اللقى من الألواح الطينية و الأختام الأسطوانية وطبعاتها والتي فسرت مشاهدها لإقامة هذه الطقوس تأتي منسجمة لتأكيد ومطابقة ما ترجم في الكتابات المسمارية بهذا الخصوص والأعمال الفنية المنحوتة .
وهناك طقس ديني آخر غير الزواج المقدس الذي كان منذ فترة الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد بقي معروفا في بابل إلى أيام المؤرخ اليوناني الشهير هرودتس Herodotus (480–425 ) القرن الخامس قبل الميلاد حيث يسجل تفاصيل ملاحظاته وما شاهده في بابل ومعابدها من احتفالات والصعود فوق الزقورات حيث يمكنني إيجاز فقرة مما كتبه هريدوتس والتي اقتبسها ساكس H.W.F.Saggs في كتابه The Greatness thatwasBabylon حيث تقول
بأنه محتوم على كل إمرأة في مدينة بابل أن تذهب مرة في العمر إلى باحة المعبد فتواقع أجنبياً ولا يحق لها العودة إلى دارها من غير أن يقذفها أحد الأجانب بحفنة من المال قل أو كثر على ركبتيها حيث يعتبر ذلك مالاً مقدساً ويستدرجها إلى خارج المعبد حيث تكون له ويقول لها أن تسأل الإلهة مليتا (أحد ألقاب الإلهة عشتار) أن تكون راضيه عنها ويجب عليها أن تتبع أول رجل يرمى عليها النقود كائنا من كان وتعود بعد ذلك إلى منزلها ، ومنها تمتنع عن الاستسلام إلى أي رجل آخر مهما كانت المبالغ التى تهدى إليها ، إن استسلام النساء في سبيل المال عملاً دينياً ويجرى في معبد إلهة الغرام حسب رواية هيرودتس والمال يعود لخزانة المعبد ، كما كتب بأن البغاء المقدس وثيق الصلة بالإلهة عشتار ومعابدها. فقد بقيت هذه الطقوس تمارس منذ فجر التاريخ إلى حين زيارة هيرودتس إلى بابل وتسجيل ملاحظاته أي كل هذه الحقبة الطويلة من الزمن ، ورواية هيرودتس هذه فسرها بعض علماء الآثار على إنها العلاقة الجنسية الطقوسية و إنها ليست زواجا ولا بغاء وانما هي نوع من الفرائض الطقوسية التي تتعلق بصميم المعتقدات والديانة ، ويرجع الفضل الأكبر لقوانين شريعة حمورابي لمعرفة هذه الطقوس وأسماء ومراتب ومسئوليات الكهنة القائمين على إدارة مؤسسة المعبد ويوجد في المعبد أنظمة وقوانين وأصناف من الكهان والكاهنات ، يقوم بخدمة المعبد وإدارة شئونه عدد من الرجال والنساء ولكل منهم مسئولياته أو درجته في السلم الكهنوتي وأعلى مرتبه للكهنة من صنف الرجال الحارس العظيم أو الكاهن الأعظم enu الذي ينوب عن الملك في الاحتفالات بعيد رأس ألسنه ومن الكاهنات في مقدمتهن انتو antu الكاهنة العظمى تأتي في أعلى مرتبه لصنف النساء لأنها تعتبر زوجة الإله ويعنى اسمها السيدة الإلهة ومخصصة للزواج المقدس وهذه في الغالب من بنات العائلة المالكة والنبلاء كرسن أنفسهن في المعابد لخدمة الآلهة لذلك فرضت قوانين صارمة على من يأتي بتهمة باطلة ضد كاهنة كما جاء في المادة (127) في شريعة حمورابي : “إذا تسبب رجل في أن يشار بالإصبع على الإنتوم أو على زوجة رجل ولكنه لم يثبت ( اتهامه ) فعليهم أن يجلدوا هذا الرجل أمام القضاة ويحلقوا نصف شعره” ، كما فرض المشرع البابلي عقوبة الموت حرقاً في حالة ترددها على حانة الخمارين التى بمثابة الماخور كما في المادة (110) من شريعة حمورابي وتقول : إذا لم تقم الناديتم والانتوم في الدير وفتحت حانة للخمر أو دخلت حانة للخمر (لشرب) البيرة فعليهم ان يحرقوا تلك المرأة . حيث لم تترك هذه الطقوس على سجيتها ولكي لا تتجاوز الحدود فقد سنت القوانين وشرعت مواد قانونية في شريعة حمورابي بتطبيق أقسى العقوبات للتجاوزات والمخالفات تفادياً للانحراف وهناك العديد من المواد حول الخيانة الزوجية لا يسعها المجال ولا يستهدفها البحث ، كما توجد أصناف أخرى من الكاهنات تسمى حسب اللغة البابلية الناديتم Naditum وتحتل مركزاً مرموقاً في المجتمع البابلي ويحق لها الزواج ولا يحق لها الإنجاب ، والشوكيتوم Shugetum في مستوى كهنوتي أقل من الناديتوم ويحق لها الزواج والإنجاب ولا يحق لها مساواة نفسها بالناديتوم ، القاديشتوم Qadishtu لها الحق في الزواج والإنجاب وتقوم بمهمة المرضعة وهي أقل مرتبه من الناديتوم وقد ترجمها البعض القادشتوم بالبغي المقدس أو بغية المعبد ، والكولماشيتوم كاهنة أقل رتبة من القاديشتوم ووظيفتها في المعبد تشبه إلى حد ما وظيفة القاديشتوم ، تهدى الكاهنات إلى المعابد من قبل آبائهن لخدمة الالهه والمعبد كما توجد العديد من المواد القانونية في شريعة حمورابي فيما يتعلق بالإرث إلى الكاهنات القائمات في المعابد حيث لم يحرمن من حقوقهن في الإرث في حالة وفاة آبائهن كما يتم تقسيم التركة على الورثة أمام قاضي في المعبد.
وظاهرة البغاء المقدس ليست في بابل وحسب بل وجدت في ديانات الشعوب السامية الأخرى وفي أسيا الصغرى والجزر الإيجية وبلاد
اليونان حيث يضحين الفتيات المشاركات في أفراح الزواج المقدس بطهرهن للغرباء . وظاهرة البغاء المقدس في المعابد الكنعانية تتم بجلوس الفتيات بانتظار الغرباء ، وانتقلت هذه الطقوس من الكنعانيين إلى العبرانيين ، وفي بعلبك استمرت هذه العادة حتى أمر الإمبراطور قسطنطين بإلغائها ، وصلة الفتيات بالغرباء قبل الزواج تمثل ظاهرة اجتماعية مشروعه ضمن الإطار الديني حسب المراسيم الخاصة بالمعبد ولا يؤثر في مكانة الفتاة الاجتماعية بل تصبح الفتاة بعدها بمنزلة أكثر احتراماً بين قومها لأنها قامت بعمل مشروع خدمة للإلهة ، والتأكيد على الخصب الزراعي بقصد التبرك بالسنة الجديدة .
و لابد ان أشير هنا عن الأثر الذي تركه الزواج المقدس في معتقدات الشعوب القديمة الأخرى والذي يشكل جزءً مهماً لحضارة وادي الرافدين وأخص بالذكر سفر أسفار التوراة وهو (نشيد الإنشاد لسليمان ) فهو عبارة عن مقطوعات أو أناشيد غنائية وعاطفية على لسان فتاة عاشقه وفتى مفتون بجمال حبيبته على غرار الحِوارات السومرية الذي يراه الأستاذ ميك في مقالة (1922 ) انه يمثل صوره محورة للطقوس
العبرية لزواج إله الشمس من الآلهة الأم وان طقوس الزواج المقدس أخذها العبرانيون عن الكنعانيين الذين أخذوه بدورهم عن سكان وادي الرافدين ، وبعد أربعين عام أي (1962 ) على مقاله نشر الأستاذ كريمر مقال عن ( سفر نشيد الأناشيد وأناشيد الحب السومرية ) معتمداً على ترجمة ما أكتشف من نصوص سومرية وذكر بأن سفر الأناشيد هو طقوس الخصب والزواج المقدس عند العبرانيين كما أيد الرأي القائل بتأثر مدوني سفر الأناشيد بأناشيد الزواج المقدس لدموزى وأن-انا التى شاعت في وادي الرافدين كما ذكره مرة أخرى في كتابه (طقوس الزواج المقدس) مستعيناً بمقارنات تفصيلية بين مقطوعات من سفر الأناشيد والمقطوعات السومرية والتماثل بينهما كما تركت أثراً واضحاً في الديانة المسيحية فيما يتعلق بموت السيد المسيح ( يوم جمعة الآلام ) وبعثه يوم القيامة . وبناء على ما تقدم يجدر ان أشير بأنه لم تكن المعابد الدلمونية بمعزل عن ما يدور من طقوس ومعتقدات دينية ، خصوصاً بالنسبة إلى حضارة وادي الرافدين الواسعة الانتشار ، بالإضافة إلى إن الانفتاح الاقتصادي لدلمون مع الأقوام الأخرى لم يكن قائماً فقط على الاستيراد والتصدير وتزويد السفن بالبضائع،
بل لابد وان هناك مؤثرات فكرية ودينية بالأساس ساهمت مساهمة فعالة في إنشاء حضارة بهذا المستوى من التطور قياساً للفترة التى تعود إليها وهى الألف الثالثة ق.م. والمكتشفات الأثرية في البحرين أكبر شاهد على ذلك ، هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار أيضاً ما ذكره الأستاذ رضا الهاشمي في المحاضرة التي ألقاها في مقر جمعية التاريخ والآثار في البحرين ” بأن الإلهة عشتار تحيط الدلمونيين المقيمين في أور برعايتها رغم أن اور ليست ضمن عشتار وليست مركز عبادتها التى تخص الإلهة سن (ننار) القمر وفي ذلك دلاله خاصة لصلة عشتار بدلمون “. وإننا على علم ماذا تعنيه الإلهة عشتار بالنسبة لحضارة وادي الرافدين التي يرمز لها في المنحوتات والأختام بنجمة مثمنة إشارة إلى كوكب الزهرة كما أشرت سابقاً وأبرز صفاتها آلهة الحب والجمال والجنس و لقبها سكان وادي الرافدين بسيدة الحرب ، وعرفت عشتاروت وفينوس وافروديت عند الشعوب الأخرى ، كما نحتت النجمة المثمنة في الختم الدلموني الآنف الذكر والتي تتكرر هذه في الأختام الأسطوانية في حضارة وادي الرافدين وهي أحد رموز الآلهة عشتار التي تقام على أساسها طقوس الزواج المقدس .
معبد بار بار : شيد المبنى بالقرب من قرية بار بار الحالية أي إلى الشمال من قرية سار بالقرب من الساحل الشمالي للبحرين وقد أطلق عليها معابد وليس معبد نظراً لنتائج التنقيبات التي أسفرت عن الكشف على ثلاثة معابد في ثلاث مراحل حضارية في عملية البناء فترة حضارية تمتد من منتصف الألف الثالث إلى أوائل الألف الثاني ق.م. وقد أجريت تحسينات وإضافات في كل مرة ، وعرف موقع بار بار الأثرى كموقع مهم منذ أكثر من 100 سنة مضت عند زيارة الكبتن ديورند للقسم الشمالي للبحرين والذي سجل ملاحظاته والأهمية التي يتمتع بها هذا الموقع في وصف التل وبروز بعض حجارته في أعلى التل ، هذا قبل 70 سنة من ابتداء أعمال التنقيب في أحد أهم المواقع الأثرية في البحرين والذي استمر التنقيب فيه تحت إشراف بعثة الآثار الدنمركية برئاسة الأستاذ كلوب في البحرين بين عامي 1950 – 1961 في ثمان مواسم ، وبعد الانتهاء من أعمال التنقيب تم تغطية المعابد بالرمال مرة أخرى وذلك من أجل المحافظة على الموقع الذي سُلبت معظم حجارته واستخدمت في مواضع أخرى على مر العصور مما أدى لفقد جزء من معالمه من جراء عملية النهب المتواصل للحجارة
من المبنى ، وأعيد التنقيب مرة أخرى عام 1981 بإشراف إدارة الآثار والمتاحف .
المعبد الأول : بني المعبد الأول على منصة مستطيلة الشكل بمساحة تقدر 25 متر طولاً و 18 متر عرضاً وقد وسع في المراحل القادمة فيما بعد وقد أحيط بجدار من الحجارة وبنيت بالحجارة غرف في ساحة مفتوحة ويظهر بأن المعبد بنى بعناية فائقة بحجارة صغيرة الحجم وغير منتظمة على طبقة نظيفة من الرمل وطبقة من الطين وضعت في الأسفل ، ويعتقد بأنه أجريت طقوس الطهارة قبل الابتداء الحقيقي بالبناء ، ولعب عنصر الماء قسم مهم في طقوس المعبد وفي الجنوب الغربي للمعبد البكر يوجد سلّمان يؤديان إلى المبنى المربع للبئر في الأسفل الذي بنى على بئر ارتوازي والذي تعود فترته إلى المعبد الأول وهو الأقدم وقد استعمل في المعبد الثاني والثالث وجدد بنائه في كل فترة ، وهذا ما يفسر وفرة المياه العذبة والآبار الارتوازية نسبة لارتفاع منسوب المياه قبل 5000 سنة مضت في البحرين وكثرة الخضرة مما جعلها تتمتع بمكانه خاصة لدى حضارة وادي الرافدين ، والى الشرق من مبني المعبد يوجد بناء
بيضوي الشكل الذي يتسم بصفة أبنية المعابد السومرية المبكرة البناء الذي يعتقد بأنه خصص لوضع الحيوانات التي تعد للتضحية ، وعُثر على أدلة بقايا الكربون على أرضية المبني تشير بأنها تحرق لتقديمها إلى الآلهة ، ولا يعرف بالضبط فيما إذا كان في مكانٍ ما من هذا الموضع كان يتم فيه إعداد طعام الولائم والاحتفالات التي تقام في المعبد ، وتجدر الإشارة إلى اكتشاف تم مؤخراً وهو عبارة عن بناء بيضوي شبيه بهذا الشكل في موقع مستوطنة سار الأثري بالقرب من معبد سار ، وقد أكتشف في نهاية موسم التنقيب للبعثة الإنجليزية وبه عثر على كسر عظام لحيوانات وتتضح أرضيته بوجود رماد ، وتشبه لحد كبير أرضية الأفران البدائية لكثرة استخدامها والحرق فيها ، وقد أشار البر فسور رو برت كلك مدير البعثة البريطانية في محاضرة “الاكتشافات بموقع مستوطنة سار الأثرية” التي ألقاها في مقر جمعية التاريخ والآثار بتاريخ 17/12/1999 ذكر بأن هذا البناء البيضوى هو عبارة عن فرن لصناعة الجص أو انه بني لأغراض صناعية ، إلا إن لا يبدوا استخدام الجص على نطاق واسع في بناء المعبد وبيوت المستوطن بشكل عام ، كما شاهدت شخصيا أثناء زيارتي للموقع عثور إحدى عضوات البعثة التي تشرف على العمل عثورهم على كسر من العظام لا تبدو إنها عظام بشرية، وإذا كان هذا البناء له علاقة بمعبد سار فانه يمكننا احتمال وجود قواسم مشتركة لطقوس دينية مشتركة تقام في كلا المعبدين ( معبد بار بار وسار) على
الأقل فيما يخص شكل هذا البناء واستخدامه فقط ، وفي الأساس التابع للمعبد الأول عثر على 100 كأس مخروطية الشكل ( Conical ) من الفخار وجدت محطمة وأشياء معدنية عند ملء منصة المعبد وجدت على شكل مجا ميع سباعية يتضح إنها ربما كسرت طقوسياً قبل دفنها في احتفال طقسى ديني في ذلك الوقت عند بداية مراسيم تشييد المعبد و معروض نماذج منها في القاعة الدلمونية في متحف البحرين الوطني ، ويعتقد بأن هذا تقليد طقسى ديني سومرى متبع في حضارة وادي الرافدين وهذا دليل آخر على وجود مؤثرات الحضارة السومرية على الحضارة الدلمونية ، وأبرز نموذج يمكنني أن أشير إليه بهذا الخصوص ما عثر عليه من تماثيل برونزية في أساسات الأبنية السومرية وبالتحديد في القصور والمعابد وأخص بالذكر العثور علي تـماثـيل
بـرونزية تعود للملك السومري أورنمو مؤسس سلالة أورالثالثة( 2100-2000 )
ق.م.) ومن أهم أعماله قنن شريعة تعرف باسمه ( شريعة أور نمو) كما أشتهر بأعمال البناء والتعمير ومن أعماله بناء القصور والمعابد وزقورة أور ، ومعروض نموذج من التماثيل البرونزية في القاعة السومرية التي تمثل الملك أورنمو يحمل على رأسه سلة مواد البناء والتمثال يعود لنهاية الألف الثالث ق.م. وجد في معبد في نفر حيث اتبعت هذه العادة السومرية والتي فسرها علماء الآثار على إنها بمثابة وضع حجر الأساس عند الشروع في بناء المشاريع المعمارية كما هو متبع في الوقت الحاضر التي غالباً تبدأ بوضع حجر الأساس ، وهناك عادة أخرى أدخلها الأموريون إلى بلاد الشام وهى عادة التضحية في أسس البناء ( تضحية الأطفال الآدميين ) واستمرت هذه العادة إلى زمن العبرانيين . وتوجد عادة لازالت متبعة في الوقت الحاضر عند بعض الناس حيث تذبح بعض الأضاحي من الحيوانات عند الشروع في البناء أو بعد الانتهاء من البناء وقبل السكن كاعتقاد دفع البلاء . أما الفترة الزمنية التي يعود إليها المعبد لايمكن إرجاعها إلى اقل من عام 2700 ق.م. وهذا باعتماد نتائج بعثة التنقيب من خلال تأرخة الموقع حسب طريقة كربون 14 ذو الإشعاع الذرى Radioactive carbon .
المعبد الثاني : والمعبد الثاني هو عبارة عن توسعة وتكبير للمعبد الأول وعلى نفس التصميم ، والمصطبة الوسطى أعيدت على نفس تشييدها السابق وأحيطت المنطقة المقدسة بمنصة منخفضة ومحاطة بجدار بيضوي خارجي لا يزال موجود بطول 28 متر وفي القسم الجنوبي يوجد السلم الذي لا يزال موجود ويقود إلى الأعلى للمسطبة
البيضوية ، والجدار الداخلي يضم ساحة رئيسية يحتمل أن تكون فناء المعبد بمساحة طولها70 متر وعرضها 28 متر ، ، وعثر على حفرة تحيط بها أكوام من الحجر ربما تكون مكان تقديم النذور والقرابين ، ويوجد إلى الشرق المبنى البيضوى الشكل الذي استخدم في فترة المعبد الأول والثاني وفي هذه المنطقة عثر على طبقة سميكة من الرماد والتي لاتزال تشاهد آثارها عند حدود الشكل البيضوى والتي تحتوى على عظام حيوانات محروقة استخدمت كأضحية ، كما يوجد إلى الشمال الشرقي بقايا جدران مبنية بالجص والحجارة داخلة ضمن المزرعة التي يعتقد بأنها ربما تعود لسكنى الكهان أو الأشخاص القائمين على المعبد والمشرفين على خدمته وتوجد على الجص طبعات أيدي وأرجل العاملين الذين قاموا بعملية البناء . والى الناحية الغربية هناك سلم طويل يمتد
من الشرفة الواسعة إلى البئر ، وقد شيد حوض الماء كبقية جدران المعبد بالحجارة الكلسية المنحوتة التي أضافت إلى المبنى متانة وجمال حيث يعتقد بأن هذه الحجارة جلبت من جزيرة جدا بخلاف المعبد الأول الذي بنى بحجارة محلية من البحرين .
المعبد الثالث : يحتمل انه بني في حوالي 2200 ق.م إلى بداية الألف الثاني وفي وسطه توجد المسطبة المربعة والتي بنيت بالحجارة الكلسية المهذبة وعلى امتداد الجدار الغربي والجنوبي توجد بقايا حجرة ، والمسطبة نفسها رصفت بشرائح من الحجارة الكلسية وفي وسط هذا الفناء وجد بناءان دائريان يتلامسان حيث نحتت ووضعت حجارتهما بعناية فائقة ، وجنوبي هذا البناء وجدت صخرتان الهيكل وبالقرب منهم توجد ثلاث حجرات مثقوبة ربما استخدمت لربط الحيوانات التي تهدى أو تقدم كقرابين للمعبد أو الآلهة ، وفي الزاوية الشمالية الشرقية من الباحة توجد حفرة مربعة في الأساس تحتوى على كمية من النحاس ومسطبة المعبد الثالث تغطي حوالي مساحة 30 متر مربع متجهة إلى الشمال والتي تؤدى إلى سلم يؤدى بدوره إلى حوض الماء الذي استخدم في المعابد الثلاثة ، كما يلاحظ وجود طبعات أيدي وأرجل البنائين على الجص قد جاءت بمحض الصدفة ، ويعتبر الجص والحجارة الكلسية هما المادتان الأساسيتان في بناء المعبد . وأما عن أهم المكتشفات الأثرية في المعبد فهي عديدة منها العثور على نماذج فخارية في المعبد متميزة لحضارة دلمون والتي تعود لفترة الألف الثالث ق.م والتي بواسطتها يمكننا إرجاعها للفترة الزمنية التي يعود إليها أي موقع أثرى في حالة العثور على نماذج مشابهة مما أطلق عليه فخار فترة بار بار، وأواني من الرخام
، ومجموعة من الأختام الدلمونية كما سبق الإشارة ، وتمثالين من البرونز أحدهما يعتقد انه يمثل كاهن واقف في حالة تعبد حيث يعتقد بأنه مقبض لمرآة ، والآخر على هيئة طير ربما يمثل طاؤوس أو نعامة ، حيث يتكرر مشهد الطير في العديد من الأختام الدلمونية التي تم العثور عليها في المعبد الثالث ، وأغلب المواقع الأثرية الأخرى.
رأس الثور البرونزي : حسب نتائج التنقيبات عثر عليه في المعبد الثالث وسط كومة من الصفائح النحاسية وهناك أدلة أثريه دامغة مكتشفة في موقع قلعة البحرين تؤكد بأنه تم في هذا الموقع صناعة وصهر النحاس والمعدات المعروضة الآن في القاعة
الدلمونية بمتحف البحرين الوطني أكبر دليل على تطور هذا النوع من الصناعة مما يمكننا اعتباره صناعة محلية وقد أشار الأستاذ جيفرى بيبي في كتابه البحث عن دلمون بأنه ينتمي للمدرسة التي أنتجت رؤوس الثيران الذهبية والنحاسية التي عثر عليها ليونارد ولي في القبور الملكية في أور .
ويشير الأستاذ ملوان إلى انتشار المعتقدات الخاصة بالثور ، واتخاذه لعنصر المذكر ، و تجسيد لطقوس وأسطورة إله الخصب . واعتبر رمز للقوة وللنمو والتكاثر ، و نظيراً للآلهة الأم في حضارة الشرق الأدنى القديم ، وجسد بآله سماه السومريين دموزى وهو أحد أسمائه والثور الوحشي أحد ألقابه الكثيرة والتي تمتد أصولها السومرية حتى العصور التاريخية . والقطعة الأثرية المكتشفة تعتبر تحفة فنية رائعة الصنع ، كما تكرر نحت حيوان الثور من حيوان الزيبو ذي السنام أو النوع الخالي من السنام في أختام وادي السند وكذلك في الأختام الدلمونية حيث نفدت بعض الأشكال التجريدية ومحوره وقليلة البعد عن الطبيعة و يعتبر الثور في الوسط هو الموضوع الرئيسي في أختام الهربان كما هو مألوف في الأعمال الفنية المنحوتة في الأختام الدلمونية ومن خلال تطور الأختام منذ فترة دلمون المبكرة بين الحضارتين حضارة وأدى السند وحضارة ما بين النهرين حيث يعكس ذلك مؤثرات هذه الحضارتين ، ويرجع ذلك لما يتمتع به هذا الحيوان من مكانة عند هذه الأقوام واتخاذه حيز في تفكيرهم والتعبير عنه بالنحت في الأختام وعمل المجسمات له من الذهب والبرونز، وغير مستبعد بأن الفنان الدلموني استمد عناصر فنه من فنون هذه الأقوام إلا انه نفذها بصوره متميزة وبخصوصية محلية مستقلة . وقد شاع تقديس الإنسان لهذا الحيوان وارتبط الثور بالإنسان منذ القدم لما له من دور في عملية الإخصاب والنسل ، حيث بقيت بعض
الأقوام في الهند تقدس الأبقار حتى الوقت الحاضر . ولا يعرف سبب استخدامه بالتحديد ولكن يحتمل انه استخدم لتزيين الصندوق الصوتي للقيثارة ، خاصة وان قياسه قريب لرأس الثور في القيثارة الذهبية المكتشفة في المقابر الملكية في أور. كما يحتمل إن العيون كانت مطعمة بالصدف أو بالأحجار الكريمة ، و للثور مدلول ديني عند بعض الأقوام أيضاً حيث يظهر من النقوش البارزة بان الثور اتخذ رمزاً للإله تشو الذي يعبد في منطقة طوروس في آسيا الصغرى وسوريا الشمالية و استبدل تمثال الإله
في بعض الحالات بتمثال ثور يوضع أمام دكه المذبح في معبده واعتبار الثور رمزاً لهذا الإله إشارة إلى قوته ، كما يظهر الثور مع الإله بعل الذي عبده الأموريون ، أما بالنسبة لحضارة وادي الرافدين وصفت الأسطورة السومرية المعروفة باسم ( أنكى وتنظيم الكون ) بأنه الثور الوحشي العظيم كما إن الإله أنكى نفسه يشبّه بالثور في الأسطورة ووردت عدة إشارات لعدة آلهة مثل الإله شمش (أوتو) لقب في أسطورة أنكى وتنظيم الكون بلقب البطل الثور، والإله القمر (سين) وردت الإشارة إليه في أحد نصوص الأمير السومري إي أناتم ( سين الثور الفتي المفعم بالحيوية للإله انليل) وكذلك كلكامش الذي لقب بالثور أيضاً الذي وصف في كلكامش وارض الأحياء بأنه الثور المهتاج الثابت في المعركة أما الثيران المجنحة والتي تدير برؤوسها نحو المشاهد في عهد سرجون الثاني 722-705 ق.م.فهي علاوة على إنها تخدم غرض تزييني وديني فإنها تساعد من الناحية المعمارية في حمل الأقواس التي تعلو المدخل استخدمها لدى الآشوريين ذات مدلول ديني لطرد الأرواح الشريرة من قصورهم ان تعدد طرق بناء المعابد واختلاف تصاميم البناء واختلاف تصاميم الهيكل (المذبح ) من معبد إلى آخر مثل معابد بار بار ، معبد الدراز ، معبد سار وعلى الأرجح إن ذلك يعود إلى تعدد الاعتقاد والديانات وتعدد الآلهة التي تعبد ، ويأتي ذلك منسجماً تماماً مع تعدد طرق الدفن من خلال نتائج التنقيبات المكتشفة للقبور المعاصرة لنفس الفترة الزمنية التي تعود إليها المعابد ، وهذا بحد ذاته يعتبر حصيلة جيدة يمكنها أن تفيد من يرغب في تقديم دراسة مقارنه عن المعابد والمعتقدات الدينية في العصور الدلمونية . رغم وجود مؤثرات حضارة وادي الرافدين من عقائدية وطقوس واحتفالات دينية ألا إن تصاميم البناء والمواد المستخدمة في بناء المعابد بشكل عام تتمتع بسمات محلية مستقلة تميز
الحضارة الدلمونيه عن المعابد السومرية والبابلية بحكم مواد الخام المستخدمة كالطوب من الطين المفخور في بلاد مابين النهرين ، واستخدام الحجارة المنحوتة والجص في المعابد الدلموينة.
ومما يجدر الإشارة إلية وجود عمود أسطواني من الحجر الكلسي بارتفاع مترين خارج مبني المعبد ويبدو وجوده لأسباب دينية ، وما تعنية الأعمدة والنصب بالنسبة للمعابد بشكل عام و على سبيل المثال يعزى إلى الأموريين انهم ادخلوا إلى أنحاء سوريا عبادة نوع من الأنصاب بهيئة أعمدة من الحجر تنصب قائمه في مواقع مطهرة النصب المقدسة وبجانبه العمود المقدس أو الشجرة المقدسة التي ترمز إلى اله الخصب ، والنصب والعمود المقدسان يقومان مقام الأصنام الممثلة للآلهة ، ومن أهم مزايا المعابد الكنعانية في بداية الألف الثالث في دور نضجها وجود المذبح الصخري والعمود المقدس أو الشجرة المقدسة التي ترمز لإله الخصب والتي كانت تعبد قبل الاهتداء إلى عبادة الأصنام .
انه يجب علينا عدم الاكتفاء بذكر تفاصيل البناء والأقسام التي يتكون منها المعبد فقط ، بل يجب علينا معرفة تفاصيل أخري لا تقل أهمية عن الموقع بذاته إلا وهي ما تقام في هذا المبني الأثري الشاخص من مراسيم وطقوس دينية أو احتفالات دينية ودنيوية وأعياد ذات صله بذلك في تلك العصور ومعرفة القائمين على هذا المعبد من الرتب الكهنويتيه التي تشرف على إدارة مؤسسة المعبد وممتلكاته ، من ماشية وأراضي زراعية معتمدين على ما تم الكشف عنه من الآثار المادية سواءً في المبني الشاخص للمعبد أو من خلال المواد الأثرية المكتشفة في المواقع الأثرية المنتشرة في قرى البحرين بما فيها القبور والمدافن .
كما قصدت من موضوعي هذا هو محاولة إلقاء الضوء على بعض الطقوس التي قد تقام في معابد بار بار محاولاً من خلال ذلك مقارنة ما يدور من طقوس في المعابد السومرية والبابلية كما أشرت سابقاً ، وذلك بحكم الصلة والارتباط الوثيق بحضارة دلمون ، من حيث إن تقام أو تؤدى نشاطات أخرى غير طقوس الزواج المقدس كاحتفالات رأس السنة “الأكيتو”والحزن على موت الإله دموزي ، في معابد حضارة وادي الرافدين ، حيث يعتبر المعبد مؤسسة اجتماعية اقتصادية وسياسية تقام فيه مثلا المحاكمات التي تجرى في المعبد أمام قاضٍ وكذلك توزيع التركة على الورثة ، اجتماع
الآلهة في المعبد بعد أعياد رأس السنة لتقرير مصير الأمة للسنة القادمة ، وغيرها من
الأمور .
إن اكتشاف ثلاثة معابد في مواقع أثرية مختلفة في البحرين ، معابد بار بار ، معبد الدراز ، معبد سار ، تعتبر حصيلة جيدة يمكنها ان تفيد من يرغب في تقديم بحث أو دراسة مقارنه عن المعابد والمعتقدات الدينية في العصور الدلمونية ومحاولة مقارنتها مع المعابد والمعتقدات الدينية في الفترة التاريخية المعاصرة لها بالنسبة للحضارات
الأخرى .
كما إن تعدد طرق بناء المعابد واختلاف تصاميم البناء في المعابد الثلاثة على الخصوص اختلاف تصاميم الهياكل ( المذابح ) ، حيث يأتي ذلك منسجماً تماماً مع تعدد طرق الدفن في القبور المعاصرة لنفس فترة بناء هذه المعابد ربما يعود ذلك إلى تعدد الديانات والمعتقدات الدينية وتعدد الآلهة .
مصادر البحث:
المصادر العربية :
الكتب :
1 – نظام العائلة في العهد البابلي القديم – رضا جواد الهاشمي (1971 ) .
2 – الشرائع العراقية القديمة – د. فوزي رشيد ( بغداد 1973 ).
3 – ما قبل الفلسفة – تأليف هـ . فرانكفورت ، جون ولسن ، توركيلد جاكوبسن 1960 ترجمة جبرا إبراهيم جبرا .
4 – عقائد ما بعد الموت في بلاد وادي الرافدين القديمة – نائل حنون ( بغداد 1968 )
5 – منطقة الخليج العربي خلال الألفين الرابع والثالث قبل الميلاد – الكويت 1974 دراسة في تاريخ الشرق الأدنى القديم د. سليمان سعدون البدر.
6 – تقرير شامل عن الحفريات الأثرية في جزيرة فيلكا – إدارة الآثار والمتاحف بالكويت 1963 .
7 – الأختام الدلمونية بمتحف البحرين الوطني – خالد السندي 1994 .
8 – البحث عن دلمون – جفري بي بي – ترجمة احمد عبيدلي 1985 .
المقالات :
1 – مجلة الوثيقة : العدد السادس – يناير 1985 تطور الكتابة الدلمونية بالإدماج – علي أكبر بوشهري .
2 – مجلة سومر – المجلد 23 – 1967 د. تقي الدباغ – آلهة فوق الأرض ( دراسة مقارنة ).
3 – مجلة سومر المجلد 28 – 1972 د. فاضل عبد الواحد علي – أعراس تموز ومأساته في طقوس الزواج المقدس والحزن الجماعي .
4 – مجلة سومر المجلد 29 – 1973 د. فاضل عبد الواحد علي – عشتار وتموز جذور المعتقدات الخاصة بهما في حضارة وادي الرافدين .
5 – محاضرة ألقيت في مقر جمعية التاريخ والآثار البحرينية – مطبوعة ولم تنشر للأستاذ رضا جواد الهاشمي .
المصادر الإنجليزية :
1 – The Greatens that was Babylon – H.W.F.Saggs (1962).
2 – Excavations at UR-SIR Leonard Woolley (1954-1963).
3 – The temple complex at BARBAR BAHRAIN Ministry of Information
4 – The Dilmun Temple at Saar – Harriet Crawford , Robert Killick , Jane Moon. 1997
5 – Dilmun Culture – Ali Akbar Bushiri 1992.
الملتقي الثالث لجمعية التاريخ والآثار المنعقد في سلطنة عمان